رباب تودّع الحياة بأصل عراقي وهوى كويتي
شيع حشد من الفنانين وعشاق أغاني المطربة العراقية رباب الملقبة بسفيرة الفن الخليجي جثمانها، قبل مواراته الثرى في إمارة الشارقة عقب أداء صلاة الجنازة، امس، في مسجد الصحابة. ويتلقى عدد من أقربائها العزاء في فندق المطار في الشارقة.
|
وتوفيت الفنانة رباب، الساعة التاسعة مساء اول من أمس، عن عمر يناهز 60 عاماً، في مستشفى الزهراء في الشارقة، ولم يمهلها الموت من إتمام زيارة لأهلها في العراق وأصدقائها في الكويت. وكانت رباب قالت إن عدم تمكنها من زيارة اهلها وأصدقائها في العراق والكويت يعود لظروف مثلت «غصة» أفسدت تفاصيل حياتها، حسب ما صرحت به في آخر لقاء لها مع «الإمارات اليوم».
وذكر مقربون من الفنانة رباب، أنها أجرت سابقاً عملية دقيقة لتغيير أحد صمامات القلب وعانت في مرحلة متأخرة من الإصابة بداء السكري. وأُدخلت مستشفى الزهراء بعدما تعرضت لارتفاع حاد في ضغط الدم تسبب في نزف حاد وتجلط في الدم في المخ، ودخلت في حالة فقدان وعي على مدار ثلاثة أيام قبل أن تتحسن حالتها بشكل مفاجئ قبل وفاتها بـ24 ساعة.
«لا تحمل سوى الجنسية العراقية فقط»، «عراقية تحمل جواز السفر الكويتي الذي تم سحبه منها بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990»، وغيرها هي بعض من الأقاويل التي رافقت مسيرة رباب الفنانة العراقية المحسوبة على المشهد الغنائي الكويتي. ولم تتوقف تلك الأقاويل حتى في مشهد حياتها الأخير.
وسواء كانت الفنانة العراقية التي قدمت نتاجاً فنياً خصباً أثناء استقرارها الطويل في الكويت ظل جواز سفرها الأخير يشهد بأنها عراقية وهو واقع الأمر بالفعل، أو غير ذلك، فإن الثابت هو أن الراحلة أسهمت بشكل نشط في إثراء وتنوع مكتبة الأغنية الخليجية، وبشكل خاص في مرحلة الثمانينات. وكان لها أسلوبها الخاص وملامحها الطربية المتميزة عبر عدد من الأعمال التي حجزت لها مكانها في ذاكرة عشاق تلك الأغنية، مثل «حاسب الوقت» و«احتمال أنسى حبك» و«انت بديت» و«اجرح» و«قبل أحبك» و«أرجوك»، متعاونة في تجارب ثنائية كثيرة مع عدد من ابرز شعراء الأغنية الخليجية، قبل أن تضطر إلى مغادرة الكويت عام ،1990 وتتنقل ما بين قطر والإمارات، لتستقر في النهاية في إمارة الشارقة، تاركة وصية حسب مدير أعمالها رياض العراقي بأن تدفن في الإمارات، متمنية الأمن والرخاء للعراق والكويت. وكان آخر أعمال الراحلة رباب من الألبومات الفنية متوائماً مع ترتيبه بالفعل في مكتبة أغانيها وهو ألبوم «آخر قراري» الذي قامت فيه بغناء عدد من آخر أعمالها بالفعل قبل انفصالها عن شركة روتانا للإنتاج الفني. لكن سفيرة الأغنية الخليجية ظلت بعدها تعاني سنوات دون أن تتمكن بسبب تواضع إمكاناتها المادية من إنتاج أعمال على نفقتها الخاصة. وكانت هناك حالة عزوف ملحوظة من تعاون شعراء وملحنين معروفين معها لأسباب غير فنية، ما كرس عدم قدرتها على كسر العزلة الفنية، ما عدا إحيائها بعض الحفلات في اعراس اماراتية، ودول خليجية أخرى. رباب في أيامها الأخيرة لم تكن تخفي ضيقها ذرعاً بالعزلة الفنية والتجاهل الإعلامي والفني الذي تعيشه، وشبهت هذا التجاهل بأنه «سم بطيء يسري بهدوء قاتل في الجسد». وكانت تؤكد دائماً أن عذاباتها ومعاناتها روحية أكثر منها جسدية.