مثـقـفـون: أبـوزيـــد لم يكن ضـــد الإسـلام
اعتبر مثقفون مصريون رحيل المفكر الدكتور نصر حامد أبوزيد خسارة كبيرة للثقافة والفكر العربي المستنير. مؤكدين أن الراحل لم يكن «ضد القرآن الكريم أو الإسلام بصورة عامة، إنما كان يرى أن كل شيء قابل للتأويل والتجديد حسب مقتضيات العصر». وأضاف مثقفون مصريون أن «ما تركه أبوزيدأ سيظل مثيراً للجدل، نحن بحاجة إليه في حياتنا بعيداً عن الركود»، وأضاف البعض «للأسف الشديد أن الآراء المستنيرة كثيراً ما تصطدم بالرفض من قبل فقهاء السلطة خشية على ثرواتهم وكراسيهم».
وقال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي إن «الكلام عن نصر حامد أبوزيد لا تكفيه مجلدات ونحن أبحاجة إلى الكتابة المتأنية المدققة لفكر هذا الرجل الذي تميز بالعقلانية»، مؤكداً أن «رحيل أبوزيد خسارة فادحةأ للفكر العربي فهو المفكر المستنير الذي واجه خفافيش الظلام بفكره وآرائه ولم يخش أن يتعرض لأي مكروه لأنه كان مؤمناً بفكره مدافعاً عنه»، واعتبر حجازي ابوزيد من «أفضل الاكاديميين في مصر في مجال البحث الاكاديمي».أ
وقال الشاعر محمد آدم إن «أبوزيد من سلالة العظماء بدءاً من محمد عبدهأ ومروراًأ بالأساتذة فؤاد زكريا وحسن حنفي،أ ولكنه هو الاستثناء الذي لم يبحث عن الأمجاد الشخصية، لأنه أراد أن يعيد الفكر العربي، ويبحث في مياهه الراكدة، فكان بمثابة القنبلة الموقوتة التي انفجرت في وجه الاصولية الجديدةأ ببحثه عن التفكير العقليأ والتفسير العقلي، والحديث عن المسكوت عنهأ وهذا التلميذ النجيب لأمين الخولي دخل إلى الارض الملغومة عندما اجتهد.
ورأى استاذ الادب الانجليزي في جامعة المنيا الناقد الدكتور جمال التلاوي أن «أبوزيد واحد من المفكرين الكبار الذين وهبوا حياتهم للبحث والاجتهادأ وهو تعرض للغبن، لأن خصومه لم يواجهوه بالحجة والفكر والمنطق، إنما تعرض للتكفيرأ والتفريق عن زوجته تحت دعاوى أنهأ ضد الدين والثوابت وهذا الخطأ في ثقافتنا العربيةأأ التي لا تؤمن باختلاف وجهات النظر»أ. وأضاف التلاوي أن الراحل ستظل كتبه علامة في تاريخ الفكر العربي حتى إن اختلف معها البعض. الروائي سعيد الكفراوي تذكر أيام الصبا مع ابوزيد في مدينة المحلة، إذ جمعتهما الثقافة والفكر والإبداع.
وقال «ارتبطنا سوياً في بلدتنا قبيل الانتقال إلى القاهرة والاستقرار فيها مع الشاعر محمد فريد أبوسعدة ومحمد المنسي قنديلأ وكان ابوزيد يعمل في جهاز اللاسلكي في النجدةأ، وكان لديه طموح ونبوغ في مواصلة دراسته، إذ انشغل إلى جانب عمله بالدراسة وحصل على الماجستيرأ والدكتوراه، وكان همه طرح الاسئلةأ والبحث عن استنتجات مهمة جداً». وأشار الكفراوي إلى أن «ابوزيد كان شغوفاً جداً بالتراث الاسلامي والديني والتصوف وكان من عشاق ابن عربيأ ومحمد عبده، والامام الشافعي، فألف الكتب عنهمأ واهتم بالنبش في الماضي والبحث عن المسكوت عنه»، وعن حياته قال الكفراوي «لم أجد إنساناً باراً بأسرته مثلما كان ابوزيد فقد اهتم بأخواته أالبنات منذ الصغر،أ عندما رحل والده ووجد ان عليه دوراً كبيراً تجاههن، وأضاف الكفراوي أن أبوزيد مفكر دؤوب وهو قدوة لكل باحث يراعي ضميره في بحثه مهما تعرض لمخاطر. وصفه الكفراوي بأنة كان مفكراً حراً وباحثاً دؤوباً وإنساناً قدوة، قدم للفكر العربي والإسلامي الكثير ودافع عن الإسلام. أالدكتور مدحت الجيار أكد أن ابوزيد واحد من المفكرين المستنيرين الذين يتركون فراغاً كبيراً في الحياة الفكرية. وقال إن أبوزيد مفكر عقلاني كان يرى من وجهة نظره أن كل شيء قابل للحوار والاجتهاد، وأنه لا توجد ثوابت، إنما علينا أن نتماشى مع روح العصر. وأشار إلى أن الراحل رجل مستنير لم يكن يوماً ضد الدين، وباعترافه هو انه لم يهاجم الإسلام أو القرآن، مشيراً الى ان الدكتور نصر حامد ابوزيد ذكر انه لا يوجد مسلم يسعى إلى هدم القرآن إلا إذا كان مجنوناً.