قلعة الجاهلي استخدمت فيها المواد الطينية. أرشيفية

«أبوظبي للثقافة» تستعد لإطلاق معهد متخصّص في العمارة الطينية

تستعد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لإطلاق معهد متخصص في العمارة الطينية في أبوظبي. وتعمل الهيئة على إصدار معايير جديدة للبناء بالطين الذي يعد أكثر تأقلماً مع البيئة ويتطلب جهداً أقل لإعداده للبناء. وقال نائب مدير عام الهيئة الدكتور سامي المصري: «في عام 2003 لمست الجهات المتخصصة في أبوظبي الحاجة إلى وضع خطة شاملة لحماية الموروث الثقافي في الإمارة بما فيها المواقع والمباني، وكان هناك قلق من تأثير التطور العمراني الحديث في المباني والمواقع التاريخية، لذلك طلبت مساعدة (اليونسكو) للعمل معاً لوضع خطة بهذا الشأن». جاء ذلك في ندوة «الهندسة المعمارية الخضراء: التاريخ والآمال» التي عقدت أول من أمس، في مهرجان أصيلة في المغرب.

وقال المصري إن «للطين مميزات خاصة تجعل منه متوائماً مع البيئة الطبيعية والحياة الاجتماعية، وبرهن على فاعليته على مستويات عدة، خصوصاً في ما يتعلق باستهلاك الطاقة وتأثيره في الصحة». وشرح المصري المظاهر التي تجعل من الطين حلاً لمستقبل البناء، فهو يتطلب قدراً قليلاً من الطاقة للبناء وإعادة البناء، ويمكن إعداد المواد في الموقع باستخدام بعض الماء. كما أن الطين مادة تتنفس فهي تمتص الرطوبة من الجو وتطلقها في الوقت الضروري. ويعد الطين قابلاً لإعادة التدوير بنسبة 100٪ تقريباً.

وشرح المهندس الألماني إيك روزواغ، الجوانب الفنية لتنفيذ المعمار الطيني، مشيراً إلى أن البناء نوع من الثقافة التي ينبغي إحياؤها والحفاظ عليها. ووجد أن أبرز العناصر الفنية في الطين هو قدرته الفائقة على التحكم في الرطوبة، والمحافظة على درجة حرارة منخفضة في الداخل، وإبقاء الجو منعشاً في المباني. وقال: «الطين ليس مادة مخصصة لبيوت الفقراء بل استخدم لبناء القصور والمباني المهمة عبر التاريخ، وفي الإمارات بُنيت منه القلاع والحصون التي كان يسكنها الحكام». وقدم روزواغ نموذجاً لاعادة ترميم وإعادة بناء قلعة الجاهلي في العين باستخدام المواد الأولية بنسبة تقترب من 100٪، وكذلك المطعم داخل واحة العين.

الأكثر مشاركة