عرفت فساتين صباح بالخصوصية التي تتناسب مع مكانتها الكبيرة.

فساتين صبــاح في دبي

على وقع أنغام أغنيات الفنانة اللبنانية صباح، قدم مصمم الأزياء وليام خوري مجموعة من فساتين الشحرورة، والتي صممها لها في فترات زمنية متباينة، وجذبت مجموعة الفساتين المعروضة في «برجمان» جمهوراً كبيراً دفعه حبه لفنانة استثنائية في مسيرة الفن العربي. وتضمن المعرض الذي يقام ضمن معرض المقتنيات في «برجمان» 20 فستاناً.

الأسطورة

ولدت الفنانة اللبنانية جانيت جرجي فغالي في 10 نوفمبر ،1925 واستطاعت ان تلفت الانظار إليها في لبنان ومصر كذلك، وتم استدعاؤها لتمثيل ثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكلف الملحن رياض السنباطي تدريبها على الغناء، ويقال إنه لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها الجبلي الذي كان معتاداً على أداء الاغاني الفولكلورية. وفي هذه الاثناء اختفى اسم جانيت الشحرورة ليظهر اسم صباح في فيلم «القلب له واحد». في رصيدها الفني 83 فيلماً بين مصري ولبناني و27 مسرحية، كان أبرزها المسرحيات التي قدمتها في بعلبك مع الرحابنة ومنها موسم العز والقلعة، هذا إضافة إلى 3000 أغنية. وتعتبر صباح أول فنانة عربية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود. وتميزت الفنانة على الصعيد الشخصي بكثرة زيجاتها، فقد تزوجت تسع مرات، وكانت تعتبر فشل زيجاتها سببه طمع الرجال بالشهرة وبمالها، ولكنها كانت تحب الجمال والاناقة، وقالت في احد اللقاءات: «أتمنى إذا خسرت ثروتي، ألا أخسر جمالي وأناقتي».

عرفت الفنانة اللبنانية صباح، والتي لقبت بالأسطورة، بأناقتها التي كانت تجعل الناس تنتظر اطلالتها لترى ماذا ترتدي، سواء في حفلاتها أو اطلالتها التلفزيونية، فيما كانت لمسرحياتها الأخيرة ولاسيما الأسطورة، وكنز الأسطورة، حكاية خاصة مع الأزياء، لأنها كانت مسرحيات استعراضية تعتمد على الازياء الفاخرة بالدرجة الاولى.

وقد رافق الفنانة اللبنانية في فترة طويلة من مشوارها المهني مصمم الأزياء اللبناني وليام خوري، الذي جمع ما يقارب 300 فستان، تعتبر خير شاهد على أناقة هذه الفنانة. وعلى الرغم من احتواء معرض المقتنيات على أعمال تاريخية ذات قيمة خاصة إلا أن اهتمام الناس انصب على فساتين صباح، وراحوا يصوروها ويلتقطوا الصور الخاصة مع مصممها.

تاريخ

وقال مصمم الفساتين اللبناني وليام خوري، إن «هذه المجموعة هي من تاريخ صباح ومن تاريخي كمصمم عملت مع صباح، ولكنها مجموعة صغيرة، لأن المجموعة الكاملة يقارب عددها الـ300 فستان، وسنقيم متحفاً لهذه الفساتين في لبنان». وأكد خوري أن «مجموعة الفساتين موزعة بينه وبين صباح، فبعض الفساتين التي صممها لها موجودة عنده، وبعضها الآخر لدى صباح، ولكن في النهاية سيتسلم كل الفساتين ليتمكن من إقامة المتحف الذي سيقام على نفقته الخاصة، وسيكون في منطقة على طريق القصر الجمهوري في بيروت». واعتبر خوري أن هذه التصاميم قديمة وتحمل قيمة تاريخية، فأحدث فستان عمره 20 سنة، وهناك بعض الفساتين الموجودة في المعرض عمرها 40 سنة.

ولفت الى أن الناس تسأل عن ثمن الفساتين كي تشتريها «ولكن من المستحيل أن أبيعها مهما كان المبلغ، فهذه التصاميم تحمل قيمة لأنها من تصاميمي التي ارتدتها صباح».

وأضـاف أن صباح عرفت بأناقتها التي ميزتها عن كل الفنانات في لبنان والعالم العربي.

انتقاء

ولفت الى أن «الفساتين القديمة فيها الكثير من العناصر التي هي موجودة اليوم في الموضة، فما كنت أصممه من 30 سنة اليوم هو موضة. أما كلفة الفساتين فهي كانت تراوح بين 3000 ليرة لبنانية، وتصل الى 10 آلاف ليرة، ما يعادل اليوم 75 ألف درهم.» ولجهة التباين بين التطريز والأقمشة، أوضح خوري أن «التطريز لابد أن يكون متنوعاً، ولا يمكنني الاكتفاء بحجر معين، فالتطريز يحتاج للابهار، وكذلك الفساتين في معظمها كانت غنية بالاقمشة المتنوعة».

واعتبر خوري أنه فهم صباح بشكل جيد، «إذ إنه لا يليق بها الفستان الفقير أو الضعيف في التصميم، إضافة الى أن المبالغة في القصات لا تليق بها إطلاقاً، ولهذا كنت أعرف كيف أنتقي التصاميم التي لم تكن تعلق عليها أساساً، فهي كانت امرأة مُرضية وغير متطلبة على الرغم من شهرتها، إذ كانت تأتي وتختار اللون فقط، وتترك الباقي لي». واعتبر خوري أن صباح كانت سيدة كبيرة ليس فقط بتاريخها الفني بل أيضاً بحياتها الاجتماعية، فحتى الموظفات في المشغل لدي كن يشتغلن فساتينها بحب بسبب شخصيتها القريبة من الناس.

وأكد أنه تعامل مع صباح منذ عام 1964 وحتى اليوم، معتبراً أن نجاحه كمصمم هو الذي دفع بصباح لأن تختاره من بين المصممين الموجودين في لبنان، ليصمم فساتينها في الحفلات المهمة والأفلام والمسرحيات. وأشار خوري الى أن صباح هي من الفنانات اللاتي يعرفن كيف يظهرن الفستان، وهذا ايجابي ويساعد المصمم على الاعتناء بالتصميم وتقديم كل ما لديه بحب. وأكد خوري الذي تعامل مع الكثير من الفنانات ومنهن سميرة توفيق، وأم كلثوم، ونجاح سلام وسلوى القطريب وماجدة الرومي، أن التعامل مع صباح كان تجربة مميزة له لأنها فنانة كانت تهتم كثيراً بالأناقة، والناس كانت تنتظر إطلالاتها.

الأكثر مشاركة