ياسر الياسري وفريق العمل خلال تصويره «ما أصعب الكلام». تصوير: أشوك فيرما

ياسر الياسري: المسلسل أسهل إخراجاً من «الفيديو كليب»

يدخل مخرج الأغنيات المصورة ياسر الياسري باب الإخراج الدرامي للمرة الاولى عبر مسلسل «ما أصعب الكلام» الذي تنفذه إنتاجياً شركة صوت دبي، للعرض الرمضاني على شاشة قناة «أبوظبي» الفضائية. ويتحرك الياسري في تجربته الجديدة بحذر شديد، بعدما ابتعد لأول مرة عن عالم إخراج الإعلانات و«الفيديو كليب» منجذباً إلى «ما أصعب الكلام»، ومعتبرا ان «اخراج المسلسلات اسهل من اخراج الاغنيات. لكن كثيراً من الممثلين المشاركين في العمل لم يخفوا أن تطلعهم لتجربة درامية مختلفة مع الياسري كانت في الأساس أحد دوافع قبولهم العمل، من دون أن تشكل حداثة تجربته الدرامية مبعثاً للقلق.

أفلام صامتة

شبه مخرج الإعلانات والأغاني المصورة ياسر الياسري، الذي تحول أخيراً إلى الدراما التلفزيونية عبر مسلسل «ما أصعب الكلام» الذي سيبثه تلفزيون أبو ظبي، خلال رمضان المقبل، أعماله السابقة في مجال «الفيديو كليب» بشكل خاص بالأفلام الصامتة، واصفاً إياها بالأعمال الأكثر صعوبة إخراجياً، مضيفاً «صورت 1200 مشهد في أماكن متنوعة شغلت أحداث 30 حلقة تلفزيونية خلال نحو 80 يوماً، لكن هناك أيضاً ما هو أصعب من ذلك، وهو تصوير أغنية مصورة بشكل حرفي ينسجم مع المعطيات الموسيقية والمعنوية لها، لأن الرؤية الإخراجية تسعى إلى إيصال الفكرة دونما الاعتماد على الحوار الذي يثري العمل الدرامي». وتوقع الياسري أن تشهد المرحلة المقبلة جذباً للعديد من المخرجين في مجاله إلى الإخراج الدرامي والسينمائي، بفضل امتلاكهم أدوات الإخراج في هذين المجالين، الذي كرر تأكيده أنهما ليسا أكثر صعوبة من إخراج الإعلانات والفيديو كليب، مستدركاً «يجب ألا تفهم هذه التصريحات أنها استسهال للعمل الإخراجي بقدر ما تعني تأكيد صعوبة إخراج الأغاني المصورة والإعلانات».

وفي حوار لـ«الإمارات اليوم»، قال الياسري إنه لا يعتبر إخراج الإعلانات أو الأغاني المصورة تصنيفاً أقل فنية من الدراما التلفزيونية أو السينمائية، مضيفاً «الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الإخراج التلفزيوني والسينمائي قدمت في الأساس من عالم إخراج الإعلانات مثل فادي الباجوري وسامح عبدالعزيز ورادلي سكوت وغيرهم، حتى أن بعض الممثلين الموهوبين في الأساس مثل مصطفى شعبان مروا بالتجربة نفسها»، مشيراً أن «الفيصل دائماً في النجاح من عدمه يتوقف على توقيت تلك النقلة، ومدى توفيق المخرج في عمل درامي يمكن أن يكون بالنسبة له بالفعل بمثابة النقلة المهنية المهمة».

وذكر الياسري أنه على عكس التصور الأولي الذي قد يتبادر إلى الذهن، فإن إخراج المشهد الغنائي من خلال الأغنية المصورة قد يكون أكثر صعوبة من الناحية الفنية من إخراج مسلسل درامي متكامل، لأن غنى الأخير بالسيناريو والحوار يحمل في طياته بشكل عام الكثير من الحلول الإخراجية، لتبقى القاعدة الأساسية في هذا الإطار هي أن «المشهد السهل هو الصعب تمثيله، لأن المشاهد التي تبدو سطحية ظاهرياً هي في الأغلب أصعب المشاهد سواء تمثيلاً أو إخراجاً».

وعلى الرغم من ذلك، أشار الياسري إلى وجود أطر عامة توحد ما بين الإخراج المرتبط بالصورة المتحركة بشكل عام سواء تعلق الأمر بإخراج إعلانات أو أغانٍ مصورة أو حتى مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي، مضيفاً أنه «مع اختلاف الأدوات الإخراجية إلا أن قدرة المخرج على الوصول إلى رؤى جديدة ومبتكرة ومتطورة في مجال منها يرشحه دائماً للوصول إلى سقف التميز نفسه في مجال إخراجي آخر، بل على العكس تبدو الاستعانة ببعض أدوات الإخراج المعتمدة في الأغنية المصورة والتي تقترب بشكل أكبر من الإخراج السينمائي، ذات نتائج مبهرة عندما نكون بصدد عمل تلفزيوني»، على الرغم من المعاناة الشديدة، يضيف الياسري «الاعتماد في تصوير عدد كبير من المشاهد بكاميرا واحدة، مع عدسات سينما تعتمد خيار التصوير من أفق بعيد إلى آخر أكثر اقتراباً من المشهد، هو أمر يحتاج إلى أطقم فنية مدربة، وهامش متسع من الوقت لاسيما أن معظم المسلسلات التلفزيونية تصل بسبب ارتباطها بالعرض خلال شهر رمضان المبارك إلى 30 حلقة».

وأشار الياسري إلى أنه لم يكن يفكر في أن يكون التوقيت الحالي هو توقيت ظهوره على ساحة الإخراج التلفزيوني، معترفا بأن الأمر الذي عجل بتلك الخطوة هو أن العرض مرتبط بعمل سيبث على شاشة قناة أبوظبي الفضائية، «بكل ما يمثله ذلك من قيمة إيجابية لأي مخرج»، فضلاً عن أن مسلسل «ما أصعب الكلام» ترتبط قصته أيضاً بالكاتبة القطرية المتميزة وداد الكواري، «وهما العاملان اللذان دفعاني مبدئياً للتمسك بإخراج المسلسل، فيما مثلت قراءتي أوراق العمل مزيداً من الإحساس بالثقة بأن (ما أصعب الكلام) سيكون محطة فاصلة في مشواري المهني بعد عرضه في شهر رمضان المقبل».

ويذكر أن مسلسل «ما أصعب الكلام» الذي يمثل باكورة المسلسلات التي يخرجها الياسري وتعود قصته للقطرية وداد الكواري والإماراتي محمد الحمادي يضم في طاقمه التمثيلي عدداً كبيراً من الممثلين الخليجيين والعرب منهم ياسر المصري وغازي حسين وعبدالله بوعابد وشهد الياسين وفاطمة عبدالرحيم وشيماء سبت وسميرة الوهيبي وليليا الأطرش ومحمد العامري ومرعي الحليان ومنصور الفيلي، ويدور بشكل خاص حول الصراع بين ثنائية الحصول على المال والسعادة، باحثاً في تفاصيل العلاقة بينها من خلال الشقيقين سيف ونورا اللذين يتمتعان بثراء فاحش فيما تعاني الثانية مشكلات نفسية، في الوقت الذي يرفض فيه الموظف المتقاعد سلمان فرصة حصوله على نصف ثروة الملياردير سيف، من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي لأسرته.

الأكثر مشاركة