قاموس صومالي - عــــــــربي يبحث عن تمويل
العثور على جهة داعمة تتبنى قاموسه الأول من نوعه؛ بات هو الحلم الذي يتطلع الباحث محمود محمد عبدي إلى تحقيقه، ليرى القاموس الصومالي-العربي الذي قام بجمعه وتأليفه النور، خصوصاً أنه يعد العمل الأول من نوعه الذي يسعى إلى الربط بين اللغتين العربية والصومالية.
ويقول عبدي لـ«الإمارات اليوم» إن اللغة الصومالية هي واحدة من اللغات الافرو-آسيوية، وتسمى «الكوشية»، وتعود جذورها إلى 7000 عام، ولكن اللغة الصومالية التي يتم استخدامها في الوقت الحاضر حديثة العهد، إذ تم وضع النظام الهجائي لها في بداية السبعينات، في الفترة من 1972-،1974 واتجهت الحكومة الصومالية وقتها لاستبدال الحروف العربية التي كانت تكتب بها اللغة الصومالية من قبل بالحروف اللاتينية المبسطة، وهو ما يرجع إلى عدم توافر مطابع باللغة العربية في الصومال في ذاك الوقت، وتأخر الدول العربية في توفير هذه المطابع، في الوقت الذي كانت توجد فيه داخل الدولة مطابع إيطالية وإنجليزية، كما سارعت دول أوروبية لتبني المشروع ودعمه لتوطيد وجدها وتأكيد مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في الصومال والمنطقة.
ويشير عبدي إلى انه مع اندلاع الحرب الأهلية في الصومال ،1988 تدهور التعليم إلى درجة كبيرة، حتى بلغت نسبة الأمية بين الصوماليين أكثر من 60٪، بينما ارتفعت نسبة الأمية باللغة العربية إلى ما يقرب من 96٪، واقتصر من يجيدونها على الطلبة الذين درسوا في الدول العربية مثل مصر والسعودية.
وأشار عبدي الذي لم يزر الصومال من قبل، حيث ولد ونشأ ويقيم في الإمارات؛ ودرس الحقوق في دمشق، إلى أن خبراً قرأه مفاده أن اللغة الصومالية مهددة بالانقراض، كان الدافع وراء اتجاهه لعمل قاموس يربط بين اللغة الصومالية واللغة العربية، التي ارتبط بها منذ طفولته وأحبها، إضافة إلى رغبته في استكشاف المزيد عن اللغة الصومالية التي تعلمها من أسرته، والمقارنة بين اللغتين. مبيناً أن مشروعه الذي بدأ العمل به منذ 2003 ولمدة خمسة أعوام، يمثل أول قاموس من نوعه، وهو يهدف إلى الربط بين اللغتين العربية والصومالية، بما يشجع الصوماليين على التعامل مع العربية كلغة قريبة منهم وليست لغة أجنبية. وأشار الباحث الصومالي إلى انه قام في قاموسه بجمع المفردات العربية الأقرب للتعامل اليومي، ثم ترجمها إلى الصومالية باللهجة الوسط المعتمدة في وسائل الإعلام هناك، مستعيناً بالصوماليين كبار السن المقيمين في الإمارات، كما قام بمراجعته نحو 40 مرة، والعمل على تطويره وإضافة الصور إليه، ليتحول إلى قاموس مصور، بدلاً من اعتماده على المفردات فقط.
ويوضح الباحث الصومالي إن قاموسه «الوجيز المصور»، هو الحلقة الاولى من سلسلة ينوي إنجازها تتضمن أيضاً قاموس «الوسيط المصور»، و«القاموس المحيط». مبرراً استخدامه الحروف اللاتينية في كتابة اللغة الصومالية في القاموس بأن الحرف العربي له خصائصه، فهو يحتاج إلى التشكيل، على عكس الحرف اللاتيني، كما أن هناك حروفاً في العربية لا توجد في الصومالية، وحروفاً أخرى تنطق بالصومالية ولا توجد في العربية. مشيراً إلى ان اللغة الصومالية تشترك مع العربية في تضمنها حرف الضاد في النطق، ولكنه يكتب «د»، ولذلك يتعامل الصومالي مع مقولة «العربية لغة الضاد الوحيدة» بقدر من الحساسية.
ويشير عبدي إلى انه قام بمخاطبة نحو 50 جهة عربية وإسلامية، لتبني طباعة وتسويق قاموسه، نظراً لصعوبة قيامه بذلك على نفقته الخاصة، ولكنه لم يصل إلى نتيجة إيجابية حتى الآن، سوى عدم تلقيه أي استجابة من قبل بعض الجهات، بينما أبدى البعض الآخر قدراً من القبول، ولكن الشروط والإجراءات الروتينية حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وهو ما جعله يتجه لطرحه كمشروع خيري. لافتاً إلى أن صعوبة الحصول على دعم لمشروعه تعود إلى أسباب رئيسة عدة، من أهمها جهل الكثيرين بوجود لغة صومالية، واستنكار البعض فكرة استخدام لغات غير العربية في بلد عربي إسلامي، خصوصاً في ظل استخدام الحرف اللاتيني في كتابتها. معرباً عن أمله في أن يجد جهة ثقافية أو تعليمية أو خيرية تدعم قاموسه، وتقوم بطباعته وتوزيعه على المؤسسات التعليمية في الصومال وخارجها للحفاظ على حضور اللغة العربية هناك. موضحاً أنه حصل على موافقة من المجلس الوطني للإعلام في الإمارات على طباعة القاموس، ولكن لم تتم مراجعته حتى الآن، لعدم وجود جهة محددة داخل الصومال مختصة بهذا الأمر، كما أنه يحتاج لمن يتولى طباعة نسخ منه لتوزيعها على الجهات المختصة في الدول العربية والإسلامية لتتولى تقييمه ومراجعته، ومن ثم طباعته وتسويقه.