800 صنف تنتشر في مزارع الإمارات

التمور.. مهنة الــتعب النبيل

شهد مهرجان ليوا للرطب ،2010 الذي يقام في المنطقة الغربية، إقبالاً لافتاً من الجمهور خصوصاً على السوق الشعبية، إذ يعدّ المهرجان فرصة ليتعرف الناس إلى التراث الاماراتي من خلال الجلسات الثقافية التي تقام الى جانب العروض الفنية والموسيقية، إضافة الى أنه يشكل فرصة لتعرف الناس إلى أنواع التمور في الامارات، وما يمكن أن يُحضّر منها. وفي الواقع تتباين أنواع التمور في الامارات بحسب المناطق التي تزرع فيها، وهناك الكثير من الأصناف التي انقرضت مع الزمن، بالإضافة الى أصناف تعتبر وافدة أو مستقطبة. وقال الباحث الاماراتي في التمور أحمد محمد عبيد، لـ«الإمارات اليوم»، إن «زراعة النخل في الامارات قديمة جداً وتماثل بقية أماكن الجزيرة العربية، وقد اعتاد السكان في الدولة زراعة الأصناف المتوارثة، بالإضافة الى أصناف وافدة أو مستقطبة زرعت ونمت وقد تكون اختفت في الأماكن الأصلية». ولفت الى أن النخلة شكلت محل اهتمام الكثيرين على اعتبار أنها المورد الغذائي الأول المتكامل، وقد شكلت مصدر رزق لهم، وكانت المهنة الأصلية والنبيلة لسكان المناطق الجبلية أو المعروفة باسم جبال الحجر، وكذلك في بعض المناطق الصحراوية، ومنها في العين، وليوا وفي المنطقة الغربية، وفلج المعلا.

تلقيح النخل

 

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/269623.jpg

شرح أحمد عبيد عملية تلقيح النخل للحصول على الرطب، فهي تتم من خلال (الطلع) الذي يؤخذ من الفحل لتلقيح الطلعة عند الانثى، إذ تكبر هذه الطلعة في وعاء كبير وتسمى شغرافة، أما الوعاء الذكري فيؤخذ قبل أن ينشق كي لا يفسد، بينما عند الاناث ننتظر حتى ينشق طبيعياً. بعد نمو الطلع عند الفحل والاناث، يفتح الفحل وتؤخذ منه الفروع الداخلية التي تحمل النبات الابيض الى أعواد وتجمع وتسمى عطل وتوضع في النبات الأبيض المنشق عند الاناث، والمزارع يعرف حاجة كل نبات أنثى الى الأعطال، فهناك من يحتاج لخمسة أو لعشرة، وإن لم يكن مقدار التلقيح كافياً، فإن الرطب لا تعقد فتتحول الى رطب ضعيفة تسمى شيث. أما عندما تأخذ النخلة حاجتها من التلقيح فتتحول الحبيبات الخضراء الى حبيبات أكبر تسمى الحبابو، ثم بعد فترة يكبر الحبابو، والمرحلة التالية تسمى الخلال وهو إن سقط على الارض يتحول الى ثمرة بنية داكنة بلون وطعم ثمرة التشيكو. ونوه عبيد بأن الخلال الأخضر يشتد ويصل في شهر مارس الى حد أنه في اكتمال كامل وينتقل الى مرحلة التحول اللوني، فإما ان يكون حبة حمراء أو صفراء، وهناك بعض الحبيبات التي تبقى خضراء وتسمى خاضوري.

 فحول

ونوه عبيد الذي يعد كتاباً عن أنواع التمور بوجود 800 نوع في الدولة، منها ما انقرض ومنها ما هو مستقطب، طبعاً مع الأصناف الموجودة أصلاً في الدولة. وأضاف «في النخل هناك فحل ذكر، وهناك أنواع من الفحول تختلف بمميزات خاصة، كما ان بعض الفحول تخرج ثلاث مرات في السنة وليست مرة واحدة فقط، وبالتالي الفحل هو الذي يلقح الانثى». وشرح كيفية زراعة النخل بالقول «إن زراعة النخل تكون بالقطع، أو بالصَرْم الذي هو عبارة عن أخذ بنات النخلة الأم التي تنبت بقربها، وزرعها لتخرج نخلة مماثلة للنخلة الأم، أما في حال رميت نواة أحد ثمار هذه النخلة في الأرض، فهذا يؤدي الى نمو النواة، وبالتالي يكون أحد الأمرين إما أن ينبت فحل يستعمل في تلقيح النخل، أو تنبت نخلة أنثى مختلفة عن النخلة التي منها النواة».

مواسم

أما مواسم الرطب، فهي متعددة وتبدأ من بداية شهر يونيو، إذ تتحول بعض الأنواع الى رطب وتسمى «قدم»، لأنها متقدمة ومن هذه الأنواع «النغال»، وهو منتشر في كل الدولة وتشتهر به منطقة العين إذ يمثل 70 الى 80٪ من نخيلها، يضاف اليه أصناف أخرى ومنها «الخاطري»، وكذلك «الصلاني» و«الميناز»، و«قش خصرو». أما الأنواع الوسطى التي تبدأ من نصف يونيو وحتى آخر يوليو فهي الأكثر، وعلى رأسها «الخريزي»، وكذلك هناك «جش حبش»، بالإضافة الى انه بين دبا وخورفكان ينضج صنف «الشهل»، وبين الفجيرة وكلباء ينبت صنف «أم السلع»، أما المناطق الجبلية فتتميز بصنف «الانوان»، وهناك أصناف أخرى «كالخشكار»، و«جش فلقة» خصوصاً في بلدة وام. وهناك أصناف لم تكن معروفة ومنها «خيص» الذي نبت وأعجب المزارعين وأطلقوا عليه هذا الاسم ونشروه. أما الأصناف المتأخرة، فمنها صنف «الخصاب الأحمر»، وهناك «الخصاب العربي»، بالإضافة الى صنف معروف بـ«اللولو»، وهناك صنف اللولو الاحمر وهو نادر ويوجد في الفجيرة فقط، بالإضافة الى نوع آخر يسمى «بغل اللولو» وهو يشبه اللولو ولونه أصفر، وهناك صنف يسمى «دعي اللولو» وهو نادر جداً، وأطلق عليه هذا الاسم لأنه يدعى أنه لولو. ولفت عبيد الى أن للتمر أهمية غذائية كبيرة ، وهو الصنف الأساسي الذي يقدم للزوار وعلى مائدة الطعام، مشيراً الى أن اهتمام الدولة به جيد، فهناك 42 مليون نخلة وهذا عدد مهم على مستوى العالم. أما الأسباب التي أدت الى انقراض بعض أنواع التمور، فهي متعددة، وأوضحها بالقول، «موت كبار السن دون وجود متابعة للنخلات من بعدهم، وكذلك ندرة وجود فسائل للنخلات القديمة، وموجات الحر التي ضربت الدولة، وكذلك التوسع العمراني في بعض الاماكن».

 عادات القطاف

أكد الباحث الإماراتي في التمور أحمد محمد عبيد، أن هناك عادات ارتبطت بالنخل وزراعته، والعادة الأولى هي الجزامي، وهي تعني الجزم، وتتم حين تكون النخلة في مرحلة الخلال، إذ يأتي رجل عارف بالنخل يطلق عليه اسم الجزيم ويحدد كم ستنتج النخلة، ويحددون الزكاة التي تتوجب على صاحب النخلة، وهذه العادة انتهت في كل المناطق وبقيت فقط في منطقة دبا البيعة.

تصنيف

وتصنف التمور حسب كبار السن الى نوعين، تمور (الصنع) وهي تمور الدرجة الأولى، بالإضافة الى الساير وهي تمور الدرجة الثانية. ونوه بأن هناك أنواعاً قليلة الجودة تسمى «نفيعة» وهي تقدم للحيوانات، كونها غير لذيذة الطعم وأحيانا تكون مرة. أما صناعة «الدبس» فتتم بحسب عبيد من خلال وضع التمر الذي يترك على مسطح نظيف جدا، ليتجمع وتتساقط عصارته في الأخاديد التي تكون موجودة تحت التمر، ما يعني أن صناعة «دبس التمر» طبيعية وتتم وحدها. ولفت الى وجود بعض الأنواع التي تطبخ وتسمى «البسال». أما ألذ انواع التمور فبحسب عبيد المسألة في المقام الأول ترتبط بذوق الشخص، ولكن «الخلاص» هو الألذ، وهو معروف بجودته، لاسيما الذي يعرف في السعودية، وهناك نوعان من الخلاص في خورفكان.

تويتر