نساء سعوديات يربكن «الكوميديا»
«السعودية تتغير في ما يخص النظرة القديمة إلى النساء، وامنحونا بعض الوقت فقط حتى تظهر آثار هذا التغير واضحة لأنه تغير إيجابي يفيد الجميع».
هكذا فسرت المصورة السعودية منال الدباغ ما جرى، أول من أمس، في افتتاح مهرجان الكوميديا الدولي الأول في مدينة أبها، الذي حضرته النساء جنباً إلى جنب مع الرجال، ما خلق حالة من الإرباك والدهشة، مضيفة أنه سُمح لها كمصورة «أنثى» بأن تقوم بتغطية فعاليات الحفل بالكامل مثلها مثل المصورين الرجال.
وأوضحت الدباغ أن السماح لها بالحركة بحرية في المسرح لتغطية الحفل أثار تعجب الكثيرين وتسبب في قليل من الاستنكار من البعض، كونها مصورة سعودية في مجتمع لم يكن يرضى بعمل المرأة في تلك المهنة أبداً، رغم أنها كانت ممثلة لبلادها رسمياً مصورةً صحافيةً في مونديال جنوب إفريقيا 2010 لكرة القدم الأخير.
وفي السعودية، لايزال ظهور النساء علناً إلى جوار الرجال في التجمعات مرفوضاً، وفي مدن مثل العاصمة الرياض لا يمكن لامرأة أن تجلس في صحبة رجال في مكان عام حتى لو كان بهو فندق فخم، سواء كانت تلك السيدة سعودية أو من جنسية أخرى، بينما الأوضاع أكثر تساهلاً في مدن مثل جدة وأبها. وأعلن منظمو مهرجان الكوميديا، قبل يومين فقط، عن السماح للنساء بحضور حفل الافتتاح في مناطق مخصصة للعائلات بقاعة الحفل بمسرح «المفتاحة»، لكن كثيرين شككوا في إمكانية تحقق الأمر، كونها المرة الأولى التي تحضر فيها النساء مع الرجال في حفل كبير يحضره وكيل إمارة عسير نيابة عن أميرها.
وفور دخول القاعة لحضور الحفل يفاجئك العدد الكبير نسبياً من النساء الحاضرات، الذي يصل ربما إلى 20٪ من إجمالي عدد الحضور الذين كان بينهم أيضاً أربع من نجمات الكوميديا العربيات، هن المصرية ميمي جمال والكويتيتان مريم الصالح ومنى شداد، والبحرينية سعاد علي، اللاتي جلسن إلى جوار الفنانين الرجال ولم يتم تخصيص مكان منفصل لهن. وللمرة الأولى تم تكريم الفنانات في الحفل نفسه وصعدن خشبة المسرح أمام الرجال والنساء المجتمعين ليتسلمن دروع تكريمهن من دون اعتراض أو منع، كما جرت العادة، وهو ما اعتبرته الفنانة المصرية ميمي جمال «نقلة حضارية كبيرة». وتوقع البعض أن يتم حذف أجزاء كبيرة من الحفل قبل عرضه في التلفزيون الحكومي.