عصر من الموسيقى يتوارى مع احتضار «الكاسيت»
ظلت أشرطة الكاسيت، لعقود عدة، وسيلة ضرورية بالنسبة للشباب الذين يريدون طريقة رخيصة لتسجيل الأغنيات المحبوبة لديهم من المذياع، وكانت هذه الأشرطة تتيح وسيلة تسجيل قوية ومحمولة للموسيقى وغيرها من التسجيلات الصوتية، غير أن الأسطوانات المدمجة وأجهزة التشغيل الصوتي «إم بي ثري» تفوقت عليها وأذنت بغروب عهدها، وتم طرح أشرطة الكاسيت في الأسواق عام ،1963 وسيطاً لتخزين المواد المسموعة.
بدأ هواة سماع الموسيقى باستخدام أشرطة الكاسيت لتسجيل برامج الإذاعة والموسيقى من الأسطوانات البلاستيكية التي كانت حتى ذلك الحين الوسيط المفضل للموسيقى المسجلة، وفي عام 1963 بدأت شركات التسجيلات في عرض تسجيلات موسيقية على أشرطة الكاسيت، بالإضافة إلى الأسطوانات البلاستيكية التقليدية، والتي كان يتم تشغيلها على جهاز الأسطوانات الدوار.
وعرفت هذه الأشرطة في ألمانيا بين هواة الموسيقى بالحرفين «إم سي»، وهما اختصار لكلمتين بالإنجليزية تعنيان موسيقى الكاسيت، وكان معظم هواة الموسيقى يفضلون هذه الأشرطة على الأسطوانات البلاستيكية، باعتبارها وسيطا أكثر ملاءمة وأصغر حجما، وبعد ذلك بـ45 عاما ذهبت أشرطة الكاسيت المنحى نفسه الذي أخذته الأسطوانات البلاستيكية، وغربت شمس أشرطة الكاسيت في ألمانيا رسميا، عندما أغلقت آخر شركة كبيرة للتسجيلات على هذه الأشرطة أبوابها في الأول من يوليو هذا العام.
وفي عام ،1991 وهو العام الأول بعد الوحدة بين شطري ألمانيا، وصلت مبيعات أشرطة الكاسيت إلى ذروتها، حيث تم بيع 78.4 مليون شريط في ذلك العام، وتراجع هذا الرقم بحدة ليصل العام الماضي إلى ثلاثة ملايين فقط. ويقول دانيال دونيل من الرابطة الألمانية لصناعة الموسيقى «إننا نصنف اليوم أشرطة الكاسيت المسجلة، باعتبارها منتجا له زبائنه المحدودون، ولا يبدو أن هذا الاتجاه قابل للتغيير».
ويعتصر راينر كاليس الذي يعمل في شركة للتسجيلات الموسيقية في مدينة كاسيل ذهنه، ليتذكر آخر شريط كاسيت مسجل أنتجته الشركة، ويقول إن الشريط كان يتضمن موسيقى الكورال وصدر عام ،1992 مشيرا إلى أنه بالنسبة لنوعية الموسيقى الكلاسيك لا يكون هناك اهتمام كبير بتسجيلها على أشرطة، باستثاء هواة الموسيقى الكلاسيك الرومانسية. ويوضح كاليس أن العزف الدقيق والرفيع لموسيقى الحجرة لا يمكن تسجيله بكل جماله وتعقيده على شريط كاسيت، وتكون الأسطوانة المدمجة مناسبة بشكل أكبر لهذه النوعية من الموسيقى. ومع ذلك يعرب كاليس عن أسفه لقرب انتهاء عصر أشرطة الكاسيت، ويقول إن الخبرات التي اكتسبها موظفو شركته في إنتاج التسجيلات الموسيقية على هذه الأشرطة فقدت قيمتها، وتنتج شركته حاليا الأسطوانات البلاستيكية فقط وأسطوانات مدمجة وأسطوانات «دي في دي»، ويضيف قائلا إن «نهاية الكاسيت تعني أن عالم الموسيقى أصبح داخل أسطوانة مرة أخرى».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news