أسطورة «الرصد الفرعوني» تسبب هلعاً
تسببت حادثة اختطاف طفل على يد عصابة للتنقيب غير الشرعي عن الآثار، في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر مساء أول من أمس، في إحداث حالة من الرعب والهلع، بين سكان القرى والنجوع المتاخمة للمناطق الأثرية التي ينشط فيها المشعوذون، الذين يطلبون أحياناً قرابين آدمية لرصد «حارس الكنز»، ويبث المشعوذون في تلك الأوساط أن هذا الحارس هو جني يرفض اقتراب أحد من كنزه، الذي يحرسه ربما منذ أكثر من 3000 عام، وهي أقصى عمر للرصد، كما تروي الحكايات الشعبية.
وكثيراً ما كان يقترن انتشار تلك الشائعة بحالة هلع وخوف بين الآباء في تلك الأوساط، خوفاً على أطفالهم الصغار، خصوصاً عندما يختفي بعضهم فيسود اعتقاد أنه تم اختطافه لذبحه قرباناً للرصد.
وكان مدير أمن الأقصر اللواء محمد صلاح زايد، تلقى بلاغاً من محمد عباس محمد أحمد المقيم في قرية العشى شمال مدينة الأقصر، بتعرض ابنه محمود (10 سنوات) للاختطاف من قبل أشخاص، أرادوا استخدامه قرباناً لفك رصد يحرس أحد الكنوز الأثرية أسفل منزل أحدهم، وتمكن ابنه من مغافلة خاطفيه والعودة إلى منزله بسلام. وكشفت تحريات الأمن أن مرتكبي الواقعة هم خمسة أشخاص كانوا يقومون بالتنقيب عن الآثار أسفل أحد المنازل بقرية العشى، واستعان الأشخاص الخمسة بدجال لتحديد مكان الكنز، فطلب منهم الاستعانة بطفل يرتل عليه بعض النصوص التي تساعد على انصراف حارس الكنز أو ما يسمى «الرصد الفرعوني»، وأنهم اختطفوا الطفل لـ«التعزيم» أي قراءة نصوص وترتيل عليه، وتقديمه في صورة قربان حي إلى حارس الكنز، بحسب معتقدات الدجالين العاملين في مجال التنقيب عن الآثار، لكن الطفل المختطف تمكن من الفرار منهم. وتمكنت قوة أمنية من ضبط المتهمين الخمسة وعرضهم على النيابة العامة. وأعادت حادثة اختطاف الطفل لتقديمه قرباناً حياً للكشف عن كنز فرعوني إلى الواجهة، من جديد، الحديث عن ظاهرة التنقيب السري عن الآثار، وفك الرصد الفرعوني، وأوهام استخراج الكنوز الأثرية في مصر، وهى الظاهرة التي ما إن تندثر حتى تعود لتطل برأسها من جديد.
وبحسب تقديرات مراقبين، حصدت تلك الظاهرة المثيرة للجدل أرواح عشرات المصريين، خلال عمليات التنقيب غير الشرعية عن الآثار في السنوات الماضية.