سميرة أحمد.. فنانة «خاصة» في جعبتها الكثير

فنانة من طراز خاص، اقتحمت عالم التمثيل منذ ما يزيد على 30 عاماً، على الرغم من الظروف الاجتماعية التي كانت تحول دون ذلك، لكن إيمانها الكبير برسالة الفن الهادف، جعلها تصر على المضي قدماً في الطريق الذي رسمت ملامحه بنفسها، وحددت من خلاله هدفها المتمثل في طرح قضايا المجتمع والإسهام في حلها، متمسكةً بقيم وعادات يستحيل التنازل عنها، حتى تمكنت خلال فترة وجيزة من تحقيق نجاحات تعدت حدود الوطن، وكُرمت على إثرها بجائزة الإبداع في مجال فنون الأداء في جائزة الإمارات التقديرية لعام ،2007 إنها الفنانة المسرحية والتلفزيونية الإماراتية سميرة أحمد.

بدأت سميرة أحمد التي تنتسب إلى مسرح دبي الشعبي، مسيرتها الفنية عام ،1977 من على خشبة المسرح، حين كان البحث جارياً عن وجوه نسائية تسهم في إثراء الأعمال المسرحية، وفجرت من خلاله طاقاتها الكامنة مع باقة من نجوم المسرح، واستطاعت أن تحصد، نظير إبداعاتها فيه، جائزة أفضل تمثيل نسائي للهواة في مهرجان قرطاج المسرحي، الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية في تونس بعد أيام قرطاج السينمائية.

وقد شاركت في أكثر من 20 عملاً مسرحياً عرضت في دول خليجية وعربية، أهمها «ولد فقر طايح في نعمة»، «قاضي موديل 80»، «هالشكل يا زعفران»، «مقهى بوحمدة»، «الأخرس»، «حكاية لم تروها شهرزاد»، «ليلة زفاف»، و«القضية».

ومن على خشبة المسرح الذي كانت تحتك به مع الجمهور مباشرة، انتقلت الفنانة سميرة أحمد إلى عدسات الكاميرات التي نقلتها إلى التلفزيون، عن طريق باقة منوعة من المسلسلات التي قدمتها مع أبرز نجوم الدراما الإماراتية والخليجية، أمثال جابر نغموش من الإمارات، وغانم السليطي من قطر، ولعل أبرزها «إليكم مع التحية»، «فايز التوش»، «تناتيف»، «أبي عفواً»، «أحلام السنين»، «بنت الشمار»، «عمى ألوان»، «حكم البشر»، «جمرة غضى»، «شمس القوايل»، «نص درزن»، «همس الحراير»، وأخيراً «أحلام سعيد» و«بنات شمة»، إلى جانب سهرة تلفزيونية بعنوان «العنود».

ولأن الأسرة تأتي في المقام الأول عند الفنانة سميرة أحمد، فإن مشاركاتها تقل في الأعمال الخليجية، التي يتطلب تصويرها السفر والتنقل، وفي حال توافقت مواعيدها مع إجازات أفراد أسرتها لا تتردد البتة في المشاركة فيها. وإلى جانب المسلسلات التلفزيونية، كانت للفنانة الاماراتية مشاركات عدة في مسلسلات إذاعية محلية حققت صدى طيباً، أهمها مسلسل «عبار»، «الطيار»، «السيف والزهرة»، «السيد المحترم»، «كلمة حق»، و«الناس معادن».

ونطراً لغزارة إنتاجها الفني الذي تنوع ما بين المسرح، والإذاعة، والتلفزيون، وأخيراً الإنتاج التلفزيوني لأربعة مسلسلات «وجه آخر»، «نص درزن»، «أحلام سعيد»، «بنات شمة»، حصدت أحمد مجموعة كبيرة من الجوائز المحلية والعربية، آخرها جائزة التكريم الخاصة للفنان المحلي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في «أيام الشارقة المسرحية» في دورته الحادية عشرة (2001).

وعلى الرغم من أن خشبة المسرح شهدت ولادة الفنانة سميرة أحمد، وحققت من خلالها أبرز إنجازاتها الفنية، إلا أنها آثرت تركها، بسبب غياب النصوص التي تلقى إعجابها كفنانة، وتضيف إلى رصيدها الفني، والتي من شأنها أن تسهم في طرح قضايا المرأة وتساعد على حلها، وتعالج قضايا اجتماعية محلية. ومازالت تؤكد أن في جعبتها الكثير من القضايا التي تُعنى بهموم المرأة ومشكلاتها، وتود طرحها سواء على خشبة المسرح أو شاشة التلفزيون، وأن الكامن من الطاقة الفنية داخلها كثير.

تويتر