يُبث يومياً على تلفزيون الشارقة

«لطائـف الوظائـف»..حكايات خفية عـــن المهن

عليا الجسمي خلال إعداد إحدى حلقات البرنامج. تصوير: ساتيش كومار

إذا كانت الوظائف لا تتشابه في محتواها وأهدافها فإن أبناء الوظيفة الواحدة أيضاً لا يتشابهون، كل له طريقته في الأداء، والأهم هو الثقافة التي تعلم في أجوائها هذه الوظيفة. وفي مجتمع يتسم بالتنوع الشديد كدولة الإمارات يصبح من السهل اكتشاف الفروق الواضحة بين مختلف الوظائف، خصوصاً تلك التي تتعلق بتفاصيل الحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها. وهذا ما يحاول برنامج «لطائف الوظائف»، الذي يبث يومياً على شاشة تلفزيون الشارقة استعراضه، والإجابة على ما يدور حوله من تساؤلات. تقول الباحثة بتلفزيون الشارقة المشاركة في إعداد البرنامج، عليا الجسمي «في البداية كانت فكرة البرنامج تسليط الضوء على وظيفة بعينها والحديث عنها بشكل مباشر، لكننا حرصنا على إضافة أبعاد أخرى للبرنامج، بحيث يبتعد عن التقليدية في التناول»، مشيرة إلى تركيز البرنامج على البحث في الحكايات الخفية وراء كل وظيفة والمواقف المميزة التي تواجه أصحابها.

وتوضح الجسمي أن البرنامج يقدم 30 وظيفة عبر 30 حلقة هي أيام شهر رمضان الكريم، إذ «يتم إلقاء الضوء على وظيفة أو مهنة نرى أصحابها حولنا في كل مكان، لكننا غالباً لا نعرف الكثير عن أسرارها، مثل مهنة الوساطة المالية، ومهنة المأذون، وأطباء التجميل وكثير من المهن النسائية كمدربات القيادة للنساء والعاملات في صالونات التجميل». وعن مهمة الباحث الإعلامي في مثل هذا البرنامج قالت الجسمي «تدور مهمة الباحث في إطار اقتراح واستقبال الأفكار، فضلاً عن مناقشتها والخروج منها بما يمكن أن يفيد البرنامج، كما أنه يقوم بمهمات الإعداد والتنسيق مع أبناء الوظائف، خصوصاً المنشغلين منهم دائماً كأطباء التجميل الذين أخذوا منا كثيراً من الوقت والمجهود حتى تمكنا من تصوير الجزء الخاص بوظيفتهم».

من جانبه قال مخرج برنامج لطائف الوظائف، محمد علوه «في كل حلقة نقدم ثلاثة نماذج لأصحاب مهنة واحدة، ومن خلال طرح بعض الأسئلة عليهم نراقب إجاباتهم وشكل العلاقة بين كل فرد منهم ومهنته التي يؤديها منذ سنوات طوال»، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من المشاهدين لا تعرف إلا القليل عن مهن موجودة وحيوية في المجتمع، كمهنة الحلاق مثلاً الذي يتعامل معه كل الناس، لكنهم لا يعرفون الكثير عن أسرار هذه المهنة التي تختلف من بلد إلى آخر، وكونها في معظم الأحيان متوارثة عبر أجيال متعاقبة من الحلاقين. ويتم طرح هذه الأسئلة بشكل موحد على النماذج الثلاثة، وفي إطار شامل يوضح السمات العامة لهذا العمل، والمفاهيم الثقافية التي تدور حوله، مثل «هل هذه المهنة دراسة أم خبرة؟»، و«أهم المشكلات التي تواجه صاحب هذا العمل؟»، و«وجهة نظره في من الأقدر على إجادة هذه المهنة، الرجال أم النساء؟»، و«أهم المواقف الساخرة أو المأساوية التي واجهتهم في مهنهم؟».

ويوضح علوه أن دوره مخرجاً يظهر في كيفية تقديم هذه الشخصيات وانطباعاتها ومواقفها حول نفسها ومهنتها، خصوصاً المهن التي يحيطها المجتمع بأفكار معينة مثل «الطبيب البيطري» و«الجزار»، أو التي لها خصوصية معينة مثل «مضيفة الطيران»، ويقول «حرصت على التنويع في تناول كل وظيفة من حيث تقديم شخصيات من جنسيات مختلفة وتصوير الحلقات داخل أماكن ممارسة المهنة، سواء كان محلاً للحلاقة أو طائرة، على أن يتحدث الضيف أثناء أداء مهنته ومن خلال مواقف مختلفة». ولعل إجابة ثلاثة نماذج من أصحاب مهنة واحدة على الأسئلة ذاتها تعكس مزيداً من الخبرات والمواقف المثيرة حول كل مهنة، إلا أن إضافة لمسات إبداعية من مخرج العمل قد تسهم بدور كبير في إمتاع الجمهور وإثراء التناول. ويعلق مخرج برنامج لطائف الوظائف قائلاً «فكرة تناول أسرار الوظائف ليست جديدة تماماً، لكنني حاولت تقديمها بإيقاع مختلف من حيث خفة ظل الأسئلة، وإدخال صوت خارجي في بعض الأحيان لتغيير مسار الحديث، إضافة إلى استخدام لقطات فوتومونتاجية سريعة لإضفاء مزيد من الكوميديا وإظهار الفروق بين إجابات الضيوف وخبراتهم».

تويتر