محمد يوسف.. عطاء طوال أكثر من ربع قرن
من الصعب رصد وإيجاز مسيرة حافلة، بلغت أكثر من ربع قرن من العطاء الدائم في خدمة صاحبة الجلالة، إنجازات استثنائية على الصعيدين العربي والدولي، حققها الإعلامي ورئيس جمعية الصحافيين الإماراتيين محمد يوسف.
غنية مسيرة يوسف الإعلامية، إذ تولى خلالها مناصب قيادية عدة، ففي عام 1976 التحق للعمل صحافياً بجريدة «الاتحاد»، ومن ثم مشرفاً على مكتب الجريدة في مدينة العين، حتى تولى إدارة تحريرها عام 1981 وحتى .1991
وفي عامي 1992-،1993 ترأس يوسف تحرير جريدة «الوحدة»، ليتفرغ بعدها للعمل الإعلامي الخاص، إذ قام بتأسيس مكتب خاص بالإعلام، يشرف على إصدار مطبوعات إعلامية حتى عام ،2001 الذي تولى فيه رئاسة تحرير جريدة «أخبار العرب» لمدة عام. والتحق يوسف أواخر عام 2004 بجريدة «البيان»، مستشاراً ومشرفاً على مكتبها في أبوظبي، حتى منتصف ،2006 وفي يناير 2008 انضم إلى أسرة جريدة «الإمارات اليوم» كاتب عمود، تحت عنوان «أقول لكم»، الذي لم يتنازل عن كتابته في مختلف محـطاته المهنية، طـوال مـا يـزيد عـلى 30 عاماً.
شهد يناير 2004 نقلة نوعية في حياة يوسف، شكلت امتداداً طبيعياً لمشواره المهني، إذ خاض انتخابات مجلس الإدارة الثانية لجمعية الصحافيين الإماراتيين، ليفوز بجدارة واستحقاق بالإدارة، التي أعيد انتخابه فيها أربع دورات متتالية (2004 ـ 2006 ـ 2008 ـ 2010)، استطاع خلالها تحقيق مجموعة من الإنجازات، ضمن إطار مسؤوليات الجمعية ذات النفع العام، تجاه أعضائها الصحافيين من مواطنين ومقيمين على حدٍ سواء، تمثل أبرزها في إنشاء هيئة دفاع خاصة ضد ما يعوق عملهم المهني، أو يؤثر في مستقبلهم الأخلاقي، المتجسد في قضايا النشر التي ترفع ضدهم، هذا إلى جانب إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي عام ،2004 سعياً إلى تدعيم الصلات والروابط الأخوية بين أعضائها، وتحقيق التعاون في ما بينهم، لتخفيف الأعباء المالية التي قد يواجهونها، وتقديم الرعاية الاجتماعية والخدمات المتاحة لهم ولأسرهم، إضافة إلى مشروع التوطين (الرؤية الوطنية)، لاستقطاب الكوادر المواطنة للعمل في المجال الإعلامي بكل قطاعاته وفروعه، الذي رأى النور مع بداية العام الجاري، بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية والمجلس الوطني للإعلام.
ونظراً لكفاءته المهنية وخبرته الغنية في مجال العمل الصحافي، اختير يوسف في عام 2005 عضواً لمجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، التي أطلقها نادي دبي للصحافة في عام ،1999 وحتى اليوم.
ولعل أبرز التكريمات التي حصدها يوسف لإنجازاته الكبيرة في مجال الصحافة محلياً وعربياً ودولياً، خلال مسيرته الإعلامية الحافلة، تجسد في حصوله على جائزة الإبداع الإعلامي العربي في عام 2008 في الكويت، تقديراً لجهوده الكبيرة في مجال الصحافة، واختيار النقابات والجمعيات الصحافية العربية العضوة في الاتحاد الدولي للصحافيين، له بالإجماع، لرئاسة المجلس الاستشاري لمكتب الاتحاد في المنطقة عام ،2009 كما اختاره اتحاد الصحافيين العرب في مارس ،2010 كذلك لرأب صدع الخلاف القائم في صلب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وفي مايو ،2010 ولي يوسف لجنة التنسيق العام للمجموعة العربية، في الاجتماع الأخير للاتحاد الدولي، الذي نجح بفضل توجيهاته في تحقيق انتصار كبير، تمثل في الظفر بأربعة مقاعد، منها مقعد النائب الأول للرئيس، ودخول العراق لأول مرة في المكتب التنفيذي للاتحاد، ومحافظة فلسطين على منصبها فيه، حيث أعيد انتخابها.
من يطّلع على مسيرة محمد يوسف، الذي عاد أخيراً من رحلة علاج، عن كثب، يدرك أنه ظاهرة استثنائية في تاريخ الصحافة الإماراتية، يصعب تكرارها.