اعتذارات تربك «ملتقى العود» في القاهرة
تسببت اعتذارات عازفين عن عدم المشاركة في ملتقى العود الدولي الأول في مصر الذي افتتح الخميس الماضي بارباك للملتقى. كما اتهم الدكتور سعد بشير نجل الفنان العراقي الراحل منير بشير مواطنه عازف العود نصير شمة الذي يترأس الملتقى بتعمد تجاهل دعوة أسرة بشير، أو من يمثلها لحضور تكريم والده ضمن عدد من رواد العزف على العود في الوطن العربي، في حفل افتتاح الملتقى الذي يختتم مساء اليوم في القاهرة.
وأكد بشير الإبن ان شمة «تعمد عدم توضيح الموقف بشكل صحيح لوسائل الإعلام».
وكانت وسائل إعلام نشرت بياناً رسمياً من «شركة صولو انترناشونال» المنظمة للملتقى، أعلنت فيه «تأجيل تكريم الفنان الكبير منير بشير إلى دورة أخرى من الملتقى، وذلك بناء على طلب من نجله». وذكر البيان ان تراجع شمة عن تكريم بشير جاء عقب تلقيه رسالةأ من أد. سعد منير بشير بصفته ممثلاً عن عائلة الراحل تطالب بتأجيل تكريمه، وجاء نص الرسالة كالتالي «نرجو وبطلب من الفنان عمر بشير تأجيل هذا التكريم لحين دعوتكم إيّاه بصيغة رسمية في الملتقى المقبل، ولكي يأخذ تكريم الفنان الراحل منير بشير مكانه اللائق ويكون حضور وارث مدرسة منير بشير المتمثل في شخص الفنان عمر بشير مصداقاً لهذا التكريم». وبناء على ما جاء في هذه الرسالة، قرر رئيس المهرجان الفنان نصير شمة، ان يكرم الراحل الكبير جميل بشير في الدورة الثانية للملتقى، وأوضح «بناءأ على رغبة عائلة عملاق العود الراحل قررناأ تأجيل تكريمه للدورة الثانية من الملتقى وتقديم تكريم جميل بشير في هذه الدورة».
تجاهل مقصود
مباراة ارتجالية في العزف تحوّل اليوم الثاني لفعاليات ملتقى مصر الدولي الأول للعود إلى سجال بين منظمي الملتقى والفنان اليمني أحمد فتحي، الذي غاب عن فقرته في حفل الافتتاح دون اعتذار ليتم استبداله بعرض خاص للمهارات بين ضيوف الملتقى من مشاهير العازفين. وقالت منظمة المؤتمر لينا الطيبي، أمس، إنها فوجئت بموقف الفنان أحمد فتحي الذي كاد يربك حفل الافتتاح كما حرم بلده اليمن من الحضور ضمن فعاليات الملتقى، رغم اتصالات وترتيبات كثيرة أجريت معه قبل فترة كافية. وأضافت الطيبي إنه تم بين الموسيقار نصير شمة رئيس المهرجان وأحمد فتحي اتفاق على تقديم عمل مشترك، إذ يبدأ فتحي بمقطوعة «ليالي سبأ» ويتداخل معه شمة بمقطوعة بعنوان «ليالي بغداد»، ومن ثم تتم المحاكاة مع ضيوف الملتقى الكبار «إلا أنه لم يأت ولم يعتذر عن الموعد المحدد سلفاً». وأوضحت أن سوء التنظيم الذي تحدث عنه فتحي في بيان وزعه كان من طرفه وحده بدءاً من إصراره على التميز في كل ما يخصه وسط هذا الملتقى، وإصراره على عدم إعلان اعتذاره ليستغل وسائل الإعلام المسلطة على الملتقى، ويصدربياناً يقول فيه إنه يعتذر عن المشاركة دون أن يعتذر لمن وجهوا له الدعوة بهدف إثارة زوبعة لا يستطيع أن يشرح أسبابها سواه. وقال الموسيقار نصير شمة إنه يكن للفنان أحمد فتحي المحبة والتقدير، وإنه لو كان على غير ذلك لما دعاه بالأساس للمشاركة في الملتقى، لكنه في الوقت نفسه أبدى أسفه على تصرفه الذي حرم دولة اليمن من المشاركة في الملتقى، وتمنى لو كان فتحي اعتذر فعلاً حتى يمكنه دعوة فنان آخر يمثل المدرسة اليمنية في آلة العود. وافتتح الملتقى فعالياته الخميس على المسرح الكبير في دار الأوبرا بمقطوعات شهيرة لفرقة «بيت العود العربي»، كما قام الفنان رضا الوكيل بتوزيع التقديرات على المكرمين وبينهم شيخ صناع الأعواد في مصر الحاج فتحي أمين. وحصل الملتقى الأول من نوعه على عود الموسيقار الراحل جورج ميشيل الذي أحضره ابنه وابنته اللذان حضرا حفل الافتتاح، وتم عرضه في منتصف بهو المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية داخل حوض زجاجي كتب تحته عود الموسيقار الراحل جورج ميشيل الذي رافقه طوال حياته. وشهد حفل الافتتاح مباراة في الأداء بين مجموعة من أشهر العازفين المنفردين لآلة العود في العالم بينهم نصير شمة وشربل روحانا وسامي نسيم وحسين سبسبي وبشار الحسن وحازم شاهين وعيسى مراد ومهمت بتماز وبركليس تسوكالاس، إذ عزفوا بشكل جماعي وارتجلوا بشكل فردي.القاهرة ــ د.ب.أ
نصير شمة أبدى أسفه على اعتذار فتحي وحرمان اليمن من المشاركة. إيه.بي.أيه |
في التفاصيل أوضح بشير الابن لـ«الإمارات اليوم» ان عائلته فوجئت بخبر تكريم والده الفنان الراحل منير بشير في ملتقى العود الأول الذي تنظمه مصر، من وسائل الإعلام فقط، وهو ما أصاب العائلة بالانزعاج الشديد. مشيراً إلى ان القائمين على المهرجان لم يقوموا بتوجيه الدعوة لأي فرد من أفراد العائلة لحضور هذا التكريم، وعدم دعوة شقيقه الفنان عازف العود عمر بشير لحضور الملتقى وهو الوريث الوحيد لتراث مدرسة منير بشير ومن أهم عازفي العود في العالم، بحسب قوله.
وأشار بشير إلى قيامه بمخاطبة «شركة صولو انترناشيونال» المسؤولة عن تنظيم المهرجان لاستيضاح الأمر، «فجاءنا رد الشركة عبر البريد الالكتروني يخبرنا بأن المسؤولين فيها لم يستطيعوا الاتصال بعمر وأنّ رقم هاتفه في مصر مغلق! وهو أمر غريب لأن عمر لا يقيم في مصر!». كما أشاروا إلى عدم وجود ميزانية لدعوته! مضيفاً أنها «ردود أجدها غير مقنعة، فهناك وسائل عدة للاتصال بعمر مثل شبكة الانترنت أو عن طريق دار الأوبرا المصرية. وقد قمت بالرد على هذه الحجج، ولكن للأسف قرأت في عدد من الصحف ومواقع الانترنت في اليوم التالي أنهم أخذوا المقطع الثاني من رسالتي التي فحواها ان عائلة منير بشير لم توافق على تكريم الفنان منير بشير من غير حضور ابنه الوريث عمر بشير»، واكتفى نصير بالقول بأنّه قد قرر تأجيل تكريم الراحل منير بشير للدورة الثانية حسب طلب العائلة.
وأضاف سعد بشير «ليست مشكلتنا الحقيقية في تكريم والدنا، ولكن في طريقة تعامل نصير شمّة مع فنان عالمي كبير كشخص والدنا الراحل منير بشير، بالإضافة إلى تجاهله لنا بعدم إبلاغ أي منا بالأمر، علاوة على ترتيب الإجراءات اللازمة لتكريم هذا الفنان حسب الأصول».
وقدم بشير نص الرسالة التي تلقاها عبر البريد الالكتروني من الشركة المنظمة ومفادها ان القائمين على التنظيم حاولوا الاتصال تليفونياً بالفنان عمر بشير ولكن الرقم المتوافر لديهم وهو رقم مصر، كان مغلقاً. كما توضح ان الدول المشاركة في المهرجان هي التي تحملت نفقات تنقل المشاركين، ولم يتم توفير تذاكر سفر للمدعوين، «لذا لم نستطع توجيه الدعوة بشكل رسمي لأحد أفراد عائلة الفنان الراحل لتسلّم التكريم، لكن أي فرد من أفراد العائلة مرحب به في القاهرة، ونتحمل اقامته مع الضيوف، وإذا كان لديكم مانع من هذا التكريم، أو إذا كان سيعرقل أو سيثير أي مشكلات للعائلة أو للملتقي، يمكننا غض النظر عنه، لكن كنا نعتقد ان هذا الاحتفاء بوالدكم سيفرحكم كما أفرح محبيه في كل مكان. وبالنسبة للفنان عمر بشير فهو على رأس المدعوين في العام المقبل، وإذا كان لديكم مانع من تسلّم الجائزة أو من التكريم أساساً نرجو إعلامنا مع أن الممانعة قد تحزن إدارة المهرجان ومحبي الفنان الراحل».
اعتذارات
يبدو ان مشكلة عائلة منير بشير ليست الوحيدة التي يواجهها الملتقى الوليد، الذي انطلق مساء الخميس الماضي في دار الأوبرا المصرية، وتتولى تنظيمه والإشراف عليه شركة «صولو» بدعم من مهرجان أبوظبي وشركة بصمات للدعاية والإعلان، إذ اعتذر الفنان وعازف العود اليمني أحمد فتحي عن عدم المشاركة في الملتقى. وأرجع في بيان صدر عن مكتبه، اعتذاره إلى ثلاثة أسباب هي «التحضير غير المنظم من قبل القائمين على الملتقى، خصوصاً الفنان العراقي نصير شمة، والسبب الثاني هو التراجع من قبل نصير شمة على الاتفاق المسبق الذي تم بينه وبين فتحي على تقديم عرض حواري بآلتي العود بينهما في حفل الافتتاح كما كان متفقاً على ذلك مسبقا. أما السبب الثالث فيتمثل في عدم توجيه شمة دعوات لأشخاص أثروا الحياة الفنية والموسيقية في مصر والعالم العربي». وأضاف البيان «قرر فتحي الانسحاب، رغم حرصه الشديد على المشاركة، خصوصاً أنها التظاهرة الأولى التي تتم في مصر التي يحمل لها في قلبه مكانة خاصة لأنه درس وتعلم وعاش فيها ».
الطريف ايضاً ان الموسيقار المصري عمار الشريعي الذي من المقرر تكريمه في حفل الختام، اعتذر كذلك عن عدم حضور الافتتاح لسفره خارج مصر.
وشهد الملتقى تكريم عدد من رموز العود من صناع وعازفين، من بينهم رياض السنباطي وجميل بشير، وجورج ميشيل وعمار الشريعي، وحسين صابر ومحمود القطاط، وفتحي أمين وفوزي منشد وفاروق تورونز وماثيوس فاجنر ورتيبة الحفني.