احتفال بريطاني متأخر بعيد الفطر

لم تمنع الأمطار المئات من المشاركة في احتفال متأخر بعيد الفطر، في واحدة من أشهر الساحات في العاصمة البريطانية لندن أول من أمس، وأقيم احتفال «العيد في الساحة» بميدان الطرف الأغر، وبرعاية رئيس بلدية لندن بوريس جونسون، وعزفت الموسيقى في الساحة بينما تمايل المشاركون بخفة معها، ممسكين جيدا بالمظلات لحمايتهم من الأمطار، وسار السائحون بجوار البريطانيين عند عمود نيلسون الذي يقع بين مبنى ناشونال غاليري ومباني البرلمان البريطاني، التي توجد ساعة «بيغ بن» الشهيرة بالقرب منها.

وهذا هو الاحتفال الخامس بالعيد في هذا المكان، ويأتي بعد حلول عيد الفطر بأسبوعين، لكن التأخير لم يمنع الناس من الاحتشاد عند الساحة، للمشاركة في احتفال الجالية الإسلامية، وهي واحدة من كبرى الجاليات في لندن، وقال نائب رئيس بلدية لندن ريتشارد بارنيز، إن الاحتفال تعبير عن تنوع المدينة، وانعكاس لثرائها. وأضاف «نحن طيف متنوع من الأمم والديانات والألوان والخلفيات، واحتفال اليوم هنا هو للاحتفال بهذا الجزء من الدين، الذي يجعل المسلمين في لندن من سكان المدينة، والكل مرحب به، انه ليس احتفالاً ضيقاً لمجموعة صغيرة ومعينة من الناس».

وتم وضع برنامج للاحتفال يعكس هذا التنوع، للترفيه عن المشاركين، واشتمل على تلاوة قرآنية وأداء موسيقي لمغنين من الجزائر وباكستان والصومال ومصر وفنزويلا.

وضم البرنامج أيضا قراءات شعرية وتقديم طعام وحكياً تفاعلياً وسوقاً كبيرة، تبيع كل شيء من الطعام الى مجموعة من أغطية الرأس النسائية الملونة، وشاركت في الاحتفال مجموعة متنوعة من الناس.

وقالت امرأة تعيش في إيسكيس، وتدعى غلاديز ريتشاردسون، وقد ارتدت الساري الهندي «أحب الجميع كما هم، وأعتقد أنه يجب ألا نفرق بين المسلمين والمسيحيين والهندوس، أعتقد أننا جميعا إخوة وأخوات».

وعبر مشاركون آخرون، في الاحتفال، عن سعادتهم لإقامة حدث بهذا الحجم في انجلترا، التي يمثل المسلمون فيها ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، وعبرت طالبة جامعية تدعى سارة حسين عن أملها بأن يساعد هذا الحدث على إيضاح بعض الأفكار الخاطئة التي تنشرها وسائل الإعلام عن الإسلام.

وقالت سارة البالغة (22 عاما)، التي تدرس في جامعة لندن، وشاركت في الاحتفال مع صديقتها «أعتقد أن الحدث رائع بشكل عام، إنها طريقة جيدة لنشر الوعي حول العيد، المؤسف هو الجو اليوم، لكن أعتقد أنها طريقة جيدة لتوضيح الصورة وإظهار من هم المسلمون، كما تعلم، فهم ليسوا فقط ما تراه في الإعلام، فهناك جانب من المرح في حياتنا، هذا العنصر الإنساني المشوق».

وأحضر جون بانش، وهو من سكان لندن، أسرته بالكامل للمشاركة في الاحتفال بعيد الفطر لسبب خاص، فهو تمنى أن يتعلم المزيد عن الدين الإسلامي.

وقال بانش «خطيب ابنتي مسلم، لذا علينا أن نعرف الكثير عن الدين الإسلامي، والكثير من الأمور التي لها علاقة بالمسلمين».

وأقيم ركن خاص بالأطفال في الاحتفال، واشتمل على نشاطات مختلفة للترفيه، من بينها تلوين الوجه.

واحتفال «العيد في الساحة» سنوي، ويعتبر أحد الأنشطة الثقافية الكبيرة في لندن.

يقول مكتب رئيس بلدية لندن إن الاحتفال جذب، بانتظام، حشودا يفوق عددها الــ25 ألف شخص، خلال السنوات المنصرمة.

تويتر