«الشيخوخة» تكبح التغيّر المناخي
أكدت دراسة أميركية أن تزايد متوسط الأعمار في مجتمعات الدول الصناعية، يمكن أن يكبح ظاهرة التغير المناخي بشكل واسع. وحسب الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين تحت إشراف بريان أونيل، من المركز القومي لأبحاث الغلاف الجوي بمدينة بولدر الأميركية، فإن المجتمع الذي يكثر فيه كبار السن يتغير فيه عالم العمل، حسبما كتب الباحثون، أمس، في مجلة «بروسيدنجز» التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم.
وأكد الباحثون أن المجتمع الهرم تنخفض فيه الإنتاجية، ويتراجع فيه النمو الاقتصادي، ومعه أيضاً ارتفاع الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤدي بدورها إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتُظهر النماذج الحسابية التي قدمها الباحثون أن تغير هيكل الأسر داخل المجتمع الذي يشيخ يمكن أن يخفّض الانبعاثات الاحتباسية في الدول الصناعية بنسبة قد تصل إلى 20٪، في حين يؤدي تزايد معدلات المواليد في الدول النامية إلى ارتفاع نسبة الانبعاثات الاحتباسية بنسبة قد تزيد على 25٪، وذلك بسبب تزايد الإنتاجية وتغير الضرورات الاستهلاكية لمجتمع المدينة العامل.
كما أن كبح النمو الاقتصادي يمكن أن ينطوي أيضاً على آثار كبيرة على التغير المناخي «فإذا تباطأ نمو سكان العالم فإن ذلك لن يحل مشكلة المناخ بالتأكيد، لكنه يمكن أن يسهم في حل المشكلة، خصوصاً على المدى البعيد»، حسبما أكد أونيل، المشرف على الدراسة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم يمكن أن يرتفع بواقع ثلاثة مليارات نسمة بحلول عام .2050 وتوقع معدو الدراسة تقلص الغازات الاحتباسية بنسبة 16 إلى 29٪ الضرورية لكبح التغير المناخي حتى عام 2050 في حالة الحد من تزايد سكان العالم بالمعدل المعقول الذي يراه خبراء السكان في الأمم المتحدة. وسيكون تأثير هذا التراجع، حسب الباحثين، أكبر مع نهاية القرن الـ.21