«سلام يا قدس».. في ضيافة أبوظبي
قال الإعلامي والشاعر زاهي وهبي، إن «اهتمام الرأي العام العربي بقضية فلسطين، يرتفع بارتفاع منسوب الدم الفلسطيني. فلا يكتب الشعر أو تقال الأغاني إلا إذا حدثت مجزرة، رغم أن الاحتلال موجود كل يوم وكل لحظة في الأراضي الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «الحكومات أو الجهات المانحة الرسمية قد تعمّر مستشفى أو جسراً، ولكن الذي يرمم ثقوب الروح، هو الأدب والفن والإبداع، كما أن للكلمة موقعاً أساسياً في حفظ الهوية والقضية الفلسطينية، ولكن أيضاً يجب أن يكون لها مردود مادي مباشر يذهب لتعليم طفل أو تطبيب مصاب، وهناك فنانون التزموا بهذه المبادئ، وتمسكوا بها في العالم العربي».
ومن المقرر أن يشارك وهبي مع نخبة من الفنانات العرب هم: عائشة رضوان، عبير نصراوي، مكادي نحاس، يولا خليفة، إلى جانب الإعلامية رابعة الزيات، في إحياء الحفل الفني «سلام يا قدس»، الذي يقام مساء غدٍ على مسرح «قصر الإمارات» في أبوظبي، بتنظيم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع مؤسسة «طفل ووعد»، وبرعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أن تخصص عائدات بيع تذاكره لمصلحة دعم الأطفال الفلسطينيين، وتأمين حق التعليم لهم.
خلال المؤتمر الصحافي. تصوير: جوزيف كابيلان |
من ناحيتها، عبّرت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى إبراهيم الخميس كانو، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في «قصر الإمارات» بأبوظبي، عن مدى سعادتها بالفنانين الذين لبوا النداء، وحضروا تضامناً مع أطفال فلسطين، مؤكدة حق أطفال فلسطين في العيش بأمان وسلام، وعلى أن الانتصار الحقيقي اليوم لداعمي حق الطفل الفلسطيني في التعليم يتمثل في الابتسامة ودهشة البراءة في عينيه، فلا سلام واعد إلا بهم ولأجلهم.
وأضافت كانو: «أتمنى أن نقف جميعاً إلى جانبهم، لأجل حاضرنا، ومستقبلنا، ولأننا نحتاج جداً إليهم، إلى شعلةِ هذا العزم في عيونهم وكبرياء الإباء في نفوسهم، لعلّنا منهم نتعلّم»، مختتمة بقولها: «أتمنى أن نقف جميعاً إلى جانب حقهم في التعليم، والحياةِ الكريمة، حقهم في فلسطين الحلم، حقهم في أن تعلو وجوههم ابتسامة لا تهزم، ابتسامة الطفولة».
وشكرت مؤسس ومديرة مؤسسة «طفل ووعد» تانيا صفير، جميع الفنانين والصحافيين الحاضرين، مؤكدةً أهمية قضية الأطفال الفلسطينيين المحرومين في مخيمات اللاجئين، وقالت: «كرست حياتي لقضية أطفال فلسطين الأبرار، في محاولة لدعمهم، والمحافظة على كرامتهم وفخرهم بهويتهم، عن طريق تسليحهم بالعلم، والفن والثقافة، وبناء مستقبل مشرق لهم».
وتحدثت الفنانة مكادي نحاس، عن الألبوم الغنائي الذي قدمته للأطفال بعنوان «جوا الأحلام»، مشيرة إلى أن سبب إقدامها على تقديم الألبوم هو شعورها بأن الأغنيات التراثية القديمة باتت شبه مشطوبة من ذاكرة الأطفال الصغار، وأنهم أصبحوا ينشدون أغنيات لا تشبههم، ولا تشبه بيئتهم، لذلك حرصت في الألبوم رسم ملامح عالم خاص بالطفل. واصفة ذلك بأنه خطوة تعبر عن مسؤولية الفنان تجاه المجتمع.
وأضافت: «لجأت للتراث لأنه متداول وغني، وعلينا أن نعي مدى ما نتمتع به من غنى ثقافي وتراثي، فإذا لم نؤمن بأنفسنا، فلن يؤمن بنا الآخرون».