من معرض استعادي نظمته جمعية التشكيليين في الشارقة

«بارجيل» تقتني لوحات للعبدان بربع مليون درهم

علي العبدان (يسار) يهدي سلطان بن سعود القاسمي لوحة تجسد جانباً من شاطئ الخان. تصوير: تشاندرا بالان

اقتنت مؤسسة «بارجيل» للفنون مجموعة من لوحات الفنان الإماراتي علي العبدان، من معرضه الاستعادي الذي يستمر حتى 14 من نوفمبر الجاري في مقر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة. وبلغت قيمة الأعمال التي اقتنتها المؤسسة نحو ربع مليون درهم. وأكد المتحدثون في مؤتمر صحافي نظمته الجمعية أمس، في الشارقة أهمية دعم الفنانين الإماراتيين والمقيمين العرب، وتعزيز الثقافة التشكيلية والتذوق الجمالي لدى الجمهور، مشيرين إلى أن الفن في أحد تجلياته يوثق بصرياً التحولات الاجتماعية عبر الأزمنة.

وقال الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس «بارجيل»، إن «مؤسسته التي انشئت في شهر مارس الماضي تهدف الى دعم الفن التشكيلي العربي، خصوصاً في الإمارات، من خلال الاقتناء وتوفير منصات لعرض الأعمال الفنية وتعريف الجمهور المتعدد الجنسيات بجماليات ودلالات وهواجس الفن العربي»، وأضاف «نحن في حاجة الى تعزيز ثقافة الاقتناء لدى المهتمين افراداً ومؤسسات، للأعمال الفنية التي تعبر عن الروح العربية ونظرتها الى الحياة وتفاصيلها»، مشيراً إلى أن عدداً من جامعي الأعمال الفنية في الإمارات الذين يسهمون في دعم الحركة التشكيلية، ويسهمون في اعارة مجموعاتهم في معارض كبرى محلياً وعالمياً.

واعتبر مؤسسة «بارجيل» بمثابة «جسر بين الفنانين والمقتنين والجمهور»، مؤكداً أن «الجيل الجديد من جامعي الأعمال الفنية يواصلون ما بدأه رواد الاقتناء»، موضحاً أن الإمارات أصبحت على خريطة الفن من خلال فعاليات كبرى تقام على ارضها، من بينها معارض «فن ابوظبي» و«فن دبي» و«بينالي الشارقة للفنون»، علاوة على المزادات الفنية لكبرى دور المزاد في العالم.

وتحدث القاسمي عن اهمية تجربة الفنان علي العبدان، مبيناً أن «لوحاته توثق بصرياً لمراحل في المجتمع الإماراتي، وتسلط الضوء على جوانب ربما دخلت النسيان لدى الاجيال الجديدة. كما انها ترصد المجتمع الآن وتحولاته المتسارعة». وأشار إلى الدور المهم الذي تقوم به جمعية التشكيليين، معتبراً اياها «حاضنة للفنانين الإماراتيين والمقيمين». كما اشار الى اهمية دور مؤسسة «آرت كونيكشن» في منطقة البستكية، في تعزيز مكانة الفن التشكيلي في الإمارات.

واضاف أن «بارجيل» بعد اقتنائها اعمالاً من معرض العبدان الذي جاء بعنوان «أنا علي العبدان»، تواصل التزامها بالترويج لأعمال الفنانين العرب المعاصرين، وإبراز اهمية النتاج الفني في الامارات، «وتدأب على تقديم منظور ثقافي متعدد الابعاد لابداعات الفنانين العرب في المنطقة والعالم، عبر تأسيس مجموعة فنية حافلة بالاعمال المبدعة من شتى انحاء الوطن العربي». وشكر الفنان محمد القصاب مؤسسة «بارجيل» باسم جمعية الامارات للفنون التشكيلية، مؤكداً دورها المتنامي في دعم الفنانين، على الرغم من عمرها الذي لا يتجاوز ثمانية أشهر.

واعتبر الفنان علي العبدان نفسه «من افضل الفنانين في الامارات، نقداً وانتاجاً»، مستعرضاً خلال المؤتمر الصحافي قضايا عدة تتعلق بالفن التشكيلي. وقال «ليس لدينا نقد تشكيلي حقيقي»، مشيراً الى أن ما يعتبره البعض «نقداً»، ليس سوى «كتابة شاعرية ذات لغة لا تنتمي الى مفهوم النقد واسسه»، موضحاً ان النقد التشكيلي يحتاج الى جدية في تناول الاعمال الفنية، وأدوات واضحة تتناول بالتحليل الخامة والملمس والاسلوب والالوان، مضيفاً أن «كثيراً من الفنانين العرب حصروا انفسهم في تيار التجريدية التعبيرية، ولم يخرجوا عنه» واعتبر «التجريد تزيينيا»، مشدداً على «اهمية المعنى الانساني في العمل الفني».

وقال العبدان الذي حاز كتابه «القرن الجديد» عن اتجاهات الفن التشكيلي في الامارات بجائزة معرض الشارقة للكتاب، إن «العمل الفني ثانوي، لكن الاهمية تعود الى اليد التي ابدعته».

وبعد ان تحدث عن اول لوحة له رسمها بالألوان الزيتية على قماش شراع، قبل نحو 22 عاماً، يصور فيها جانبا من شاطئْ الخان في الشارقة، معتبراً اياها من اعز اللوحات على نفسه، اهداها الى مؤسسة «بارجيل» خلال اللقاء، مشيداً بدور المؤسسة في دعم الفن التشكيلي.

تويتر