تتنوع طرق تحضيرها بين البلدان العربية
«قهوة العيد» تجمع العائلة على إيقاع الفناجين
تأخذ القهوة الصباحية رونقاً خاصاً في يوم العيد، فبدلاً من أن يتناولها المرء بمفرده قبل ذهابه الى العمل، تجتمع العائلات على القهوة في الصباح، وعلى إيقاع الفناجين التي تتنقل بين الايدي، وتكون أول ما يقدم إلى الزوار الذين يأتون للتهنئة بالعيد.
وفي الواقع تتباين في الدول العربية طريقة التعاطي مع قهوة العيد، ففي الامارات تعد القهوة بزيادة كميات بهاراتها كالزعفران والقرنفل، وذلك لأنها خاصة بمناسبة العيد، كما أنها تقدم مع الحلوى، في حين أن دولاً عربية أخرى تعتمد القهوة المرّة من الصباح وحتى المساء.
وقال الاماراتي عبدالله الخطيبي، ان «الاجتماع في العيد مميز ومختلف، فهناك كثير من الناس لا يزور بعضهم بعضاً لكثرة انشغالاتهم، لكن يحرصون على الزيارات اثناء العيد، ولهذا تحضر الحلوى العمانية وتقدم معها القهوة لجميع الزوار».
وأكدت الاماراتية (أم عبدالله) أنها تحرص على الاعتناء بالقهوة في هذا اليوم، «فأنا أعدها للزوار في هذا اليوم الذي يعتبر مهماً، كونه مناسبة دينية». وقالت إن «أبرز ما يميز الامارات هو الحفاظ على هذه العادات الاجتماعية التي اصبحت جزءاً من حياتنا وتراثنا، وتتناقلها الاجيال».
اللبنانية ناريمان الزين، قالت ان «تجمع الأهل في العيد أمر ضروري، وبالتالي غالبا ما تبدأ الجلسات بالقهوة، فلا بد من شرب القهوة قبل تناول الفطور، وكذلك بعد تناول الغداء»، موضحة أن زيارة المقابر في صباح العيد عادة في لبنان، كما في دول عربية اخرى، وبعدها يجتمع الاهل في منزل كبير العائلة لتناول القهوة. واضافت ان «المحافظة على هذه العادات في الغربة ليست سهلة، لأنه قد يصعب الاجتماع مع الاصحاب، فهناك خصوصية لكل شخص، والعادات تتباين بين منطقة وأخرى».
أما الفلسطيني لؤي القاضي، فقال إن «القهوة العربية ضرورية، إذ إنها تعطي للعيد نكهة خاصة»، لافتاً الى أن «القهوة تمثل أيام الفرح ونستمتع بها، فهي تلازمنا في كل مناسباتنا السعيدة»، مبيناً أن تقديم القهوة من العادات المحافظ عليها بشدة في الامارات، وهذا يسعد كل شخص عربي، كون القهوة لها مكانة خاصة لدى العرب.
ورأت السورية سارة كالو، أن «القهوة تقدم صباحاً في يوم العيد في بلدها، فمنذ الصباح تحضر القهوة، ويبدأ الاقارب بالتوافد، لاسيما لمنزل كبير العائلة، أو المنزل الاساسي، ومازالت هذه العادة سائدة حتى يومنا هذا».
قرنفل وزعفران
تتميز القهوة الخليجية عن قهوة بقية الدول العربية بما يضاف إليها من زعفران وقرنفل وغيرهما من البهارات الأخرى التي تتباين من منطقة الى اخرى، كما تختلف في طرق تقديمها. وتعتمد معظم الدول العربية، ومنها بلاد الشام، تقديم القهوة في الركوة العادية، وفي فناجين صغيرة، بينما مازالت دول الخليج العربي تحافظ على عادة تقديم القهوة في الدلال، وتصب بكمية قليلة في فناجين صغيرة، دلالة على الرغبة في مواصلة الجلسة مع الضيف. كما يتطلب صب القهوة طريقة معروفة، تعد من آداب تقديمها، وذلك بإحداث صوت خفيف عند الصب، وذلك لتنبيه الضيف. |
لكن العراقية دعاء الشمري، لفتت الى أن القهوة ليست أمراً أساسياً في العراق، فغالبا ما يفضلون شرب الشاي صباحاً وبعد تناول الغذاء. وأكدت ان «معظم العراقيين يفضلون الشاي على القهوة»، بخلاف بلاد الشام الذين يقدمون القهوة في معظم مناسباتهم السعيدة، وكذلك الاعياد.
من جهته قال المصري شريف سليمان، ان «الاجتماع العائلي في عيد الاضحى يكون على وجبة الفطور التي تتضمن أطباقاً من اللحوم». واعتبر الغربة تجعل المرء اكثر اصراراً على ممارسة هذه العادات لنقلها للجيل الجديد من الأبناء، وفق قوله.
أشارت مقدمة برنامج الطبخ (أم حسن) على تلفزيون «سما دبي» الى أنواع متعددة من القهوة، من بينها السيلانية والاميركية واليمنية. وقالت إن «المجتمع الاماراتي يعتمد بشكل أساسي على القهوة السيلانية، إذ كانت في القدم تحمص وتطحن في المنزل، فيما اليوم غالباً ما يتم شراؤها محمّصة». وعادة يضاف الهيل الى القهوة في البلدان العربية، بينما ينفرد الخليج العربي بإضافة الزعفران والقرنفل الى القهوة. ولفتت (أم حسن) الى ان البعض يكتفي بإضافة القرنفل الى القهوة، والبعض الآخر يضيف الزعفران فقط، فهذا يرتبط بذوق الناس. وأوضحت المقادير المثالية لتحضير دلة القهوة بالقول، «يمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من الزعفران ونصف ملعقة من القرنفل الى دلة القهوة الواحدة، بينما تضاف اليها ثلاث ملاعق من الهيل». واضافت أن كمية القهوة تكون بحسب الذوق، فالبعض يحبها غامقة او فاتحة، فيخفف القهوة، فيما المعدل يتمثل في وضع فنجان لدلتين متوسطتي الحجم.
ولفتت الى اختلاف في طرق التعاطي مع الهيل، «ففي الخليج عموماً والامارات يضاف الهيل بعد غليان القهوة، بينما في بلاد الشام يضاف الهيل الى القهوة قبل الغلي».
وحول الفروق في طرق إعداد القهوة بين دول الخليج، اوضحت (أم حسن)، ان قهوة السعودية تختلف عنها في الامارات، فهي سائلة كثيراً، بينما تتشابه في البحرين وقطر والامارات».
واعتبرت أن ما يميز قهوة العيد، غناها بالزعفران والقرنفل، كما أنها تعد من الصباح، وتكون جاهزة لتقدم للزوار. واضافت ان «القهوة رمز الضيافة في الامارات، ولهذا تحضر في المناسبات المهمة والاعياد، ولابد من الحفاظ على هذه العادة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news