«العويس» تستضيف معـرضاً لتجربته الثمانينية

الراوي: الألـوان لغة مُثلى لعريــة المــــــــشاعر

نوري الراوي رائد ومجدد في حركـــــــــــــــــــــــــــــــــة التشكيل العربي. تصوير: أشوك فيرما

قال الفنان العراقي نوري الراوي الذي تمتد تجربته التشكيلية منذ ثمانية عقود متواصلة، إن «الألوان هي اللغة الأنجع ليس فقط لكشف الانطباعات أو الأفكار المختلفة، بل أيضاً للتعبير عن المشاعر والحالات الإنسانية المختلفة، عبر رحلات مهمة في أعماق مبدعة، قبل أن تأتي ناجحة في تعرية تلك المشاعر والخوالج المختلفة».

وأضاف الراوي مبرراً الاحتفاء الكبير الذي تتميز به لوحاته لجهة حضور الألوان والإلحاح على الترميز فيها «الألوان هي التي ترفع الموضوع إلى مستوى الإيقاع السيمفوني، وهي التي ألجأ إليها في تقريب المشهد لأنظار المشاهد، وهي في المجمل تحية حب وقصيدة وداع لمدينة أعشقها ارتحلت من يقظة الوجود إلى عوالم الغيوب المنفتحة على احتمالات كثيرة».

عبدالحميد أحمد: الجوائز الثقافيةفي الإمارات تتكامل إبداعياً

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/321422.jpg

هنّأت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الفائزين بجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب، الدورة الخامسة، أالتي كانت من نصيب كل من أعتيق بلال القمزي ـ جائزة العلوم فرعأ الطاقة، إبراهيم جمعة ـ جائزة الفنون الأدائية فرع الموسيقى، جاسم ربيع العوضي ـ جائزة الفنون التشكيلية ـ فرع التصوير الضوئي، جمال سالم أـ جائزة الآداب فرع الكتابة الدرامية، الدكتور عبدالرحمن سلطان الشرهان ـ جائزة الدراسات والبحوث فرع الدراسات البيئية. وقال أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبدالحميد أحمد، إن «الجوائز الثقافية في الإمارات تتكامل من حيث اختياراتها لنخبة من المبدعين الذين نهجوا منهج الثقافة لتوصيل رسالتهم إلى المجتمع، فأعطوا من وقتهم للصالح العام وتركوا بصماتهم على ميادين مختلفة ليستلهم منها الجيل الجديد ويسير على خطاهم». وأضاف الأمين العام أن الثقافة في الإمارات «تعززت من خلال الجوائز التي أطلقت في الساحتين المحلية والعربية، وبات واضحاً صداها الذي يبقى طويلاً مثار اهتمام إعلامي وثقافيأ»، مشيراً إلى أن مؤسسة العويس الثقافية «تثمن دور الجهات التي تكرم المبدع وتعطيه بعض ما يستحق من تقدير واهتمام».

جاء ذلك خلال افتتاح معرض استعادي ضم العشرات من أعمال الفنان العراقي مساء أول من أمس، في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وصاحبته ندوة تشكيلية متخصصة عن الفنان الراوي، مجسداً واحداً من أهم المعارض التشكيلية التي نظمت بدبي في الآونة الأخيرة، إذ يُعد الراوي من أبرز رواد الحركة التشكيلية في العراق عبر بصمته الفنية التي تركها على مرحلة بأكملها امتد تأثيرها ليشمل أجيالاً لاحقة من الفنانين داخل العراق وخارجه، بكل ما يمثله الراوي من انعطافة كبيرة في مسيرة الحركة التشكيلية في العراق، ودور رائد ومهم في رسم ملامح مرحلة حديثة من التشكيل.

وتحدث الراوي بإسهاب عن تجربته الفنية التي تمتد لأكثر من 80 عاماً بحضور أمين عام مؤسسة العويس الثقافية عبدالحميد أحمد وعضو مجلس الأمناء الدكتور محمد المطوع، ورئيس مجلس إدارة جمعية الفنانين التشكيليين في الإمارات الفنان محمد يوسف والكاتب محمد صالح القرق، وعدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالفن.

وجال الحضور في معرض الراوي ولوحاته التي تعود إلى مراحل مختلفة من حياته حيث القباب والطيور والوجوه الحارة إلى جانب ملامح بعيدة لمدن حاضرة في ذاكرة الفنان.

واستضافت قاعة الندوات تجربة نوري الراوي، التي تحدث عنها الفنانان محمد يوسف وعبدالكريم السيد، وتوقفا خلالها عند أبرز محطات الراوي الفنية وحللا نماذج من أعماله، وبدوره استفاض الراوي في الحديث عن تجربته في سياق اجاباته عن أسئلة ومداخلات الحاضرين، التي صبت جميعها في خانة الاحتفاء برائد من رواد التشكيل العربي.

وفي ختام الجولة قدم عبدالحميد أحمد درع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للفنان الراوي، الذي قام بتوقيع عشرات من نسخ كتاب يضيء جوانب من تجربته طبعته ووزعته مؤسسة العويس الثقافية.


 سيرة لونية

وُلد نوري الراوي في مدينة راوة الواقعة على نهر الفرات، في محافظة الأنبار، عام ،1925 وأكمل دراسته الأولية فـــي دار المعلمين فــي بغداد قبل أن يدرس الرسم في معهــد الفنون الجميلة عام ،1959 وهو من مؤسســي المتحف الوطنـــي للفــن الحديث عام .1962أأ

تولى الراوي رئاسة رابطة نقاد الفن التشكيلي، كما شغل منصب مدير دائرة الفنون، ومدير قصر الثقافة والفنون، إبان ثمانينات القرن الماضي، كما كان أول مقدم برنامج تلفزيوني يُعنى بالفن التشكيلي بين عامي 1957 و.1987

أقام نوري الرواي مجموعة من المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه في بغداد، بودابست، عمان، باريس، البحرين، نورث كارولاينا،أ ومن أبرز مؤلفاتهأ في الفن: تأملات في الفن العراقي الحديث 1962أ، المدخل إلى الفلكلور العراقي 1962أ، جواد سليم 1963أ، الفن الألماني الحديث ،1965 العراق في غرافيك ،1966 منعم فرات نحات فطري ،1975 اللون في العلم والفن والحياة ،1986 متحف الحقيقة - متحف الخيال .1998

تويتر