«ليلة العمر»
لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية ارتباط الأفكار التي تقوم عليها برامج تلفزيونية بأهداف اجتماعية تحقق التواصل بين القناة ومشاهديها، إذ أصبحت صفة «التفاعلية» من أهم عوامل نجاح الوسيلة الإعلامية في السنوات الأخيرة، وهو ما تسعى إلى تحقيقه برامج عدة في الفترة الأخيرة، نجح بعضها في ذلك، من بينها برنامج «ليلة العمر»، الذي يعرض على قناة «سما دبي» على مدى 13 أسبوعاً، ويستضيف في كل حلقة عروسين من مختلف الجنسيات العربية المقيمة في الإمارات، ويتكفل بإتمام متطلبات الزفاف من الكوشة وديكور وتنسيق القاعة، وفستان العروس، وعلاج بشرة وتجميل للعروسين، إلى جانب ماكياج وتصفيف شعر العروس، وبطاقات الدعوة والموسيقى وسيارة الزفة والفرق الموسيقية والتصوير الفوتوغرافي والفيديو، بالإضافة إلى منح العروسين هدايا، مثل كريمات ومستحضرات تجميل وعطور وعنبر وعود، وخصومات للعروسين من محال المجوهرات والفنادق ومكاتب السياحة والسفر لرحلة شهر العسل، لذلك يمثل البرنامج مبادرة إيجابية للتخفيف عن الشباب المقبلين على الزواج، إذ تشكل تكاليف الزفاف عقبة كبيرة أمام أغلبيتهم، لكن في المقابل تتسم تجهيزات العرس التي يوفرها البرنامج للعروسين في كل حلقة بقدر كبير من المبالغة والإسراف في الفخامة الظاهرية، إذ إن خاتم الألماس تم تصميمه خصوصاً للبرنامج، إضافة إلى «ليموزين» خاصة لنقل العروسين إلى مكان الحفل، وغير ذلك من التفاصيل التي تحمل طابع الفخامة والترف، بما يتعارض مع الدعوات المتكررة، سواء الرسمية أو الأهلية في المجتمع الإماراتي لمحاربة المغالاة في المهور وتكاليف الزواج. البرنامج يحظى بجماهيرية واضحة ونسبة مشاهدة عالية، ما يعني أن تأثيره كبير في الفتيات، بما يشاهدنه في الحلقات من مبالغة ورفاهية والتعامل معها كأمور أساسية لا يمكن التنازل عنها أو القبول بمستوى أقل من ذلك، وبالتالي قد «ينقلب» الهدف الاجتماعي الإيجابي للبرنامج إلى تأثير سلبي لدى جانب من الجمهور، وهي نقطة يجب أن يتنبه إليها فريق عمل البرنامج.