سيارات كلاسيكية في اليـوم الـوطني
بمشاركة أكثر من 100 سيارة كلاسيكية يمتد تاريخ صنعها بين عشرينات وسبعينات القرن الماضي، افتتح أمس «مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية»، وسط مدينة دبي، ضمن الفعاليات المخصصة للاحتفال باليوم الوطني الـ.39 ويمكن القول إن غالبية السيارات الموجودة في المعرض الذي يقام للسنة الثالثة على التوالي، هي أميركية المنشأ، بعضها يحافظ على قطعه الأصلية، وبعضها تم تعديله مع الحفاظ على الشكل. ويأخذنا المعرض، في رحلة الى الزمن الماضي، بتاريخه القديم وموسيقاه، وتقنياته المتواضعة التي لا تلامس الحاضر إلا للصيانة والمحافظة عليه.
ســيارة «بــات مان»
شمل المعرض لهذا العام أكثر من سيارة استخدمت في الأفلام، ولكن كانت أبرز هذه السيارات هي سيارة الـ «بات مان» من مجموعة سيارات أحمد عبدالرحيم العطار. وقال المواطن محمد أحمد العطار، إن «هذه السيارة هي النسخة الرابعة التي انتجت لفيلم (بات مان)، والتي صنعت في عام 1989». ولفت إلى أن هناك ثلاث سيارات أصلية في العالم، وهذه النسخة الرابعة، التي أوجد جسمها في حال كسر جسم السيارة الأولى في الفيلم، فيتم استبداله. ولفت الى أن تكلفة السيارة تفوق المليون دولار، منوها الى أنه سيركب عليها محرك طائرة، وبالتالي ستحتاج لوقود طائرة. وأكد أن المشاركة في المعرض ليست بهدف الفوز، وإنما لدعم العرض وإظهارها للناس، فهي تحظى بمعجبين. |
يتميز المعرض الذي يستمر حتى الرابع من ديسمبر، بنوعية السيارات الموجودة التي فاقت بقيمتها التاريخية السيارات التي كانت معروضة في العام الماضي، إضافة إلى الاهتمام الكبير من قبل أصحاب السيارات الذين شاركوا في الدورات الماضية بتحسين سياراتهم، لتكون أفضل وتنافس لكسب لقب أفضل سيارة في ختام المعرض. كما تكشف المشاركات عن ازدياد أهمية المعرض بالنسبة لجامعي هذه السيارات، ليظهروا للناس قيمة هذه السيارات التي حافظوا عليها عبر الزمن، فأصبحت تحفاً فنية رائعة تستحق متعة القيادة.
نوعية
قال رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة، محمد بن سليم، الذي افتتح المعرض، إن «المعرض اليوم يقدم النوعية وليس فقط الكمية، ولهذا السبب توقفنا عند 125 سيارة، كما أننا حرصنا على أن يكون لدينا مشاركون جدد هذا العام». واعتبر أن المعرض لا يهدف إلى عرض السيارات فقط، بل أيضاً أن يكون فعالاً، وبالتالي يتمكن من خلال الاتصالات من تسهيل أمور تسجيل السيارات التي هي صالحة للقيادة على طرق الامارات. واعتبر أن كل شخص يحتفل باليوم الوطني ضمن اختصاصه، وبالتالي فإن توقيت المعرض مع اليوم الوطني لهذا العام مهم بالنسبة لنا، فهو يجذب الناس وينشر الوعي بهذه السيارات التي تحمل تاريخاً.
وقال العضو المنتدب في شركة إعمار العقارية، أحمد المطروشي، إن إقامة الفعالية في اليوم الوطني لهذا العام، تعود الى أن هذا اليوم مهم للجميع، وذلك لأن من الضروري أن نقدم للناس الكثير من الفعاليات التي تجذبهم، وهذا المعرض يجذب الناس كثيراً. وتوقع أن تصبح الفعالية في الأعوام المقبلة من الفعاليات التي يحرص الجميع على المشاركة فيها.
و رأى عضو لجنة التحكيم وممثل الـ«فيفا» في لبنان، روني كرم، أن «هناك تحسناً لجهة نوعية السيارات والتنظيم والأداء، كما أن المشاركين يتشجعون بعد أن يروا العلامات التي استحقتها سياراتهم، وبالتالي تصبح لديهم رغبة في امتلاك سيارة كلاسيكية». ولفت كرم، إلى أنه في النهاية، هناك الكثير من المعايير التي لابد من الالتزام بها لانتقاء السيارة التي ستفوز، منوهاً الى أن الجمهور سينتقي السيارة الأفضل في المعرض، الى جانب السيارة التي ستختارها اللجنة. واعتبر أن كل أنحاء السيارة مهمة في الحكم، أي الطلاء من الخارج، وكذلك المحرك، والفرش وكل متتبعات السيارة، آسفاً على عدم وجود أصحاب الكثير من السيارات، وبالتالي لم يتم تشغيل سيارتهم ونرى كيف تعمل، فالسيارة ليست لوحة. واعتبر أن هناك الكثير من السيارات التي تجمع وتسمى «كيت كار»، كما أن هناك سيارات تقلد بطريقة خيالية، ووحدهم الخبراء قادرون على التمييز. ولفت كرم الى أن السيارات الكلاسيكية باتت تحمل أهمية كبرى في العالم، وهي مع الوقت معرضة للزوال، لذا لا بد من الحفاظ عليها.
|
نادرة
لفت المواطن طارق القمزي، الذي شارك بـ11 سيارة، الى أن معظم السيارات التي شارك بها من صنع بريطاني، ولديه سيارتان ترامف هما الوحيدات في الامارات، وإن السيارات الأقدم تعود إلى سنة .67 وأشار الى أن هوايته في جمع السيارات قديمة جداً، وهو لا يقود هذه السيارات الا في فصل الشتاء، وقليلاً، فلا يقود كل سيارة اكثر من خمسة أيام في السنة. واعتبر القمزي، أن هذه السيارات تحتاج للكثير من الاهتمام، كما أنه يصعب الحصول على قطع الغيار، لافتاً الى أن لديه حظاً في الفوز للسنة الثانية، بعد أن فاز العام الماضي في المعرض، لانه يملك الكثير من السيارات النادرة.
من جهته عرض اللبناني رفيق محمود 22 سيارة، ومنها السيارة التي كانت في فيلم «60 ثانية»، ولفت الى أنه حاول التنويع في سني صنع السيارات التي يعرضها. وقد اشار الى أن هذه الهواية جميلة، والمعرض يشجع الناس على الاقتناء.
بينما يعمل المصري عمر راشد، على تجميع السيارات، وقال «انني أحاول تجميع القطع، فقد حصلت على الجسم الخاص بسيارة فورد التي اعرضها من الشركة، ولكني أحصل على القطع من الشركة ومن أماكن مختلفة». ولفت الى ان هذه السيارات التي يقتنيها لا يمكن قيادتها بسرعة تفوق الـ ،70 وتقدر قيمتها المالية بما يفوق الـ50 ألف دولار. ولفت الى أن هذه السيارات التي تعود الى الاربعينات، تتميز بكونها التصميم الأول الذي خلف الحنطور، فعجلاتها من الخشب، وكذلك أضواؤها يمكن أن تعمل على الكاز في حال تعطل البطارية. بينما شارك اللبناني جمال سلام، بثلاث سيارات هذه الدورة، وقال عن سياراته «تتميز هذه السيارات بكونها قيّمة، وهي تتمتع بمواصفات كمالية عصرية، كما أن حالتها جيدة جداً كحال السيارات التي تعرض في الصالات». ولفت الى أنه يحب اللونين الابيض والاحمر ولهذا يجمع السيارات التي تحمل هذين اللونين. وقال «السيارات صنعت لتكون على الطريق، وعندما أقودها استمتع بها».
واعتبر الكويتي هشام الرفاعي، الذي أتى من الكويت للمشاركة بأربع سيارات تعود إلى السبعينات، أن مشاركته في المعرض مهمة، «كونها تتيح إظهار هذه السيارات التي رافقتنا في شبابنا». وأشار الى أن «سياراته هي شيفروليه وبلايمونت، وبونتياك، وهي سيارات تحمل عبق التاريخ الذي عشنا زمنه، فقد قدنا هذه السيارة في شبابنا، وانتقلنا بعد ذلك الى السيارات الحديثة، وبالتالي بدأنا نهتم بهذه السيارات كقطع فنية تحتاج للرعاية». وأشار النيوزيلندي سايمون كريسب، إلى أنه شارك بالسيارة نفسها التي شارك بها العام الماضي، والتي تحمل الكثير من الذكريات الشخصية له، فقد اشتراها مرة ثانية بعد أن باعها ليشتري أثاث منزله. ولفت إلى أن المعرض مهم بالنسبة له، لأنه يصطحب أولاده للمعرض ليتعرفوا إلى أهمية جمع السيارات الكلاسيكية، مشيراً إلى أنه سيقدم سيارات أخرى في السنوات المقبلة التي اشتراها ومازالت تحتاج لبعض التصليحات.