المنهالي وهلال وعجــرم والربـاعــي في أبوظــبي.. و«زايــد والحلم» في دبي

نجوم عرب يغنّون لأفـراح الإمارات

أول عروض مسرحية «زايد والحلم» في دبي. من المصدر

تواصلت مساء أول من أمس احتفالات الإمارات بأعياد الاتحاد واليوم الوطني الـ39 للدولة، وفي ابوظبي استمرت مسيرات الفرح التي اجتمعت فيها عشرات السيارات المزينة، لتجوب منطقة الكورنيش وكاسر الأمواج، بمشاركة جموع المواطنين والمقيمين الذين اكتظ بهم شاطئ وكورنيش العاصمة والحدائق المطلة عليهما. كما ازدانت سماء العاصمة بالألعاب النارية التي انطلقت في الساعة التاسعة مساء، لتضفي البهجة والفرح على الاحتفالات.

أيضاً تواصلت الحفلات الفنية التي تقيمها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث بمناسبة اليوم الوطني الـ،39 وضم حفل مساء أول من أمس، الذي شهده حضور جماهيري كبير، أربعة فنانين هم: عيضة المنهالي، وحمادة هلال، ونانسي عجرم، وصابر الرباعي.

خلال فقرته في الحفل؛ قدم الفنان الإماراتي عيضة المنهالي مجموعة من أغنياته التي تتميز بطابعها المحلي، التي ارتبط بها الجمهور الإماراتي والخليجي، واستطاعت أن تصل أيضاً إلى الجمهور العربي، وهو ما عكسه تجاوب الجمهور على اختلاف جنسياته مع أغنيات المنهالي في الحفل، الذي أعرب فيه عن سعادته وفخره بالمشاركة في احتفالات اليوم الوطني، متوجهاً بالتهنئة إلى حكام الإمارات وشعبها بهذه المناسبة.

واتسمت فقرة الفنان المصري حمادة هلال بطابعها الشبابي، وشهدت مشاركة واسعة بالغناء والهتاف من الجمهور الذي تجاوب بوضوح مع هلال خلال الأغنيات التي قدمها بمصاحبة المايسترو د.خالد فؤاد وفرقته الموسيقية، ومن بينها «تصور»، و«ليلة معاك»، و«مش هاقول»، و«مش أي حد». معبراً عن سعادته بالوجود في دولة الإمارات للاحتفال بيومها الوطني للعام الثاني، اذ شارك هلال في إحياء احتفالات اليوم الوطني العام الماضي، وقدم حفلين في ابوظبي والعين.

الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، كانت صاحبة الفقرة الثالثة في الحفل، وعلى الرغم من ظهور علامات حملِها الثاني عليها، إلا انها بدت متألقة، وقدمت مجموعة من أغنياتها ركزت فيها على الأغنيات التي اشتهرت بها على حساب أغنيات ألبومها الجديد، مثل «آه ونص»، و«بتفكر في مين»، كما حرصت على تقديم أغنياتها الخليجية «مشتاقة ليك».

ختام الحفل كان مع الفنان التونسي صابر الرباعي، الذي حرص كذلك على تقديم التهنئة للإمارات وشعبها، ليقدم بعد ذلك عدداً من أغنياته من بينها «ملكت الروح»، و«ببساطة»، و«على نار»، ليعود إلى بداياته ويقدم أغنيته «سيدى منصور»، و«عالطاير»، و«برشا برشا»، كما غني «أعز الحبايب» بناء على طلب الجمهور.

«زايد الحلم»

في دبي انطلق، مساء أول من أمس، أول عروض مسرحية «زايد والحلم» التي أنتجتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع مسرح كركلا، بحضور مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، وحشد من الشخصيات الفنية والثقافية ورموز الفكر والأدب والشعر في دولة الإمارات، وجمهور غفير من المواطنين والمقيمين عرباً وأجانب زاد على 1000 شخص، حيث رافقت العرض المسرحي ترجمة فورية مكتوبة باللغة الإنجليزية من خلال شاشة وضعت أعلى المسرح.

وقدّم للعمل الفنان العربي عبدالحليم كركلا الحاصل على وسام الاستقلال من الدرجة الأولى في عام ،2008 من قِبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث قدّم التهنئة لقيادة وشعب الإمارات بمناسبة الذكرى الـ39 ليوم الاتحاد، مُشيداً بما تقدّمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من حراك فاعل في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي.

وتضم «زايد والحلم»، التي تختتم عروضها مساء اليوم على مسرح البلاديوم بمدينة دبي للإعلام، أكثر من 150 فناناً وشاعراً ومؤدّياً من دولة الإمارات وبعض الدول العربية والأجنبية، حيث يشارك الجميع في الأداء بحيوية الحركة المتسقة مع اللون والأزياء والموسيقى، إضافة إلى المؤثرات والعرض الفيلمي المرافق للأداء الراقص، فضلاً عن الاستعانة ببعض من أروع الأبيات الشعرية، سواء النبطية أو الفصيحة، المستوحاة من البيئة الإماراتية الأصيلة والتاريخ العربي الحافل.

واستوحى الفنان عبدالحليم كركلا أجواء سيرة حياة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وتداعياتها، من دلالة جغرافيا المكان وتاريخ الإنجاز، وأشار إلى أنه مكث مع فريق العمل في صحراء الإمارات لأشهر عدة، واستوحى دلالة المكان لتتواءم التعبيرية الفنية مع واقعية الجغرافيا وتسرد أسطورة التاريخ المعاصر. وأكد أن المادة التاريخية التي وفرتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كانت مساندة للعمل، وأن الدلالة تكمن في التعبير عن حجم الإنجازات بطريقة فنية إبداعية.

وقال كركلا إنه استوحى دلالة الفرسان القادمين من عمق التاريخ بمواصفات المروءة العربية والحق والصدق والإيثار والشجاعة، في تواؤم تعبيري مع جغرافيا المكان، لتجسيد دور الطبيعة الواهبة في لحظة ولادة الشيخ زايد «فحتى الطبيعة اشتركت في ولادة الشيخ زايد هبةً لأرض الإمارات، حوّل السراب إلى ماء، رفض الاستسلام والركود، بنى دولةً غدت أسطورة للزمن الحديث».

وشمل العرض فصلين، قدمت خلالهما على مدى 45 دقيقة لكل فصل، مشاهد تحكي عن «قائد حفر اسمه الزمان، وكان قدره مواجهة الصعاب، لكن حلمه الذي بات بحجم الحياة يجعل كل تلك الفضائل متحفزة لا تنام، الصبر والشجاعة والحق والإيمان والخير والحكمة والشرف، فتنهار الصعاب ويخضع المستحيل فاتحاً أبوابه أمام النهضة والعمران وتوحيد الشعب».

وعبّر الراوي الذي خاطب الحضور في المسرح مُجسداً صوت التاريخ والماضي، عن مآثر القائد الحالم الذي بنى دولة موحدة قوية، فيما أوحت القصائد التي اختيرت بعناية من الشعر العربي الفصيح وإرث الشعر النبطي الاماراتي، بحسية تعبيرية متسقة مع الحدث التاريخي المتصاعد.

يذكر أنه، بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بإنتاج مسرحية «زايد والحلم» وعرضها للمرّة الأولى في الثاني من ديسمبر 2008 بمناسبة اليوم الوطني، تأكيداً على الاعتزاز بالإرث العظيم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعرفاناً بما قدّمه مؤسس الدولة وباني نهضتها.

وقد قدمت المسرحية سلسلة من العروض الناجحة في كل من أبوظبي وبيروت وباريس ولندن، ومن المقرر أن تواصل المسرحية عروضها في عدد من الدول العربية والأجنبية في الفترة المقبلة.

تويتر