ندوة الثقافة والقرية العالمية استقبلتا حشوداً من المواطنين والمقيمين

الشعر والتشكيل والأغنية في احتفالات اليوم الوطـني

فاطمة زهرة العين دائمة الحضور في الاحتفالات الوطنية. من المصدر

تنافس المبدعون في مختلف المجالات في المشاركة في فعاليات عدة ضمن احتفالات الدولة بالذكرى الـ39 ليوم الاتحاد، وعلى الرغم من الشعبية التقليدية للاحتفالات الغنائية التي تمكنت بالفعل من استقطاب جمهور غفير لها من خلال أربع حفلات غنائية رئيسة، فإن الكلمة الموزونة الممثلة بالشعر قد وجدت أيضاً جمهوراً خاصاً بها في أمسيات شعرية متعددة، أبرزها استضافته ندوة الثقافة والعلوم، التي قدمت في احتفالاتها مزيجاً فريداً أفرد مساحة جيدة في الصباح للجانب العلمي، ممثلاً في استعراض لابتكارات ونتاجات 80 موهوباً منتمين إلى النادي العلمي، تلاها حضور للجانب الموسيقي التقليدي ممثلاً بفرقة الفنون الشعبية، قبل أن يفتتح معرض صور بعنوان «وجوه قيادية» للفنان الباكستاني مسعود برويز، لتلي ذلك الأمسية الشعرية التي جمعت كلاً من الشاعرين عبدالله الهدية وهدى السعدي ختاماً لاحتفال وصفه كثير من متابعيه بـ«المتكامل».

بالخير أحيا حفلين خلال 48 ساعة احتفاء باليوم الوطني . من المصدر

الموجة التي لم تتوقف من الفعاليات طوال الأيام الثلاثة الماضية، صاحبها بث خاص لمختلف القنوات المحلية التلفزيونية والإذاعية، سواء عبر الأغاني الوطنية التي أُنجزت خصيصاً للذكرى الـ39 للاتحاد، أو التقارير التي سعت إلى نقل نبض الشارع الإماراتي الزاخر بشتى مظاهر الابتهاج بذكرى اليوم الوطني الميمون.

القرية العالمية

الاحتفال الفني الذي استضافته القرية العالمية في مسرحها الكبير الذي يتسع لنحو 3000 من الحضور كان أكثر الاحتفالات الفنية تميزاً، ووجد الفنان عبدالله بالخير مساحة كبيرة من التفاعل الجماهيري، لاسيما أنه يصرح دائماً بأن الغناء في القرية العالمية، فضلاً عن الذهاب إليها أحد أهم الأعمال التي يجد فيها متعة خاصة، فيما كاد حرص الآلاف على حضور الحفل أن يحول القرية العالمية إلى مكان يصعب الوصول إليه، لولا الجهد الكبير الذي قامت به شرطة دبي لتنظيم حركة السير في الطرق المؤدية إلى القرية، وفيما سعى بالخير في أغنياته إلى إتاحة الفرصة للجمهور لاختيار ما يرغب في سماعه منه، كانت فقرة سفير الألحان فايز السعيد أكثر تنظيماً، سعى خلالها السعيد لتقديم نخبة متنوعة من أبرز أغانيه خصوصاً الوطنية، قبل أن يختتم حفلاً استهله في البداية كل من خليفة الحوري وفاطمة زهرة العين، التي يندر أن تغيب عن المناسبات الوطنية.

وفي موازاة جماهيرية حفل القرية العالمية شهدت أبوظبي حفلاً آخر لقي إقبالاً كبيراً أحياه كل من حسين الجسمي ونجوى كرم واريام، فيما شهد اليوم الأول للاحتفالات الفنية، في إمارة أم القيوين في استاد النادي العربي، استضافة كل من الفنانين حربي العامري، هزاع، فاطمة القرياني وعبدالله بالخير أيضاً، الذين قدموا مجموعة من أعمالهم المتنوعة، خصوصاً الوطنية، بمصاحبة الفرقة الموسيقية التابعة لاستوديوهات أغاني، فيما قام بتقديم الحفل الإعلامي عبدالله إسماعيل، قبل أن تختتم الحفلات الغنائية أمس في إمارة عجمان، في استاد نادي عجمان الرياضي، من خلال الحفل الذي أحياه كل من عبد المنعم العامري، فايز السعيد، جاسم محمد وأريام، وقدمه الإذاعي عبدالله بن خصيف.

ندوة الثقافة

في إطار الاحتفال بالعيد الوطني الـ39 للدولة، وإيماناً منها بالدور العربي والعالمي الذي تنهض به الإمارات منذ تأسيس الدولة في الثاني من ديسمبر 1971 أقامت ندوة الثقافة والعلوم بمقرها في منطقة الممزر في دبي احتفالية كبرى تليق بالمناسبة الجليلة، حيث أقامت مساء الخميس يوماً علمياً مفتوحاً للشباب نظمه النادي العلمي بالندوة بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً، حيث مارس أكثر من 80 من أعضاء النادي هواياتهم العلمية التي تتخذ من المعدات الكهربية والأجهزة التكنولوجية مجالاً لتفجير طاقاتهم الابتكارية، فضلاً عن الأنشطة الفنية مثل التصوير الفوتوغرافي وصناعة المشغولات والأدوات الخشبية.

كما قدمت الفرقة الوطنية الفنون الشعبية عدداً من عروضها المحلية التي تستلهم التراث الفني لأبناء الإمارات.

وفي السياق الاحتفالي ذاته جاء افتتاح معرض «وجوه قيادية» للفنان العالمي مسعود برويز، حيث عرض أكثر من 15 «بورتريه» لمؤسسي وحكام وشيوخ الإمارات، وقد نفذ الفنان اللوحات كلها بالقلم الرصاص، الأمر الذي أوضح مهاراته الباذخة في تلمس روح الشخصية التي يتصدى لرسمها. وكرّم سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة الفنان بإهدائه درع الندوة، بحضور بلال البدور نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور صلاح القاسم أمين سر الندوة.

أما الشعر فكان مسك الختام لهذه الاحتفالية، حيث نظمت أمسية شعرية شارك فيها الشاعران عبدالله الهدية وهدى السعدي، وقدمها بلال البدور الذي تحدث عن القيمة الكبرى لهذا اليوم في تاريخ البلاد الذي انتقلت فيه من الفرقة إلى نعيم الاتحاد، موضحاً دور الشعر في التعبير عن هذه المناسبة الوطنية التي نفخر بها جميعاً. ثم قرأ الشاعران عدداً من القصائد التي تحتفي بالإمارات وقياداتها وشعبها العريق. وفي نهاية الأمسية كرّم سلطان صقر السويدي الشاعرين، بدرع الندوة.

من جانبه، قال الفنان الباكستاني مسعود برويز صاحب معرض «وجوه قيادية» إنه ابدع هذه اللوحات تحديداً وفي ذهنه عرضها في هذه المناسبة الغالية، لافتاً إلى أنه احتاج نحو عام تقريباً من أجل إنجاز مقتنيات المعرض الذي يضم 85 لوحة، لافتاً إلى اشتماله على 39 لوحة تحديداً احتفالاً باليوم الوطني الـ39 لدولة الإمارات في غرضه الأساسي، فضلاً عن مُكون فرعي آخر للمعرض بعنوان «انطباعات»، وهو القسم الذي يشمل 46 لوحة مختلفة.

ظاهرة

رغم أنهم قليلو الظهور في حفلات جماهيرية، فإن عدداً من الفنانين أصبحت أسماؤهم شديدة الارتباط بالمناسبات الوطنية، منهم الفنان فايز السعيد، الذي حافظ بشكل سنوي على الوجود في احتفالات العيد الوطني، في دبي، عندما كانت تستضيفها حديقة الخور، وهي الظاهرة لم تكن حكراً على فنانين ذوي جماهيرية لافتة، مثل السعيد، بل أيضاً تشمل نجوماً صاعدين مثل الفنان الشاب جاسم محمد الذي ينشط محلياً بشكل ملحوظ هذه الأيام. ظاهرة الفنانين الذين أحيوا حفلين في إماراتين اثنتين خلال 48 ساعة تكررت ايضاً في الاحتفالات الغنائية هذا العام، مثل الفنان عبدالله بالخير الذي سبق اشتراكه في الحفل الفني بالقرية العالمية بدبي بآخر أحياه في أم القيوين، وهو الأمر الذي تكرر أيضاً مع زهرة العين وجاسم محمد، فيما كان حفل الجسمي في دبي آخر حفلاته المحلية، قبل أن يستعد للتوجه إلى صنعاء لإحياء الحفل الفني الخاص بختام دورة كأس الخليج لكرة القدم.

تويتر