أبوظبي تحتفل وتغني بكل اللهجات
اختتمت، مساء أول من أمس، الأمسيات الفنية التي شهدتها العاصمة أبوظبي على مدى ثلاثة أيام احتفالاً باليوم الوطني الـ39 لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمنطقة الكورنيش، وجمعت نخبة من نجوم الفن في الإمارات والعالم العربي.
وجمعت الأمسية الختامية التي شهدها حشد كبير من الجمهور بين أربعة فنانين هم الإماراتيان منصور زايد وحمد العامري، والفنانة اللبنانية ديانا حداد والفنان العراقي كاظم الساهر. كما تم قبيل بدء الفقرات الغنائية عرض أوبريت «خليفة والوطن» للمرة الثانية.
من جانبهم حرص الفنانون المشاركون في الحفل الغنائي خلال وجودهم على خشبة المسرح على تهنئة دولة الإمارات حكاماً وشعباً، بهذه المناسبة الغالية، معربين عن سعادتهم بالمشاركة في احتفالات العيد الوطني الـ.39
بداية الحفل كانت مع الفنان الإماراتي منصور زايد الذي قدم عدداً من الأغنيات بمصاحبة المايسترو د.خالد فؤاد وفرقته الموسيقية، التي صاحبت بقية الفنانين المشاركين في الحفل أيضاً، وبدأ زايد فقرته بالأغنية الوطنية «أنا الإماراتي»، ثم قدم أغنية «لا تحرموني منه»، قبل ان يعرج على أغنيات فنانين آخرين، ويقدم الأغنية الأشهر للفنان السعودي طلال سلامة «رضا والله وراضيناه»، وتبعها بمقطع من أغنية «أكدب عليك» للفنانة وردة، ليختم فقرته بأغنية «الله يا دار زايد».
الأغنيات المحلية كانت هي المسيطرة في فقرة الفنان الإماراتي حمد العامري؛ إذ قدم مجموعة منها بدأها بأغنية «ديرتي»، ثم قدم «الله عطانا الخير»، و«ليتني عرفتك»، و«يا وصفة الحب»، بينما ختم الفقرة بأغنية «شفته في ابوظبي».
|
أما الفنانة ديانا حداد فقد أطلت على الجمهور بفستان أبيض اللون جمع بين البساطة والأناقة، وحرصت على وضع شال يحمل علم الإمارات على كتفيها، ونوعت حداد خلال الفقرة التي قدمتها بين قديمها وجديدها، كما تنقلت بين ألوان مختلفة من الغناء فقدمت الغناء الخليجي الذي برعت فيه، في أغنيتي «لو يسألوني»، و«يا زعلان يا زعلان»، وقدمت اللون اللبناني في «يا عيبو»، كما قدمت أغنيات حملت الموسيقى المغاربية كما في أغنية «أحبه والله»، و«ماس ولولي» التي سبق أن قدمتها في «دويتو» مع الجزائري الشاب خالد.
رغم ان فقرة الفنان كاظم الساهر لم تبدأ إلا قرب الساعة الثانية فجراً؛ إلا ان الجمهور كان مازال موجودا في مكان الحفل، ومع بداية فقرة الساهر بلغ تفاعل الجمهور إلى ذروته، حيث تعالت هتافات الحضور لتحيي الفنان العراقي، مطالبة بسماع أغنيات محددة اشتهر بها، وخلال فقرته التي امتدت لما يقرب من الساعة، قدم مجموعة من الأغنيات ضمنها قصائد مغناة، كما حرص على أداء الموال بينها، والأغنيات التي قدمها «عيد وحب» التي تجاوب الحضور مع إيقاعاتها الراقصة المرحة بالرقص والغناء، و«يا مدلل»، ومن القصائد قدم الساهر «أحبك جدا»، و«أحبيني»، و«زيديني عشقا» التي ختم بها الحفل في تمام الساعة الثالثة صباحا.
وإلى جانب الفقرات الغنائية، حفلت الفعاليات التي نظمتها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، وحضرها الآلاف من الجماهير بالعديد من النشاطات المتنوعة الثقافية والتراثية والاجتماعية، في محاولة لنشر ثقافة التميز بين شباب الوطن ليكون التميز هدفهم في كل عمل يقومون به بالإضافة إلى إضفاء روح الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع.
ومن هذه الفعاليات فقرات قدمتها مجموعة من فرق الفنون الشعبية والاستعراضية المشاركة، إلى جانب فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التابعة للهيئة، إذ قدمت لوحات غنائية تراثية حربية «اليولة، والعيالة، وغيرهما»، كما تضمنت الفعاليات عددا من المسابقات الثقافية والتراثية، فضلاً عن انتشار خيم قدمت المأكولات الشعبية من اللقيمات والخبيص والخمير، كما تم استعراض عدد من الحرف الشعبية التراثية كصناعة السجاد وغزل الصوف وغيرهما.
وأعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث انه سيتم اليوم الإعلان عن نتائج مسابقة «أجمل 10 سيارات مزينة» بمناسبة اليوم الوطني التي لاقت إقبالاً شديداً، حيث خصصت الهيئة لهذه المسابقة 10 جوائز مالية وذلك تقديراً لعفوية الجمهور في التعبير عن فرحته بهذه المناسبة الغالية على الجميع، فقد أخذت الاحتفالية طابعا حضاريا من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء.
من ناحيته أشار مدير الثقافة والفنون بهيئة ابوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري إلى أن احتفالات الهيئة بمناسبة العيد الوطني الـ39 «أضفت بهجة على المشهد الثقافي والفني المزدهر في الدولة»، منوهاً بأن الدولة تسير على نهج ثقافي رفيع وأصبحت نقطة لقاء نابض بالحياة للفكر والثقافة. وتابع العامري «نهدف من خلال هذه الفعاليات إلى التعريف بجوانب مهمة من التراث الإماراتي العريق الذي يعكس تقاليد وتراث وهوية الدولة، وذلك من أجل بناء جيل مميز مشارك في تقدم الدولة ونهضتها، كما أن اليوم الوطني هو مناسبة مهمة تدعو إلى التوقف والنظر في المنجزات الكبيرة التي حققتها الدولة في ظل الاتحاد».