الفنانة غزال خطيبي تجمع الشخصي بالهموم العامة. تصوير: أسامة أبوغانم

«إكس في إيه».. فنانان إيرانيان وفكرة واحدة

تنوعت اللغة الفنية في أعمال الفنانين الإيرانيين غزال خطيبي ومرتضى زاهدي في معرض «إكس في إيه» في البستكية في دبي، الذي افتتح أخيراً ويستمر حتى الخامس من يناير المقبل، إذ استخلص الفنانان تجاربهما الشخصية والعامة تجاه المحيط والتطورات التي لازمت العالم منذ انفجار الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، فخطيبي الذي قدم 19 عملاً فنياً وأطلق على مجموعته اسم النصف المضحك، اراد أن يبين من خلال عنوان مجموعته الحقيقة وما وراء الحقيقة في انصاف الأشكال والمشغولات النحتية التي عرضها، فيما لم يبتعد زاهدي كثيراً عن فكرة خطيبي مركزاً على جانب الاضطراب وهو الوجه الآخر لأي موضوع حسي وإنساني، فقدم 28 عملاً فنياً في مجموعة اطلق عليها القرحة الباردة.

وربما كانت الدعاية والتكنولوجيا والسياسة هاجس الفنانين، إذ ارادا ان يعبرا عن قلقهما من النقلة السريعة التي عاشها العالم خصوصاً منطقة الشرق الاوسط من الثمانينات الى اللحظة، وكيف استطاعت التكنولوجيا ان تفصل بين الأجيال وبين الأب وابنه، وكيف تغيرت لغة الحوار والمصطلحات، ومن خلال الرسم الثنائي والثلاثي الأبعاد خلقا بعداً في نقل الصورة المراد ايصالها بطريقة سلسة، إذ استرجعا ذكريات الطفولة من عام ،1980 ليوصلاها من خلال لوحاتهما او مجسماتهما تلك الصورة الجميلة المملوءة بالطفولة والنقاء، على أساس أن الدعاية والتكنولوجيا ووسائل الاتصال قننت من الاحساس بتلك المشاعر، ناهيك عن نقدهما غير المباشر للأوضاع السياسية في العالم وفي موطنهما ايران.

أما الاتجاه الواقعي مع تفصيل حالم يظهر على السطح من فينة إلى أخرى، فكان في روح اعمالهما ومنه اتى اختلاط الرؤية لدى المتلقي، فهو يقف امام زمنين ليسا بعيدين، ليعيش لحظات حالمة مع الماضي وواقع مفروض عليه لأنه اقوى منه، يريد التعايش معه ليتواكب مع متطلبات العصر، ويعتبر خطيبي ان المعرض بكل ما يحتويه «عبارة عن نسمة هواء منعش تذكر بأن الفن رسالة انسانية قبل اي شيء»، وبالنسبة لزاهدي فإن اهمية الفنان «تكمن في القدرة على قراءة محيطه بشكل حساس أي من العمق وليس من الظاهر فقط»، فالفن في المحصلة لا يعني الفوضى لأننا من خلاله نعرف الحقيقة المطلقة.

ولصغر تجربتهما فإن الزائر يستشعر أهمية هذه التجربة الشابة التي تخطط لأن يكون لها وقعها في عالم الفن التشكيلي، فمحاولتهما واندماج افكارهما هي التي اعطت للمعرض نكهته الخاصة بغض النظر عن التكتيك المستخدم، مع الأخذ بعين الاعتبار ان استخدام الألوان وفكرة أنصاف الوجوه والحالات جديرة بالإعجاب، لكن التنوع والاختلاط بين الرسم والنحت والكولاج يشعر المتلقي لوهلة بعدم تركيز الفنانين بعد على نوع المدرسة الفنية التي ينتميان إليها، وكثرة الاعمال إذ تجاوزت الـ40 لوحة تعطي مؤشراً ايضاً على العجلة التي بدت واضحة في بعض أعمالهما.

الأكثر مشاركة