رؤيـة جديــدة للشـعر الجاهلـي
قال عضو الهيئة التدريسية للدراسات العليا في قسم اللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية في العاصمة الأردنية عمّان الدكتور عبدالحميد المعيني، إن رؤية جديدة للشعر الجاهلي، تختصر الكثير من المسافات والأبعاد والظواهر المرتبطة بهذا الشعر، وتعتمد على اللوحات الشعرية الإبداعية.
أول ثانوية في أبوظبي كان الدكتور عبدالحميد المعيني من أوائل المدرسين الذين تولوا التدريس في مدرسة جابر بن حيان الثانوية، وهي أول مدرسة ثانوية تقام في أبوظبي، وتخرج على يديه العديد من الطلبة الذين احتلوا مراكز متميزة في ما بعد. وجمعت المحاضرة التي ألقاها، مساء أول من أمس، بين الحضور خمسة من الطلبة الذين تتلمذوا على يديه في المرحلة الثانوية، وحرصوا على أن تجمعهم به صورة جماعية، من اليسار إلى اليمين: وكيل وزارة الاقتصاد الأسبق عبدالرؤوف أحمد عبدالعزيز المبارك، والمدير التنفيذي للمركز الثقافي الإعلامي حبيب الصايغ، المستشار في ديوان الرئاسة عبدالله الرميثي، ومدير العلاقات العامة الأسبق بوزارة الإعلام سابقاً يحيى السيد أحمد الهاشمي، ووكيل دائرة بلدية أبوظبي الأسبق محمد عبدالله السويدي. |
وأوضح المعيني خلال المحاضرة التي نظمها المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أول من أمس، بعنوان «اللوحات الإبداعية في الشعر الجاهلي-الرؤية والمنهج»، أن «اللوحة الإبداعية، تنهض على مقومات وتقنيات أساسية في مقدمتها: التشبيه التمثيلي الممتد، بلاغي متسع ومركب، وله أشكال وأدوات عدة تعتمدها اللوحات في تشكيلاتها وبنيتها، وهو يمثل أهم معالم اللوحة الإبداعية»، وأضاف أنه إلى جانب التشبيه هناك مقومات أخرى أهمها: العناية بالتفاصيل والجزئيات، ومتابعة عناصر اللون والحركة والصوت، ولمسات مرغوبة ومطلوبة في الأضواء والظلال والزوايا، والحرص على المكان والزمان، بينما تكتمل اللوحة بالمراجعة والمعاودة، حيث يقيمها الشاعر على القص والسرد والحكاية، ويوفر لها أموراً أخرى في البنى اللغوية، والموسيقية، والجمالية، وهذه المقومات والخصوصيات هي التي أكسبت اللوحة الإبداعية ألقها وحضورها وتوهجها». وطرح المعيني خلال المحاضرة تصنيفاً جديداً للشعر الجاهلي، يعتمد على محاور ثلاثة هي: محور الرجل، ومحور المرأة، ومحور الحيوان. مشيراً إلى المحاولات السابقة في تقسيم الشعر وتصنيفه وتوزيعه، سواء من حيث الموضوعات والظواهر والاتجاهات والشعراء، فقد صنفه بعضهم على أساس الموضوعات والأغراض، وقسمه المحدثون تقسيماً زمنياً، وأخضعه بعضهم للاهتمامات القبلية، ودراسة دواوين القبائل وبيئاتها، وتوزيع الشعراء في مجموعات، والعناية بالمختارات الشعرية. ودرسه آخرون في مدارس فنية، ومناهج حداثية، ودراسات نصية، وقضايا أدبية ونقدية، وغير ذلك، وكل هذه الدراسات قدمت شيئاً، وغابت عنها أشياء. وغفلت هذه التصنيفات عن شؤون ملحة مهمة منها: المال والوطن والمهن والثقافة والاقتصاد والفن والأمن وغيرها». معتبراً ان التصنيف الثلاثي الذي اعتمده يجمع كل ما سبق وما فات الآخرين، في رؤية أكثر وضوحاً، ومنهج أعم فائدة في تناول النص الشعري وقراءته.