عبدالحميد جمعة في استقبال كولين فيرث ومسعود أمرالله. أ.ف.ب

«دبـي السينـمائي» ينطلق ببريـق النجوم و«حديث الملك»

تألق عشرات من نجوم الفن السابع والدراما التلفزيونية العالميين والعرب، على السجادة الحمراء لمهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة، أول من أمس، بمدينة جميرا في دبي، بحضور سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.

وفي ثاني حضور له ضمن افتتاحية «دبي السينمائي» أثبت المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب قدرة أبناء جيله من الشباب الإماراتي على النهوض بمهام وأحداث عالمية ودولية من خلال إخراجه حفل انطلاق المهرجان، الذي يعد آخر حبات عقد المهرجانات السينمائية العربية انعقاداً هذا العام، وأعقب حفل الافتتاح عرض الفيلم العالمي «حديث الملك». النكهة المحلية المعروفة عن حارب عبر مسلسله الكرتوني «فريج» غابت هذه المرة لمصلحة بانوراما عالمية اقتربت من الرؤية الإخراجية لعمل آخر له هو «فريج فلكلور»، وظهرت رؤية المهرجان بوضوح في ثيمات العرض الافتتاحي الذي استعان بالغرافيك وتقنيات الإبهار الضوئي والأداء الراقص، للإحالة إلى عالمية المهرجان في احتوائه ثقافات متباينة ينسج بينها حالة من الحوار الحضاري الخلاق عبر لغة الفن السابع. العين التي تمثل «دبي السينمائي» كانت حاضرة في العرض الافتتاحي قبل أن ينضم إليها راقص ماهر يتلون ويتبدل ليصبح ممثلاً تارة للفلكلور الهندي، وتارة أخرى الإفريقي، والأوروبي على تنوعه، والآسيوي، والأميركي مع توقف خاص عند الفلكلور المكسيكي ليتماشى مع احتفاء المهرجان بالأفلام المكسيكية هذا العام، ما يعني أن العرض الافتتاحي يستمد أفكاره بتواؤم مع رؤية المهرجان.

ضيوف

 فيرث «العبقري»

تدور قصة فيلم «حديث الملك» حول دوق يورك (كولين فيرث)، الذي تناديه العائلة ببرتي، هو أصغر أبناء الملك جورج الخامس، ومبتلى - بالإضافة إلى خجله الشديد - بمصيبة التلعثم التي تجعل التحدث أمام العامة كابوساً مرعباً بالنسبة له.

وعلى الرغم من أنه ليس ولي العهد، لكن لا مخرج له من هذا المأزق، فيحاول مرات عدة تبوء كلها بالفشل، وتخرج زوجته إليزابيث بحل طريف ومبتكر يتمثل في الاستعانة بمعالج لمشكلات النطق وممثل أسترالي غريب الأطوار اسمه ليونيل لوج (جيفري رش)، تقتضي طريقته في علاج مشكلة الملك استخدام علاجات غريبة وغير مألوفة، لكن عندما تدخل بريطانيا الكبرى الجولة الأخيرة من المداولات الدبلوماسية الفاشلة قبل نشوب الحرب العالمية الثانية، يتخلى الملك إدوارد الثامن (غاي بيرس) عن العرش ليتمكن من الزواج بمطلقة أميركية اسمها واليس سيمسون. هنا يتقدم برتي لتولي العرش في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ البلاد، ويجد نفسه في مواجهة اختبار حاسم لن ينجح فيه من دون ليونيل، خصوصاً مع حلول وسائل البث الإذاعي.

السيناريو المطعم بالطرافة والمواقف الساخنة والمستمد من مذكرات ليونيل، ونجوم الصف الأول الذين احتشد بهم الفيلم، خصوصاً الأداء العبقري لفيرث في دور البطولة، إضافة إلى طريقة التصوير الحماسية والحيوية، كل ذلك يتوج الفيلم ليكون واحداً من أهم النجاحات السينمائية لهذه السنة. يشار إلى أن الفيلم من إخراج توم هوبر، وإنتاج إيان كانينغ واميلي شرمان وجارث انوين، وتأليف ديفيد سيدلر، وتصوير داني كوهن، وموسيقى أليكسندر ديسبلا.

حضور نجوم الفن السابع من مختلف أنحاء العالم أيضاً كان مميزاً، وبرز بشكل خاص بطل «حديث الملك» كولن فيرث، في الوقت الذي مازال يتتابع قدوم الكثير من الفنانين العالميين في ضيافة «دبي السينمائي» الذي يستمر حتى الـ19 من الشهر الجاري، كولن فاريل، وإد هاريس، وجان رينو، وأندري كونتشالوفسكي، وجوليا فيسوتسكايا، وكيلي بروك، وإيما كولفيلد، ومايا سانسا، وكاري موليجان، وبو غاريت، وجيم ستارجس، وبيتر وير، وكاران جوهر، وجوني تو، وأبارنا سين. ليشكل المهرجان حدثاً جامعاً لبانوراما من نجوم شاشات السينما في هوليود وبوليوود والأميركتين وآسيا والوطن العربي، وصولاً إلى نجوم إفريقيا السمراء.

الحضور الخليجي أيضاً كان مميزاً رغم غياب نجوم كانوا دائمي الحضور في هذا الحفل الافتتاحي لأسباب مختلفة، أبرزها الانشغال بتصوير أعمال درامية، رغم وعود بالحضور في بعض أيامه المقبلة، إذ حضر كل من خالد أمين، وخالد البريكي، وداود حسين، وعبدالمحسن النمر، وناصر القصبي، ونجوى الكبيسي، وعبدالعزيز جاسم، وشجون الهاجري، ولمياء طارق، ومرام البلوشي، وهند البلوشي، وإلهام الفضالة، وعلي الغرير، وهيفاء حسين، وشهد الياسين، فيما حضر من الفنانين الإماراتيين كل من المخرجة نايلة الخاجة، وعبدالله الكعبي، وبلال عبدالله ومراون عبدالله، وهدى الخطيب، علي مصطفى، جمال سالم، وجمعة الليم، وأحمد الأنصاري، وغيرهم.

وكانت أبرز الوجوه العربية مروراً على سجادة المهرجان الافتتاحية ليلى علوي، وهشام سليم، وأحمد بدير، وباسم سمرة، ومصطفى فهمي، ورانيا فريد شوقي، وأحمد السقا، ومحمد رجب، ولبلبة، ومي نور الشريف، ومنة شلبي، وبشرى، ونيللي كريم، وماجد الكدواني، وصبا مبارك، ومحمد قباني، وأيمن زيدان، وعباس النوري وسمر سامي، ومرح جبر، وفارس الحلو، ونبيل تومي، ومحمد رمضان، ومريهان، وسناء مزيان، وهالة سرحان، وشيرين عادل، ورغدة، وسلوم حداد، وريما خشيش.

جمهور

الجمهور أيضاً كان على موعد لمتابعة الحدث على الهواء مباشرة للمرة الأولى في «ممشى الجميرا» بجميرا بيتش ريزيدنس، ضمن برنامج «إيقاع وأفلام» الذي يتضمن باقة من الأفلام الموسيقية المميزة، يعقب عرضها دائماً سلسة من الحفلات الموسيقية الحية التي يقدمها كل من المطربة ريما خشيش، وفرقة الروك العربية «مسار إجباري»، وفرقة «واي كرو»، وفرقة مرياتشي المكسيكية، إذ تابعت أعداد غفيرة من الجمهور تفاصيل السجادة الحمراء وحفل الافتتاح، قبل متابعة «حديث الملك».

الكلمات الافتتاحية لرئيس المهرجان عبدالحميد جمعة والمدير الفني له مسعود أمرالله، ابتعدت عن الخطابية، وواءمت حالة الإيقاع السريع التي سادت حالات التنقلات والتبدلات بين مفاصله المختلفة، وصولاً إلى تقارير موجزة لم تفقد أهمية الشمولية حول الفنانين الثلاثة المكرمين بجائزة إنجازات الفنانين، على نحو فرض حالة من التوحد والإحساس الحقيقي بمشوار كل منهم والحضور، قبل أن يتسلم كل من سليمان سيسي، الذي يمثل السينما الإفريقية، ونجم هوليوود شون بين درعاً تكريمية، فيما لم تتمكن ثالثة المكرمين الفنانة اللبنانية صباح من الحضور لأسباب خاصة.

السجادة الحمراء كعادة الأحداث الافتتاحية في مهرجانات السينما الدولية كانت شديدة الجذب لعدسات المصورين على أنواع انتماءاتهم المهنية، بداية من عشاق صور المشاهير، مروراً بالعاملين في بلاط صاحبة الجلالة والفضائيات التلفزيونية وغيرها، وصولاً إلى «الباباراتزي» الذين يترصدون تعابير وجوه المشاهير، ما جعل جانبي السجادة يكتظان بمئات العدسات منذ السادسة مساء في انتظار الحدث المسائي الذي لم يبدأ فعلياً إلا عند الثامنة.

نجاح

من جانبه، أكد رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، أن هناك جهداً دؤوباً بذله فريق المهرجان خلال الفترة الماضية منذ نهاية النسخة السابقة له، مضيفاً «كلنا فخر بما تمكنا من تحقيقه، إذ تتميز الدورة السابعة من المهرجان بحضور نخبة من كبار الشخصيات السينمائية العالمية، من مخرجين وممثلين، إضافة إلى مجموعة منتقاة من أفضل الأفلام، تتوزع ضمن مختلف برامج المهرجان داخل وخارج المسابقة، ويشرفنا أن نقدم هذه السنة مجموعة كبيرة من الأفلام العربية، التي أبدعتها أسماء ومواهب سينمائية مهمة في العالم». واعتبر جمعة أن تكامل هذه العناصر يؤكد نجاح «دبي السينمائي» في تقديم الدعم الضروري لتحفيز السينمائيين المحليين وتشجيع إبداعاتهم، ومنحهم منطلقاً نموذجياً يوفر لهم الرعاية التي يستحقونها، ليكونوا مؤهلين لاحتلال موقع بارز على خريطــة السينمـا العالمية. يذكر أن المهرجان الذي يضم 157 فيلماً هذا العام من 57 دولة يشهد حضوراً عربياً مكثفاً من الأفلام العربية التي تم انتقاؤها من مختلف أنحاء العالم العربي، ضمن فئات مسابقات «المهر العربي» فضلاً عن «المهر الإماراتي»، إضافة إلى مجموعة العروض التي تقام خارج المسابقة الرسمية، منها برنامجا «ليالٍ عربية» و«أصوات خليجية»، فيما يستعرض المهرجان نخبة من الإبداعات السينمائية من آسيا وإفريقيا والأميركتين وأوروبا وأستراليا، بما في ذلك 41 عرضاً عالمياً أول و13 عرضاً دولياً أول، تغطي مختلف أنواع الأعمال السينمائية من الرعب إلى الكوميديا، ومن الدراما إلى الأفلام الوثائقية.

 

الأكثر مشاركة