مهرجان القاهرة للإعلام دورة التحديات الصعــبة
تمثل الدورة الـ16 لمهرجان القاهرة للإعلام العربي، في الفترة من 21 إلى 24 ديسمبر الجاري، اختباراً حقيقياً للمهرجان ذي التاريخ الطويل والمكانة المتميزة على الساحة. وترجع أهمية الدورة الجديدة للمهرجان إلى عوامل عدة، من أهمها، الخطوات التي اتخذها رئيس المهرجان، المهندس أسامة الشيخ، بداية من دورته الماضية، بهدف إعادة الهيبة والثقة إلى المهرجان بعدما أصابه وهن وضعف في السنوات السابقة.
هذه الجهود تضمنت الإعلان في ختام دورة المهرجان العام الماضي، عن تشكيل لجنة لطرح رؤية جديدة أكثر حداثة، ومن الطبيعي أن تكون هناك وقفة حول اللجنة ومدى جديتها، والنتائج التي أسفرت عنها. وهل هي قادرة، مع الجهود التي يبذلها الشيخ، على تخليص المهرجان من المشكلات الكبيرة التي طالما أحاطت به، وأثرت في صورته وصدقيته، فبات من المتعارف عليه أن كل من يشارك في المهرجان يكون له نصيب من جوائزه، من باب أن «الجميع أحباب، ولا يخرج أحد غضبان».
على الرغم من ذلك يبدو ان مهرجان القاهرة للإعلام العربي، الذي كان يحمل سابقاً اسم مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، لن يتجاوز هذا العام «الرغبة» فقط في التحديث، إذ يظل الواقع عصياً على التنفيذ، خصوصاً في ظل المعطيات الراهنة التي تحيط بالمهرجان حتى قبل انعقاده، بداية من موعده الذي تم تغييره، كالعادة، بعدما تزامن مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي كانت له الغلبة في الاحتفاظ بالموعد، بينما كان التأجيل من نصيب مهرجان الإعلام. هذا التغيير المتواصل في موعد انعقاد المهرجان يتعارض مع المكانة الدولية أو الإقليمية التي يطمح إلى الوصول إليها.
تحد آخر مهم يواجه المهرجان هذا العام، وهو السبب الرئيس في تغيير موعده من نوفمبر إلى ديسمبر الجاري، هو انتخابات مجلس الشعب المصري، التي كان الإعلام الحكومي لاعباً رئيساً فيها، وتم خلالها تسخير الإمكانات في التلفزيون المصري لمواكبة الحدث، على حساب الاستعداد للمهرجان، وكذلك على الوقت المخصص للجان التحكيم للقيام بعملها. وتقلصت فترة التحكيم، القصيرة أصلاً، وتم تغيير آلية عمل لجان التحكيم، ليصبح على الحكام مشاهدة الأعمال المشاركة عبر الإنترنت على موقع المخصص المهرجان، كل في بلده، على ان تجتمع اللجان في القاهرة في 19 ديسمبر الجاري، أي قبل انطلاق المهرجان بيومين فقط، ليملأ الأعضاء استمارة تعبر عن ترشيحاتهم للأعمال الفائزة، وهي آلية مثيرة للتساؤل حول مدى فاعليتها وجدواها، خصوصاً أن جانباً كبيراً من نجاح لجان التحكيم في أي مسابقة أو مهرجان يعتمد على التجانس بين أفرادها والحوارات التي تتولد خلال مشاهدتهم الأعمال معاً. لذا قد تسهم هذه الآلية في تزايد الأصوات المعترضة على نتائج المهرجان والمشككة في صدقيتها ودقتها.
أيضاً ونتيجة لضيق الوقت، ستشهد الدورة الحالية من مهرجان الإعلام العربي عمليات دمج لعدد من مسابقاته، وهو أمر إيجابي، لكن يجب ان يتم بوعي وبشكل دائم يتم تثبيته في الدورات المقبلة، فمهمة إيجاد لجان تحكيم للعدد الكبير من المسابقات التي يضمها المهرجان أمر صعب، وقد يؤدي إلى تكرار وجوه في لجان التحكيم، او اختيار أسماء تنقصها الخبرة الكافية لإقناع المتخصصين والنقاد بأحكام لجان التحكيم.
اختيار الأعمال الفائزة، في ظل المشاركات القوية من مختلف الدول العربية التي يشهدها المهرجان هذا العام، تمثل تحدياً إضافياً له. ليس فقط في اختيار الأعمال الفائزة من بين الأعمال المشاركة، ولكن أيضاً في قدرة المهرجان على الانتصار للشفافية والالتزام بالصدقية في أحكامه، بعيداً عما شاب دوراته السابقة من اعتبارات سياسية ودبلوماسية كانت عاملاً حاسماً في توجيه جوائزه، كما كان يتعرض لضغوط نجوم تشارك أعمالهم في المسابقات، وكذلك تشهد كواليس المهرجان تغييرات تطرأ على لائحة الفائزين في اللحظات الأخيرة، والتي سببت كثيراً من البلبلة في دورات سابقة. وقد حدث ان تم إبلاغ نجوم بفوزهم بجوائز، ليفاجأوا بدعوة غيرهم خلال الحفل لتسلم الجوائز.
التخبط وغياب الشفافية، كانا وراء إحجام عدد من أبرز الأعمال التي قدمت في رمضان الماضي، من بطولة نجوم كبار، عن الاشتراك في المهرجان مثل «شيخ العرب همام» ليحيى الفخراني، و«بيت الباشا» لصلاح السعدني، وهما من إنتاج عمرو الجابري، وأيضاً مسلسل «قصة حب» لجمال سليمان، و«بالشمع الأحمر» ليسرا، وهما من إنتاج جمال العدل. وأعلن منتجو هذه الأعمال مقاطعتهم للمهرجان للأسباب السابقة. ورفض علاء ابوشنب، منتج مسلسل «حكايات وبنعيشها» من بطولة ليلى علوي، وأمير شوقي، منتج «قضية صفية» لمي عز الدين المشاركة لانشغالهما في أعمال أخرى.
من جانب آخر، تشارك الإمارات التي كانت ضيف شرف في مهرجان العام الماضي، بعدد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، ففي مسابقة الإنتاج التلفزيوني تشارك بالمسلسل الاجتماعي «خيوط ملونة» سيناريو عبدالعزيز الحشاشي وبطولة عبدالعزيز الجاسم وزهرة عرفات وإخراج منير الزغبي، ومسلسل «وراء الشمس» سيناريو محمد العاص، بطولة باسل الخطيب ومنى واصف وإخراج سمير حسن، ومسلسل «رصاصة رحمة» سيناريو هبة حمادة وبطولة عبدالعزيز الجاسم وإبراهيم الحربي وإخراج منير الزغبي، ومسلسل «بنات شي» سيناريو صالحة عبيد غابش وبطولة عبدالله سعيد وسميرة أحمد وإخراج فؤاد سليات.
وفي مسابقة المسلسل الكوميدي تشارك الامارات بعدد من المسلسلات، وهي مسلسل «غشمشم» سيناريو ناصر العزاز وبطولة فهد الحيان وإخراج مأمون البني، ومسلسل «طماشة» سيناريو سلطان النيادي وبطولة جابر نغموش وهيفاء حسين وإخراج عارف الطويل. ومسلسل «عجيب غريب» سيناريو جمال سالم وبطولة أحمد الجسمي وملاك الخالدي وإخراج عبداللطيف القرقاوي، ومسلسل «زمن طناف» سيناريو سلطان النيادي وبطولة جابر نغموش وفاطمة الحوسني.
وفي مسابقة المسلسل التاريخي، تشارك الامارات بمسلسل «ريح الشمال» سيناريو جمال الصقر وبطولة محمد المنصور وأسمهان توفيق وإخراج مصطفى رشيد، ومسلسل«المهلب ابن أبي صفرة».
وتشارك في مسابقة البرامج الخاصة بعدد من البرامج هي «جولات الشيخ زايد»، و«للمشاريع نظرة»، و«الدرور». وتشارك في مسابقة البرامج الحوارية ببرنامج «المضيف»، وفي مسابقة برامج الطفل تشارك ببرنامج «الفسحة»، وتشارك ببرنامج «الفرصة» في مسابقة برامج المسابقات.
كما تشارك الإمارات في مسابقة الأفلام التسجيلية بعدد من الأفلام، هي «براكة» و«المنشأة النووية» و«مثير الفتن» و«تجوال» و«ملامح». وفي مسابقة تنويهات البرامج والفواصل، تشارك بتنويه «أحوال الناس» و«30 ليلة وليلة». كما تشارك في مسابقة الرسوم المتحركة بأعمال «حط نفسك مكاني» و«شعبية الكرتون».