أكد أن مساعدات «قريب المنال» للحالات الإنسانية مضمــــونة

الرميثي: نرفض المتـاجرة بآلام الناس

علي الرميثي: «قريب المنال» برنامج خيري إنساني. الإمارات اليوم

أكد مدير عام تلفزيون دبي علي خليفة الرميثي، أن برنامج «قريب المنال» لا يتاجر بمصائب الناس ولا بآلامهم، عبر ما يقدمه من حالات أشخاص بحاجة إلى المساعدة، مشيراً إلى أن غالبية القصص المعروضة في البرنامج الذي يقدم على قناة دبي الفضائية، سببها الجهل أو الفقر أو قلة الخدمات في بعض الدول العربية.

وقال الرميثي مقدم «قريب المنال» إنه «يملك ضماناً لكل حالة يعرضها في البرنامج، بأنها ستتلقى المساعدة من قبل سباق أصحاب الخير لمدّ يد العون»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» ان «البرنامج لا يكلّف التلفزيون كثيراً».

وأوضح أن البرنامج تعمل به مجموعة من المتطوعين للعمل الخيري، وعددهم يقارب 220 شخصاً، علاوة على المتطوعين من مؤسسة دبي للإعلام، ومن خارجها، ومن رجال الإعلام والصحافة. يشار إلى أن «قريب المنال» حصل على فريق العمل المتميز في جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز السنوية.

ومن القصص التي أثّرت في الرميثي وطاقم عمل البرنامج، وفاة مريض أثناء بث حلقة حالته، وجاء خبر الوفاة خلال جمع التبرعات له عبر الهواء مباشرة، وأشار الرميثي إلى أنه اضطر لإنهاء الحلقة جراء سماعه الخبر.

تكريم وحملات

عن النتائج التي حققها برنامج «قريب المنال» لمؤسسة دبي للإعلام، قال مدير عام تلفزيون دبي علي خليفة الرميثي، إن «البرنامج فاز بجائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتها السادسة محلياً والثانية عربياً، عن فئة المؤسسات التطوعية المخضرمة عام ،2008 كما تم تكريم البرنامج عام 2009 من قبل جمعية النهضة النسائية، وهو البرنامج الذي درّ تعاطفاً كبيراً من رجال الإعمال وكبار الشخصيات لمشاهدتهم الحالات الإنسانية المعروضة، إذ بادر العديد منهم بالتبرع والتكفل بها، وتم التبرع عام 2008 بمبلغ ثلاثة ملايين درهم خلال 40 دقيقة لإنشاء مركز التوحد».

أما عن النتائج المحققة للمجتمع، فتركزت في حملات «أغيثوهم»، و«دبي العطاء»، و«نور دبي»، إضافة إلى دعم المبادرة المشتركة للمشروعات المجتمعية، مثل جمع الاموال لبناء مركز التوحد في رأس الخيمة، واستضافة 68 من مسؤولي الهيئات والجمعيات الخيرية والمشروعات المجتمعية «حديث المنتديات»، وفق الرميثي الذي اعتبر البرنامج «تجربة لابد من تعميمها على كل المؤسسات في دبي بمعايير أخلاقية عالية».

أمثلة

يعارض الرميثي بشدّة متاجرة بعض أصحاب النفوس الضعيفة بقضايا أطفالهم الإنسانية، ضارباً مثالاً على ذلك بـ«طلب أحد الآباء بناء غرفة خاصة في منزله لكون ابنه معاقاً، وبناء عليه تم جمع التبرعات له خلال البرنامج، واكتشفنا في ما بعد أنه حصل على أكثر من مساعدة من جهات عدّة، فقررت الامتناع عن تسليم ذلك الأب الذي تاجر بمرض طفله مبلغ التبرعات». وتابع «الشخص نفسه رفع قضية ضدّي يطالبني فيها بدفع قيمة التبرعات، وتعويض أدبي، كوني عرضت طفله على الشاشة، ثم رفضت تسليمه المبلغ الذي تحصّل عليه من أصحاب الخير».

وذكر الرميثي أمثلة لسوء فهم بعض المشاهدين، وقال إن «أحد الأشخاص شكاه لكونه أساء إلى نزلاء استراحة الشواب التي هي منطقة ترفيهية وتثقيفية وصحية لكبار السن، وليست مجرد دار لإيواء العجزة» على حد قوله، مضيفاً أن «ذلك الشخص كان في زيارة إلى أصدقائه في استراحة الشواب في دبي، وهو معتاد على ذلك، وقد أوصله السائق الخاص به هناك، وبالمصادفة كانت كاميرا البرنامج تلتقط الصور للعجزة بغرض حلقة خاصة عنهم»، مشيراً إلى أن جدّ المشتكي كان على طبيعته يرتدي (التي شيرت والكاب) وقد خلع أسنانه الاصطناعية، ما أحدث ذلك الأثر في نفس المشتكي، لكنه أوضح له أن المؤسسة ترفض اللعب على خصوصية الناس بهدف كسب تعاطف المشاهد.

قصص

من القصص الغريبة التي صادفها البرنامج قال الرميثي إن من إبرزها حالة شخص من جنسية عربية (25 عاماً) مصاب بمرض داء الفيل، ببروز كتلة في جهة واحدة من وجهه أشبه بخرطوم الفيل، ومرضه نتاج زواج الأقارب «وبعد عرض حالته في البرنامج، تم التبرع له بنفقات العلاج على حساب إحدى كريمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعليه أجريت له 15 عملية جراحية في مؤسسات صحية خاصة في دبي، وتبقت له ثلاث عمليات أخريات».

لافتا إلى أن المريض تخلص من 50٪ من حجم الورم في وجهه، الذي قدر بـ22 كيلوغراماً يحمله بالجهة اليسرى من وجهه.

ووفقاً للرميثي، فإن فكرة البرنامج انطلقت من اقتراح قدمته شرطة دبي لعمل حملة ضدّ المخدرات، سمتها «المخدرات هلاك»، يتحدث في البرنامج مدمنون تائبون عن تجربتهم في الإدمان، بهدف توعية الشباب من تلك الآفة، ثم تطورت الفكرة إلى العمل مع المؤسسات الاصلاحية والعقابية بعرض القصص الإنسانية، لافتاً إلى أن تلفزيون دبي أطلق وقتها مشروع «أخبار الإمارات» التي غيرت مفهوم الإعلام المحلي بإعداد قصص تلفزيونية من المجتمع، وخلاله لمس العاملون فيه معاناة بعض الناس الذين هم بحاجة إلى المعونة والمساعدة.

وأضاف الرميثي «منذ ذلك الحين ابتكر التلفزيون برنامج قريب المنال ليكون بمثابة البرنامج الخيري الانساني الذي تبنته مؤسسة دبي للإعلام، ليكون مرآة المجتمع الكبرى، ويعمل على نهج الجمعيات الخيرية بصورة مصغرة ضمن أسس إعلامية، تحت شعار (طريق من تعثر في طريق)». وأوضح أنه دائماً كان حب البرنامج والعمل الإنساني الدافع الرئيس في مواجهة التحديات التي تواجه أعضاء الفريق، منها التغييرات الطارئة في خطة العمل من حيث عرض الحالات الإنسانية، لوجود حالات تحتاج إلى مساعدة عاجلة، أو تدخل سريع لإنهاء معاناتها.

وأشار الرميثي إلى أن هناك كثيراً من البرامج الخيرية الإنسانية على قنوات فضائية مختلفة، والتي يتابعها الفريق لعدم تشابه طرحها للحالات الإنسانية للاستفادة من الإيجابيات المتبعة في تلك البرامج حتى يتم استخدامها وتطويرها في «قريب المنال».

تويتر