«الطريق العمودي» يعبر عن رحلة تأمل. من المصدر

«الطريق العمودي».. سيمفونية حركات وإيقاعات ولوحات

قدم مصمم الرقص العالمي أكرم خان، أحدث أعماله المشتركة في مجال الرقص المعاصر «الطريق العمودي»، مساء أول من أمس، على خشبة المسرح الوطني بأبوظبي. ويمثل هذا العمل أولى فعاليات الموسم الثالث من برنامج المسرح العالمي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على مدار العام، بهدف تقديم أفضل الأعمال الفنية من العالم، من خلال سلسلة من حفلات الموسيقى العالمية المعاصرة، التي تعمل على جلب الموسيقيين العالميين المميزين إلى أبوظبي، لزيادة وعي وفهم الجمهور للقوة الموحدة التي تقوم بها الموسيقى في شتى أنحاء العالم.

وتمكنت مجموعة الراقصين في «الطريق العمودي» من شد انتباه الحضور ما يقارب 75 دقيقة بأدائهم المتقن، إلى جانب الموسيقى المؤثرة والإيقاعات الجذابة، والعمل يمثل خطوة طموحة لاكتشاف الروابط بين الثقافات وحقول المعرفة الخلاقة، فأكرم خان يجمع حشداً من المؤدين والفنانين من الشرق والغرب معاً، وشكّل خان طاقماً من المؤدين المتميزين من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، ومع موسيقى معدة لهذا العمل من إبداع الملحن نيتين سوهني.

وكان عرض «الطريق العمودي» سيمفونية من حركات الجسد وإيقاعات الموسيقى والأغاني والإضاءة التي أخذت دورها المؤثر في تشكيل لوحات العرض، لاسيما حين تناوبت بين الإضاءة الساطعة والعتمة، والعرض مؤلف من لوحات متنوعة تستلهم حركاتها من من التراث الصوفي ومن كتابات ابن الرومي، مستكشفاً الطبيعة المادية للإنسان وطقوسه وعواقب أفعاله، حتى بات يُعتبر «الطريق العمودي» محطة تأمل في رحلة تمتد من الشدة إلى الراحة.

وفي هذا العرض لا يمكننا تجاهل لغة الأداء الإيمائي التي تميز بها الراقصون، فهي لم تكن حركات راقصة ولكنها لوحات من الأداء الصوفي المتسامي الذي تشترك فيه أعضاء الجسد كلها، هذه الإيقاعات والألوان الحركية بانسجامها وتنافرها كانت تشكل أطيافاً روحانية. ويأتي هذا العمل بإنتاج مشترك بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، مسرح كيرف- ليستر، سدلرز ويلز- لندن، مسرح المدينة- باريس، المركز الوطني للفنون- أوتاوا، وميركيت دو لي فلور- برشلونة، وتم إنتاج العمل بتدريبات متواصلة في مسرح كيرف (ليستر) والهيئة الوطنية البريطانية للرقص في المنطقة الشرقية «دانس إيست» في إبسويتش، وبدعم من مجلس الفنون في إنجلترا.

يُذكر أن أكرم خان يعد أحد أشهر مصممي الرقص من بين أبناء جيله الذين يعملون في بريطانيا. وولد في لندن لأسرة ذات أصول بنغالية، وبدأ الرقص في سن السابعة. وتلقى خان عدداً من الجوائز خلال مسيرته الفنية، بما فيها جائزة هيلبمان المرموقة في أستراليا لأفضل تصميم راقص (درجات صفرية) في ،2007 ونال فيها خان جائزة أفضل راقص. كما تم تكريمه بلقب «عضو في الإمبراطورية البريطانية» عن أعماله في الرقص عام ،2005 وبدرجة الدكتوراه الفخرية في الفنون من جامعتي روهامبتون ودو مونتفورت.

الأكثر مشاركة