أبوالعباس: «العاميـة» تضـيّق خيارات الكاتب
استضاف «منتدى الاثنين المسرحي» الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، أول من أمس، الفنان المسرحي العراقي محمود أبوالعباس في محاضرة بعنوان «لغة مسرح الطفل بين الفصحى والعامية».
استهل الحديث الناقد السوداني محمد سيد أحمد، الذي استعرض الإسهامات المهمة التي قدمها أبوالعباس في مجال مسرح الطفل.
وقال أبوالعباس إن «الكتابة لمسرح الطفل معقدة جداً، خصوصاً في لغتها، وفي أغلب التجارب المنظورة يلاحظ المرء أن الكتّاب إما استسهلوا الأمر فكتبوا بلغة بسيطة إلى درجة السذاجة، أو هم استصعبوه وكتبوا بلغة معقدة ومبهمة ليس في وسع الطفل فهمها أو التعاطي معها».
وشرح أبوالعباس عوالم الطفل الذي يحتاج إلى لغة خاصة وهي بين الفصحى والعامية.. لغة بيضاء أو لغة ثالثة لا هي بسيطة كالعامية ولا هي معقدة كالفصحى.
وعن مزايا الكتابة بالفصحى لمسرح الطفل، قال إن «الفصحى تتيح إمكانات تعبيرية أكبر وهي ملهمة ومؤثرة، كما أنها ضرورية لاعتبارات تربوية وثقافية عدة إذ لا يمكن لنا إلا أن نعتـــمد الفصحى في (مسرحة) المناهج الدراسية مثلاً فهنا الأمر يتعلق بالتعليم».
وتابع أبوالعباس أن ثمة موضوعات تفرض لغتها في المسرح وثمة أزمنة تفرض لغاتها، إذ إنه لا يصح أن نتوجه إلى مسرح الطفل بتصورات مسبقة، ولابد من المرونة والعمل على أساس ألا قاعدة ثابتة في الفن فكل شيء يمكن أن يتغير، لكن الكتابة بالفصـــحى في مسرح الطفل تواجه مشكلة أساسيّة ودائمة بحسب أبوالعباس وتتمثل في تفضيل غالبية الأطفال التمــــثيل باللهجة الشعبية لضعف قدراتهم اللغوية غالباً، ولأن الأداء التمثيلي باللغة الفصحى يفرض على الممثل أن يلتزم بالنص في حين أن العامية تسمح للمـــمثل بالارتجال.
وشدد أبوالعباس على أن الكتابة بالعامية تضيّق خيارات الكاتب فهي محدودة في جمالياتها أما الفصحى فهي ثرية من هذه الناحية وملهمة وهو ما لمسه في تجربته الأخيرة مع مسرح الطفل حين قدم عرض «سوق عكاظ». الحضور شارك بمداخلات عدة، ولكن أغلبها استغرق في التفريق بين اللهجة واللغة وفي مزايا الفصحى بمقابل العامية.
وأثار المسرحي التونسي عزالدين العباسي بعض الحضور، عندما قال إن موضوع اللغة العربية هو سياسي وأيديولوجي أكثر من كونه تقنيا أو فنيا، فنحن العرب نظن أن ثمة لغة يمكن أن تجمـــعنا على أساس قومي بيد أننا نتعلم هذه اللغة ولا نتكلمها.