«مهرجان الهجن».. تظاهرة تراثية في رأس الخيمة
وسط حضور جماهيري لافت وغير عادي، انطلقت أخيراً في مضمار «السوان»، في رأس الخيمة، فعاليات مهرجان الهجن التراثي لهذا العام، في دورته الـ،20 بمشاركة العديد من المطايا التي يقدر عددها بأكثر من 5000 مطية، جاء بها أصحابها من داخل الدولة وبعض دول مجلس التعاون الشقيقة، مثل السعودية وسلطنة عمان وقطر
ووفقا لبرنامج المسابقات الخاص بالهجن العربية الأصيلة، فإن المطايا المشاركة في السباقات يتم توزيعها على الأشواط، والمطايا التي تؤهلها سرعتها للفوز بالمقدمة يتم تصنيفها من قبل لجنة رصد النتائج ليصعد أصحابها منصة التتويج وسط ترحيب حار من الجمهور، ليحصلوا على احدى الجوائز القيمة المرصودة للسباقات وهي تشمل السيارات والدروع والسيوف وشهادات التقدير.
وقال رئيس اللجنة الإدارية لسباقات «السوان» عبدالله خلفان الشريقي، إن «الفوز بتلك الجوائز ليس هو المكسب الوحيد الذي يتحقق في مركاض (السوان)، وإنما هناك منافع عدة تطال أبناء ديرة الخليج، فالسباقات التي تشكل تظاهرة تراثية تستقطب العديد منهم، ما يتيح الفرصة أمامهم للتعارف والتواصل والتلاقي، فتزيد وشائج المحبة والترابط بينهم»، مضيفاً أن «تظاهرة الهجن العربية التراثية تصب أيضا في مصلحة الجهود السياحية، إذ يؤمها الكثير من الأجانب الذين يأتون من الدول الأوروبية».
ووصف الشريقي سباقات الهجن العربية الأصيلة برأس الخيمة بأنها «تظاهرة تراثية قيمة أرساها المغفور له الشيخ زايد، انطلاقا من رؤية ثاقبة وأهداف نبيلة تنطلق من الاهتمام بالانسان والحيوان»، وتابع الشريقي «علاوة على ان سباقات مهرجان الهجن تحقق في الجانب الرئيس منها العديد من المكاسب المهمة لأصحاب المطايا الذين يفوزون بالسباقات، فإن تلك السباقات أيضا تشكل ساحة مشحونة بالمزايا الترويحية والسياحية بالنسبة للجمهور، خصوصا السياح الذين يأتون من دول مختلفة للاستمتاع برؤية المطايا وهي تخوض المنافسات».
وبالنسبة للتطور الذي شهدته سباقات الهجن على مدى الـ20 عاما الماضية، ذكر الشريقي انه نتيجة للاهتمام الرسمي المنقطع النظير بتلك السباقات التي تشكل جزءا مهما من تراث المجتمع، فقد «تم ادخال الكثير من التحسينات التي أسهمت فعلا في الارتقاء بها، وأكسبتها الكثير من العناصر المشوقة، فمثلا تم تحديث ميدان الركض بالوسائل العصرية حتى أنها بدت لمن يراها وكأنها واحدة من ملاعب كرة القدم، ولعل الهدف من ذلك هو توفير أكبر قدر من السلامة للمطايا المتسابقة وتوفير سبل الراحة للجمهور».
وبالنسبة لرئيس لجنة السباق الشريقي، فإن حظر نشاط الأطفال، الركبية، في مسابقات الهجن «يمثل انجازا مهما عزز من جهود الدولة في القضايا الانسانية»، ويضيف «في تصوري فإن قرار إنزال الأطفال، الركبية، عن ظهور الجمال بصورة نهائية كان بدافع الحفاظ على سلامتهم، وقد تم استبدالهم بما يعرف بالجهاز الالي الذي بات يثبت على ظهور الجمال المشاركة في السباقات، ويقوم بمهمة حضها على زيادة سرعتها عندما يتم تحريكه بواسطة جهاز التحكم عن بعد، من قبل أصحاب تلك الجمال أثناء وجودهم في سياراتهم المتحركة من خارج المركاض».
وشرح الشريقي الأنشطة المصاحبة لسباقات الهجن العربية في «السوان»، موضحا انه للعام الثاني على التوالي تنظم مسابقة لتحديد أكثر النوق حليبا، مشيرا الى أن الهدف منها هو «تحفيز المواطنين على مضاعفة الاهتمام الغذائي والصحي بما عندهم من النوق». مؤكدا أنه «ينبغي الحرص على الثروة الحيوانية خصوصا الجمال، التي ينبغي الاهتمام بها، تقديرا للدور المتعاظم الذي لعبته في الماضي في حياة أبناء منطقة الخليج».
ويبدي الشريقي استغرابه الشديد إحجام المدارس عن تنظيم زيارات الى مركاض سباقات الهجن، وقال «طالما أن سباقات الهجن تشكل تظاهرة تراثية مهمة، فإنه من الواجب إدراجها ضمن برامج الزيارات المدرسية، حتى تتوثق علاقة أبناء بلادنا الشباب بها، فينعكس ذلك ايجابا على اهتمامهم بتراثنا وقيمنا».