بن جرش: مساحة جديدة فـــي التعبير الإبداعي للطلاب

مهرجان يعـــيد الحياة على «خشبـة» المدارس

بن جرش: إطلاق المسرح المدرسي ليس تعويضاً عن إلغاء «الجامعي». تصوير: مصطفى قاسمي

تنظّم مجموعة مسارح الشارقة ندوات وورشاً مسرحية في المراكز الثقافية في إمارة الشارقة، ضمن استعدادها لمهرجان المسرح المدرسي الأول الذي ينطلق مايو المقبل.

وقال مدير المجموعة، محمد حمدان بن جرش، إن «الاستراتيجية الأساسية التي يهدف إليها المهرجان تتعدى مجرد تنظيم مسابقات طلابية، إلى نسج تواصل بينهم وبين المجتمع، وإتاحة مزيد من الحرية لهم للتعبير عن إبداعاتهم على الخشبة، فضلاً عن تعزيز ثقتهم بقدراتهم». ونفى بن جرش لـ«الإمارات اليوم» أن يكون إطلاق المهرجان المدرسي رد فعل من مجموعة مسارح الشارقة على قرار إلغاء مهرجان المسرح الجامعي الذي كانت تهدف إلى إطلاقه، بسبب تطابقه مع مهرجان لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مضيفاً «من يطّلع على الاستراتيجية الابتدائية التي انطلقت بها مجموعة المسارح يجد دعم النشاط المسرحي المدرسي وإطلاق مهرجان خاص به في مقدمة الأولويات».

ولفت إلى أنه استلهم تجارب دول عربية شقيقة في ما يتعلق بتنمية النشاط المسرحي، «ما جعل جهودنا لا تبتدئ من النقطة صفر مع الاستعداد لإقامة المهرجان الأول»، مضيفاً «أحد المنطلقات التي نعتمد عليها هو تبنّي العروض المميزة التي تتقدم بها المدارس، لتصبح قابلة للعرض مجدداً بعد المهرجان بآليات تقترب من تلك المتبعة بالنسبة للعروض على خشبات مسارح المؤسسات ذات النفع العام»، مؤكداً أن «مساحة جديدة من التعبير الإبداعي تُفتح أمام طلابنا، متضمنة الجانبين الثقافي والترفيهي». وقال بن جرش إن آليات المشروع استمدت أيضاً من لقاءات جمعت اللجنة المنظمة مع مسؤولين عن قطاعات الأنشطة في المدارس، وهو ما أسهم في تبني رؤية عملية جعلت التمارين المسرحية ووسائل اختيار الموهوبين وتخصيص مساحات زمنية للتدريب، وغيرها من فنيات اختيار النصوص والديكور أكثر سهولة، الأمر الذي انعكس في أعداد المدارس التي أعلنت رغبتها في المشاركة بالمهرجان.

قلم ضدّ النسيان

استعاد الفنان خليفة التخلوفة ذكريات أول جائزة حصل عليها لموهبته المسرحية، «كنت في المرحلة الإعدادية، ومنحني مدير المدرسة قلماً من نوع (باركر)، بعد أن حصلت على جائزة أفضل ممثل، وفازت المسرحية التي مثلت المدرسة بالمركز الأول في مسابقة ضمت العديد من المدارس».

وأضاف «هذه البداية تكاد تكون متكررة بالنسبة لكثير من الفنانين، سواء على الصعيدين المحلي والعربي أو العالمي، حيث حدثني كثيرون منهم عن أن بداياتهم كانت على خشبة المسرح المدرسي، وبتشجيع وتحفيز مماثل لذلك الذي قام به مدير مدرستي الذي لن أنسى فضله، قبل أن يتم ترشيحي في ما بعد لاستكمال الدراسة الجامعية في القاهرة متخصصاً في فن المسرح».

ندوات

كشفت ندوات عدة، من بينها ندوة بعنوان «المسرح المدرسي.. رؤية جديدة بين الفن والتربية» في خورفكان، اهتماماً ملحوظاً من المعلمات، خصوصاً القائمات على مشاركة فرق مدرسية في المهرجان، حيث كان من المقرر أن يحاضر إلى جانب د. علي الحمادي عضو جمعية حماية اللغة العربية، الفنان مرعي الحليان الذي تخلّف عن الحضور، لتتم الاستعاضة عنه بالفنان خليفة التخلوفة الذي قدم ورقة عمل، خصوصاً ان تجربته بالأساس انطلقت من المسرح المدرسي، فضلاً عن كونه مشرف الأنشطة المسرحية في مدارس إدارة الفجيرة التعليمية على مدار نحو 10 سنوات. وقال التخلوفة إن «المسرح المدرسي ساعدني على تجاوز كثير من الجوانب التي كانت تزعجني، مثل الخجل»، واعتبر أن المسرح المدرسي في هذا السياق يلعب دوراً مهماً في حياة الطلاب لمعالجة مشكلاتهم. وذكر أن بروزه في المسرح المدرسي من خلال منحه العديد من الجوائز قبل أن يتم اختياره للدراسة الأكاديمية للمسرح في مصر، وقد اكتشف هناك أن الكثير من المسرحيين المرموقين قد ظهرت قدراتهم من خلال المسرح المدرسي، ما جعله يركز في ما بعد على مسرح الطفل، خصوصاً المسرح المدرسي. وختم التخلوفة بالحديث عن تجربته مشرفاً على المسرح المدرسي في الفجيرة، مشيراً الى عوامل تسهم في نجاح المسرح المدرسي، من بينها تفهّم المؤسسة التربوية دور المسرح في تنمية مهارات وقدرات الطلبة، ووجود كوادر مختصة في هذا المجال، وإيمان العاملين فيه بضروراته التربوية والمسرحية في الوقت نفسه.

مصطلحات

قدّم الدكتور علي الحمادي ورقة حول الرؤية للفن والتربية، بادئاً بمفاهيم تتعلق بالاختلاف حول مصطلحات المسرح المدرسي. وقال إن «مصطلحات مثل مسرح الطفل والمسرح المدرسي والمسرح الصفي والمسرح التعليمي تبدو متقاربة، بيد أن البعض يراها متضاربة، حيث ينظر إليها تربويون بأكثر من طريقة، فمنهم يراها وسيلة تعليمية، او نشاطاً غير منهجي، ومنهم يراها هدراً لوقت التعليم.

والمسرحيون أيضا ينظرون إليها بطرق مختلفة، فمنهم يرى هذا المسرح نوعاً من تطفّل التربية على الخشبة، ومنهم من يتحمس إليه بوصفه منطلقاً لتعزيز حب المسرح لدى الطلبة».

وأكد الحمادي أهمية المسرح عموماً في تنشيط خيال الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية، وتنمية الإحساس بالمبادئ الفنية والتربوية، واعتبر ان المسرح يلعب دوراً تثقيفياً مهماً في حياة الأطفال، وهو يجذب الأطفال أكثر من الكتاب المقروء، لكونه يجمع بين اللعب والمتعة أو الكلمة والألوان والموسيقى.

وفي مقابل ورش وندوات خاصة بالإخراج والتمثيل والسينوغرافيا، وغيرها في كلباء ودبا الحصن وخورفكان، استضاف مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات، صباح أمس، ندوة تطبيقية بعنوان «الإخراج في المسرح المدرسي» تحدّث فيها بشكل رئيس الفنان خليفة التخلوفة، وأدارتها الفنانة والأكاديمية عبير جلال.

تويتر