«مذاق دبي».. مهرجان للمأكـــــولات والترفيه العائلي
في كل عام، ومنذ أربع سنوات، وفي التوقيت نفسه تقريبا، تتحول حديقة مدينة دبي للإعلام إلى مكان يتجمع فيه الناس لتذوق أشهى الأطباق والمأكولات، والتعرف إلى الحضارات المختلفة، من خلال المطابخ. ويقدم مهرجان مذاق دبي في دورته الرابعة هذا العام، والتي تختتم اليوم، العديد من المطابخ التي واظبت على المشاركة فيه، مع الإضافة في النكهات العالمية الموجودة في هذا التجمع للحضارات. ويمكن التأكيد على أن المهرجان بات من الفعاليات السنوية التي تجذب كل الحضارات. وإلى جانب التمتع بالمأكولات والمشروبات، يتيح المهرجان الفرصة للناس، للاستمتاع بالموسيقى والعروض الراقصة، وكذلك يتيح للأطفال اللعب في مدينة خاصة، الأمر الذي يحوله إلى مهرجان عائلي بامتياز.
6 طهاة عالميين تميز المهرجان هذا العام بكونه يفتتح أبوابه للزوار من 12 ظهرا وحتى 12 مساء، إذ تم تمديد الوقت للناس للتذوق. كما أنه تم تبديل استخدام العملة التي تستخدم، وهي دالاس بالعملة النقدية، فيدفع المرء ثمن الأطباق التي يريد أن يتذوقها نقديا أو عبر البطاقات الائتمانية، وتميزت الأسعار بكونها معقولة. شارك في المهرجان هذا العام 22 مطعما، وأكثر من ستة طهاة عالميين، يقدمون أطباقهم على مسرح الطبخ، وكذلك يشارك العديد من الطهاة في الأكاديمية الخاصة بالطبخ. |
ويرى الشيف ريشار الخوري، الذي يزور المهرجان للمرة الأولى، أن «المهرجان مهم للتعرف إلى الأطباق الجديدة في مختلف المطابخ، وكذلك يشكل حياة اجتماعية للناس، للتعرف إلى الكثير من المطاعم، أو حتى المنتجات المعروضة». ولفت الشيف إلى أن الطبخ تطرأ عليه التعديلات مع الوقت، وبالتالي يكون التجمع على الأكل نوعاً من السلام يوحد الناس. وشدد على أن الكثير من الطهاة يضعون بصماتهم الخاصة في تقديم بعض الأطباق، مشيرا إلى أن اجتماع الطهاة في مكان واحد يجعلهم يتبادلون الخبرات.
مكسيكي
ومن جهته، لفت الشيف روبين هيريرا من مطعم مايا المكسيكي، إلى أنه يقدم أطباق المطبخ بهذا البلد، وقد اختار تقديم الحساء وطبقين رئيسين إلى جانب الحلوى، وهي عبارة عن كراميل وكستارد. ولفت إلى أنه اختار الأطباق التي تتميز بطعمها الخفيف المذاق، وبالتالي حرص على انتقاء أطباق يسهل على الناس تذوقها. واعتبر أن ما يميز الأكلات هو البهارات التي توضع على الأكل المكسيكي، الذي يتميز مطبخه بوجود أكثر من 100 نوع من البهارات، وهذا يجعل الأطباق مختلفة عن المطابخ الأخرى. وشدد هيريرا على أن اليوم الأول من المهرجان تميز بالبطء إلى حد ما، معللا ذلك بكونه لايزال يوم عمل، ومتوقعا أن تكون ايام الإجازة افضل. بينما قال الشيف العالمي غاري رودز «أمثل اليوم مطعمين، هما رودز ميزانين، وهو مطبخ بريطاني مع تأثير فرنسي، وكذلك مطعم رودز تونتي وان، الذي أقدم فيها أكلات متنوعة». ولفت إلى أنه اختار البرغر، لتقديمه في مطعم رودز تونتي وان، وهو من الأكلات التي تصاحبها صلصات خفيفة تضفي طعما جيدا، وتجعل مذاق الأكلات مقبولاً للكثير من الجنسيات. بينما لفت الى أنه قدم في رودز ميزانين، الحساء الأبيض وهو مصنوع من الطماطم، مشيراً إلى وجود تقنية خاصة لجعله أبيض. واعتبر ان المشاركة في المهرجان باتت من الأمور المهمة بالنسبة له، كون الحدث بات من الأحداث التي تجمع الناس للاستمتاع بالمأكولات. ولفت إلى أنه سيشارك على المسرح كما في كل عام، وسيقدم ثلاثة أطباق بعـضها مـن الأطـباق الموجودة ضمن الأكلات المتاحة للناس لتذوقها. واعتبر رودز أن المسرح مهم، لأنه لا يقدم الاستمتاع للناس فقط، بل يفسر للناس كيفية التمتع في استخدام المكونات الخاصة بأي طبق.
مغربي
وكان المطبخ المغربي موجودا في المهرجان مع مطعم «المز باي مومو»، وقال الشيف محمود إبراهيم «اخترنا الكتف المشوي، وباستيه الدجاج، وأنواعا متباينة من الحلويات». ولفت إلى أن الأكل المغربي يتميز بكونه خفيفاً وليس دسما، فيما حلوياته متعددة ومتنوعة، وتقوم على اللوز، الذي يستخدم بكثرة مع العسل. ولفت الى أنه ازداد الإقبال على المطبخ المغربي بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة، لاسيما من قبل الجنسيات الأوروبية. واعتبر أن أبرز ما يميز المهرجان هو انه يشجع الناس على التعرف إلى الكثير من الثقافات، ويجمعهم في مكان واحد. بينما من جهته الشيف علي حسين، من مطعم النافورة اللبناني، فأكد أن الإقبال في يوم الافتتاح كان جيدا، وكان حضور الناس مميزا، لاسيما أن الأطباق التي تم اختيارها سهلة التناول، ومنها الشاورما والمناقيش والكنافة والفتوش. ولفت إلى أن المشاركة في المهرجان تجعلنا نكون أقرب من كل الجنسيات ومن الناس، بسبب الاختلاط الكبير. وشدد على ان دبي تتميز باختلاط كبير للحضارات، وبالتالي يمكن من خلال هذا التجمهر إعطاء صورة للناس عن دبي.
أما الشيف مومازن عثمان، من مطعم بيش كومبا، وهو مطبخ ماليزي وتايلندي، فرأى أن الأطباق التي اختارها تتميز بكونها سهلة التناول، وكذلك تتنوع بين الدجاج والأرز والسلطة. ولفت إلى أن المهرجان فرصة لتعريف الناس بالمطبخين التايلندي والماليزي، مشددا على أنهما يتميزان بالخلطات الخفيفة، التي تحتوي على الحامض، وكذلك المكونات البسيطة. أما الشيف روين اسنشن، من مطعم هرو روبتياكي، فقدم لمحة عن الطعام الياباني، وقال «تعرف الناس السوشي، كونه الطعام المميز في المطبخ الياباني، ولكن هناك الكثير من الأطباق الأخرى التي تقدم في هذا المطبخ. وشدد على أنه تم اختيار السوشي لتقديمه في المهرجان، كونه الأكثر شعبية عند الناس. لافتا إلى وجود أكثر من 20 صنفاً من السوشي.
وأوضح الفرق بين السوشي والساشيمي قائلا، إن «الساشيمي هو السمك فقط، ومن دون الأرز، بينما السوشي هو السمك ومعه الأرز، ويقدمه كل شيف بابتكارات خاصة».