بالأحمر

بطولات زائفة

إلهام شاهين أرشيفية

هل يمكن لمن حمل روحه على كفيه وعرض نفسه للخطر في سبيل تحقيق الحرية والكرامة له ولأبناء وطنه أن يصبح قاتلا؟ هل يمكن لثائر ضد الظلم والقمع أن يتعرض للآخرين بالإساءة والإهانة؟

هذه تساؤلات تطرح نفسها مع الأخبار التي تخرج علينا من يوم لآخر، عبر وسائل إعلامية عن تلقي بعض الفنانين المصريين رسائل تهديد تتوعدهم ردا على موقفهم من ثورة 25 يناير، وعلى التصريحات التي صرح بها هؤلاء الفنانون خلال الثورة. هل من المنطقي أن شباب الثورة الشعبية الذين قدموا للعالم نموذجا للتحضر والثورة السلمية، أن يتفرغوا لإرسال رسائل هاتفية لتهديد إلهام شاهين، أو الحاجة شمس البارودي وزوجها حسن يوسف، كما ذكرت في مكالمة هاتفية مع أحد البرامج على الفضائية المصرية؟

ما مبرر هذه الرسائل؟ إذا كان الشعب من تلقاء نفسه أعد قائمة لفنانيه الذي شعر بأنهم جزء منه وتوحدوا معه في وقفته ضد الفساد والقهر، وقائمة للآخرين الذين راهنوا على النظام طمعا في الحصول على الرضا، وما يتبعه من امتيازات تمنحهم المزيد من التعالي على «الشارع» ونبضه. وهي قوائم مسلمة مثل الثورة أقسى ما يمكن أن تدعو إليه هو عدم متابعة أعمال هؤلاء الفنانين. أما ما يتردد عن تهديدات وشتائم عبر رسائل هاتفية، فهو في النهاية لا يتعدى محاولات للفت الانتباه، وهو ما ينطبق أيضا على تصريحات بعض الفنانين بأنهم رفضوا لقاء الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أو بأنهم نزلوا إلى ميدان التحرير متخفين، وشاركوا في الثورة من تحت النقاب أو القناع، وكلها ادعاءات لبطولات زائفة تستجدي جماهيرية في طريقها إلى الزوال، وتصريحات لا تليق بذكاء الشعب، ولكنها تتناسب مع ذكاء أصحابها.

تويتر