انطلاق أعمال ورشة عمل «اليونسكو» لتدريب الكوادر الوطنية

أبوظبي تدعم «التراث العـربي» بـ 7.3 ملايين درهم

صورة

قالت رئيسة قسم التراث الثقافي غير المادي في «اليونسكو» سيسيل جوفيل، انه على الرغم من التطور الكبير الذي حققته «اليونسكو» في مجال صون التراث المعنوي، إلا انه مازالت هناك صعوبات تواجه عمل المؤسسة من أهمها ضعف الموارد المادية لها، مقارنة بالمهمات والطلبات التي ترد إليها من الدول، وأيضاً الافتقار إلى الخبرات الوطنية في الدول الأعضاء، التي تسهم في إنجاز عمل «اليونسكو» في مجال حفظ التراث غير المادي، خصوصاً ان هذا النوع من التراث يعد حديثاً نسبياً، مشيدة بالتاريخ الحافل لأبوظبي بالتعاون مع اليونسكو، منذ اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للدول الموقعة على اتفاقية ،2003 الذي عُقد في أبوظبي في سبتمبر ،2009 حيث كانت الإمارات عضواً من ضمن ستة أعضاء من مختلف أنحاء العالم، اذ شارك خبراؤها في وضع اللبنات الأساسية للاتفاقية، وكانوا سباقين في هذا المجال، وشارك خبراء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في وضع أسس تقييم ملفات الترشيح.

ونوهت جوفيل بالدور الكبير الذي تقوم به هيئة ابوظبي للثقافة والتراث من خلال تقديم دعم مادي يقدر بمليوني دولار (7.3 ملايين درهم) لدعم مشروعات صون التراث المعنوي في عدد من الدول العربية، إلى جانب توليها ترجمة صفحة التراث المعنوي على الانترنت إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى ترجمة عدد من الإصدارات الخاصة بقسم التراث غير المادي في «اليونسكو» إلى «العربية» أيضاً.

وأفادت جوفيل خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لورشة عمل لتدريب المدربين في العالم العربي، التي انطلقت صباح أمس في فندق الميلينيوم بأبوظبي بتنظيم من «اليونسكو»، وبالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ان الموارد التي ترد إلى قسم التراث الثقافي غير المادي بـ«اليونسكو» من خارج الميزانية الرسمية له عبر التبرعات والمنح تصل إلى ما يقرب من تسعة ملايين دولار للفترة من 2010 الى ،2012 وتتصدر مشروعات صون التراث المعنوي في قارة افريقيا أولويات الإنفاق من هذه الموارد بإنفاق قدره 2.3 مليون دولار، تليها آسيا واقليم الباسيفيك بـ1.8 مليون دولار، ثم أميركا اللاتينية ودول الكاريبي بإنفاق قدره 1.4 مليون دولار، في حين يصل حجم الإنفاق على المشروعات في الدول العربية إلى 900 ألف دولار.

وورشة العمل التي تستضيفها أبوظبي وتستمر حتى الخميس المقبل، هي الأخيرة ضمن ست ورش عمل نظمتها اليونسكو في عدد من الدول في الفترة من يناير وحتى أبريل، ويشارك في الورشة المكاتب الإقليمية لـ«اليونسكو» و36 خبيراً ومتدرباً من دولة الإمارات ومعظم الدول العربية.

وتهدف ورشة تدريب المدربين في العالم العربي، إلى إعداد كوادر وطنية مدربة على الأساليب الحديثة في جمع وتوثيق التراث الوطني ضمن قوائم جرد خاصة لكل دولة، في إطار استراتيجيّة تتبناها منظمة اليونسكو لبناء القدرات، وتبادلها بين الدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية 2003 المتعلقة بصون التراث الثقافي المعنوي. وتتناول الورشة موضوعات عدة من أهمها: أساليب كسب العديد من الدول للتوقيع على اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وتطبيق الاتفاقية على المستوى الوطني، وإعداد قوائم جرد التراث الثقافي غير المادي، وأساليب مشاركة المجتمعات المحلية في ذلك. كما ستشهد مناقشة الترشيح للقائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل في مختلف دول العالم، ودور المنظمات غير الحكومية في حفظ وصون التراث.

من جانبه، دعا مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، الدول العربية إلى الإسراع في حصر عناصر التراث وتنظيمها في قوائم جردٍ خاصة، ومن ثم تسجيلها في القائمة التمثيليّة لعناصر التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو. منبهاً إلى أن عدداً كبيراً من هذه العناصر يتوزع في دولٍ عربيةٍ عديدة، الأمر الذي يستدعي ترشيحها لليونسكو على شكل ملفات مشتركة، تبرز الوحدة الجغرافية، والتاريخ المشترك والإنجازات الحضارية للعالم العربي، «ومثالنا في ذلك ملف الصقارة الدولي، الذي قمنا بإعداده بالاشتراك مع عدد من دول العالم، أو ملفا العيّالة والتغرودة اللذين رُشِحا في الشهر الماضي باسم الإمارات وسلطنة عمان».

وأعرب المزروعي عن ثقة كبيرة بالجهود التي تبذلها «اليونسكو» للتعريف بالتراث الإنساني وحفظه لأجيال المستقبل، ورغبة صادقة وأكيدة في تطوير التواصل مع منظمة اليونسكو لخدمة الأهداف المشتركة، واستعداد الهيئة الكامل لمتابعة مسيرة التعاون مع المنظمة الدولية إلى أبعد الحدود.

تويتر