أعمال فنية تتوسّل التورية
«حافلة الجزيرة العربيـة».. هموم سعودية في «كريستيز»
خصصت دار كريستيز للمزادات الدولية، التي تفتتح مزادها العاشر في فندق جميرا أبراج الإمارات في دبي اليوم، قسما كاملا لعرض أعمال فناني «حافلة الجزيرة العربية»، التي يشارك بها فنانون من المملكة العربية السعودية، يحاكون من خلال أعمالهم قصصا اجتماعية في المجتمع السعودي خصوصا والعربي عموما، هذه الحافلة التي حطت رحالها في لندن وفينيسيا وبرلين وإسطنبول، وأخيرا في دبي يأمل مديرها عبدالله تركي بأن يقام عرضها المقبل في المملكة، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إننا «نعيش لحظة وصول الفن التشكيلي والفوتوغرافي، من خلال أنامل من السعودية أرادت أن تكون لها بصمة في العالم كله»، مؤكد أن «خاصية التورية في أعمال الفنانين تعتبر ملاذا آمنا لهم، يقيهم شر التربص».
رسائل
العمل الذي يعد الأضخم من حيث الحجم في المزاد، والذي حمل عنوان «رسالة الى الرسول» أثار إعجاب الكثيرين من زوار المعرض، فهو عبارة عن قبة خشبية ونحاسية يبلغ عرضها ثلاثة أمتار تجسد قبة المسجد الأقصى في مدينة القدس، وهي من إنجاز الفنان السعودي عبدالناصر غارم، أحد مؤسسي مشروع «حافلة الجزيرة العربية»، ففي هذا العمل تحديدا تظهر القبة غطاء لكل من يستغل الدين وسيلة من أي ديانة كانت لتبرير القتل، إذ تحت هذه القبة مباشرة حمامة ناصعة البياض، كناية عن السلام الذي يهدر دمه كل يوم، وعن هذا قال تركي «هذا العمل يحمل رسالة واضحة للاستغلال الكبير الذي تعرضت له الديانات السماوية، في إخفاء جرائم لا يقبلها أي دين، وحمامة السلام تلك هي الحقيقة الوحيدة».
«حافلة الجزيرة العربية» يعد معرض «حافلة الجزيرة العربية» مشروعاً غير ربحي، يهدف إلى توفير منصة فريدة لعرض الأعمال الفنية المعاصرة من المملكة العربية السعودية. ويلعب المعرض الذي تأسس عام ،2008 دوراً مهماً بتعزيز العلاقات الثقافية الدولية، بالإضافة إلى تطوير الصناعات الإبداعية بالمنطقة والحركات الفنية والتعليمية. وفي قلب هذا المشروع يبرز المعرض الجوال والبرنامج التعليمي المصاحب له، الذي يعمل على تسليط الضوء على الأعمال الفنية المعاصرة غير المعروفة في المملكة العربية السعودية. |
وفي المقابل، تظهر مجموعة أعمال متتالية للفنان أحمد ماطر آل زياد عسيري، تحت عنوان «تطور الإنسان»، التي استخدم فيها الفنان تقنية الأشعة السينية التي تستخدم في الطب لكشف ما وراء الجسد، إذ تظهر في البداية مضخة بنزين تتطور تدريجيا الى رأس وجسم إنسان، ومن ثم تتحول فوهة المضخة الى مسدس يصوبه الإنسان الى رأسه، ويصف الفنان نفسه في هذا العمل بأنه ابن الحضارة النفطية الغريبة والمخيفة، وعن هذا يقول تركي «نعم مللنا سيطرة النفط والمال على عقولنا».
تورية
وفي مجال التورية المستخدمة في جل الأعمال السعودية المشاركة في المزاد، يظهر عمل الفنان أيمن يسري ديدبان، الذي حمل عنوان «محارم»، مستغلا اللفظ المرتبط بالمحارم الورقية، فيأتي الفنان المقيم في جدّة بالمملكة العربية السعودية ويزين مجموعة من علب المحارم بملصقات تظهر أشهر الأفلام العربية الكلاسيكية التي تعود إلى أربعينات وخمسينات القرن العشرين، ثم يصفها إلى جانب بعضها بعضاً. هذه السلسلة من الأعمال جمعت 64 علبة محارم مصطفة رأسياً مع سحب محارم من كل علبة منها. أما الفنان سامي التركي فيشارك بلوحة «مرحبا»، من سلسلة أعماله «وشائح»، وتظهر شخصين في الصحراء أمام سماء ممتدة ومشمسة.
مشاركة نسائية
وتشارك الفنانة السعودية منال الضويان، وهي واحدة من فنانتين مشاركتين في مشروع «حافلة الجزيرة العربية»، بعملها المُعنون بـ«الزمن خداع»، التي تعتبر الأكبر من سلسلتها الفنية الأحدث التي تحمل عنوان «ولم يكن لدينا أية أحلام مشتركة»، وتصور هذه السلسلة محادثة بين شخصين من سكان الريف يواجهان قضايا معقدة حول مفاهيم عدم اليقين والصراع والتدفق الدائم في العلاقات، وتستكشف هذه اللوحة الثلاثية هذا الحوار عبر أحرف ألمنيومية، مع إنارة خلفية، إذ تشكل المدينة مسرحاً خلفياً تعج بها حياة ساكنيها. وتشير الوسائط الخشنة واللماعة المستخدمة في العمل إلى حاجة الناس الدائمة إلى الرعاية والاهتمام والتوافق.
وأما الفنانة مهى ملوح، المقيمة في الرياض، وهي في الأصل مصورة فوتوغرافية، فاتجهت أخيرا نحو الفوتوغرام، الذي يعد أحد أقدم أشكال التصوير، غير أنه لا يتم بالاستعانة بكاميرا أو نيجاتيف، بل باستعمال ورق التصوير نفسه بعد تعريضه للضوء، ومن أعمال ملوح المشاركة في مزاد كريستيز لوحة تظهر مجموعة من أدوات المطبخ المبتسمة، وكأنها تريد ان تقول حتى النساء في المطبخ يبدعن وينجزن مهماتهن على أكمل وجه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news