في أمسية مع الكاتبة هويدا عطا في «اتحاد الكُتّاب»
عمر عبدالعزيز: منطقتنا تمرّ بمرحلة «طفو»
وصف الكاتب الدكتور عمر عبدالعزيز، الفترة الحالية التي تمر بها المنطقة العربية بـ«مرحلة طفو، تتسم بصفات عدة، من أبرزها التجريب والحيرة وعدم الوضوح»، معتبراً أن هذه المرحلة ساعدت على ما يسمى بـ«الاستسهال» ليس في الأدب فقط، ولكن في كل النشاطات الإبداعية المختلفة، مستدركاً «لكن تظل هناك أساسيات وأبجديات للفن التشكيلي أو للكتابة الإبداعية لا يكون الإنسان فناناً أو كاتباً من دون الإلمام بها، وهو ما ينطبق أيضا على الشعر الذي يعتمد على قاعدة أساسية هي اللغة، كما يلعب الأداء الشفهي دوراً مهماً في إبراز جماليات النص، وهو أيضا له مقتضياته المغايرة للنص التحريري».
وأشار عبدالعزيز في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، وقدم فيها الكاتبة هويدا عطا، إلى أن توافر المتطلبات الأساسية للعمل الإبداعي يمثل منصة انطلاق قوية للمبدع تسمح بالتحليق الحر، و«من لا ينطلق من منصة واضحة المعالم، لن يستطيع التحليق».
هويدا عطا ألقت عددا من قصائد ديوانها الأخير تصوير : إريك أرازاس |
وفي تعليق سريع على ملامح التجربة الشعرية لدى هويدا عطا، التي ألقت خلال الأمسية عدداً من الأشعار التي ضمها ديوانها الأخير «حرير الحزن»، قال عبدالعزيز: «نتجول هنا حول تجربة شعرية تكبدت مشقة السير على درب ما يسمى حينا بقصيدة، وأحياناً بمسميات أخرى. وشاءت الشاعرة أن تتخطى عتبات القصيدة العمودية، وما يليها فوجدت نفسها أمام متطلب شعري أكثر تعقيداً، وإن بدا أسهل في شرطه المباشر، توسلت السجع حيناً، وباحت بخوالج نفسها أحياناً أخرى، واختزلت المسافة الإجرائية بين الأنا والنص، وكان لها في هذه الأبعاد محاولات وتجريبات لا تخلو من عوالم الوجدان فيما تتوسل درباً للشعرية».
وتحفظ عمر عبدالعزيز على ما تشهده عديد من الكتابات من ردم للمسافة بين النص وأنا الكاتب، معتبراً أن هذا الإلغاء غالباً ما يأتي يكون على حساب قيمة النص وجمالياته، مشدداً على أنه ليس ضد الحداثة أو الجملة الشعرية أو الفنية البسيطة، التي قد يكون لها أحياناً جمالياتها الخاصة، على ألا يدخل الكاتب بنفسه في مناطق لا تتناسب معه. وأضاف: «الحديث عن قصيدة النثر يجرنا إلى سؤال كان ومازال راكزاً أمامنا، وهو يتعلق بمعنى الشعرية وفضاءات هذه الشعرية، وهل يكون الشعر شعراً بمجرد انتمائه لموسيقى الظاهر، في إشارة إلى القصيدة العمودية والتفعيلة»، لافتاً إلى أنه لا يمكن الرد على هكذا سؤال إلا في أساس النظر إلى خصوصية الشعر بوصفه جنساً أدبياً مميزاً، وأهم ما يميزه فرادة التعبير ومدهشات الصور وتعددية دلالة اللفظ.
من جانبها، قدمت هويدا عطا قراءة لبعض من أشعارها من بينها: «هذا صباحي» و«سيدة الحزن»، و«شادية الحكايا»، و«كابتشينو»، كما قرأت كلمات أغنية خليجية سيغنيها الفنان المصري مدحت صالح، وأخرى بالعامية المصرية سيغنيها الفنان التونسي لطفي بوشناق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news