يجمع مقتنيات تراثية نادرة منذ 30 عاماً

جاسم آل علي في حضرة التاريخ

جاسم حميد آل علي لا يبيع مقتنياته مهما كان سعرها. تصوير: تشاندرا بالان

يعكف المواطن جاسم حميد آل علي منذ 30 عاماً، على جمع مقتنيات تراثية نادرة، وأخرى تاريخية نفيسة تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة، تعكس صور وحضارات شعوب من مختلف دول العالم، لتصل اليوم إلى ما يقارب 1000 قطعة يعتزم عرضها في متحفٍ شخصي أرسى دعائمه الأولى في منزله الكائن في إمارة الشارقة.

وقال آل علي لـ«الإمارات اليوم» إن «رغبتي في إتاحة الفرصة أمام هواة جمع المقتنيات في الدولة، وغيرهم من المهتمين بالتعرف إلى تاريخ وحضارات شعوب من مختلف دول العالم، دفعتني إلى إنشاء متحف شخصي يضم ما أملك من مقتنيات تراثية وأخرى تاريخية تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة»، متيحاً في الوقت نفسه فرصة التعرف إلى تجربته في جمع المقتنيات الأثرية، التي بدأ أولى خطواتها، وأوضح «منذ 30 عاماً، بعد أن دفعني شغفي بالتاريخ والتراث المحلي تحديداً إلى البحث عنها، في المزادات والمعارض والمحال المتخصصة، داخل الدولة وخارجها، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب مجهوداً كبيراً، فضلاً عن الخبرة والدراية الوافية بتاريخ هذه المقتنيات، لاسيما النادر منها».

وأكد آل علي «أملك اليوم ما يقارب 1000 قطعة، تتوزع ما بين مقتنيات تراثية نادرة، وأخرى تاريخية نفيسة تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة تعكس صور وحضارات شعوب من مختلف دول العالم». ومن مقتنيات آل علي التراثية والتاريخية «مصاحف وعملات قديمة، وثائق تعود إلى العهد العثماني، مجموعة ساعات جيب قديمة تبلغ نحو 500 ساعة مصنوعة من الاستيل، وبعضها من الفضة، والبعض الآخر مطلي بالذهب، و30 ساعة حائط قديمة، يعود بعضها إلى الثلاثينات، ومجموعة منوعة من كاميرات وأجهزة راديو قديمة تعود إلى ثلاثينات وأربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي، و«جرامافون» وتلفزيون أبيض وأسود يعودان إلى الأربعينات، ومجموعة أوانٍ قديمة (ملال) و(دوري) كانت تستخدم في الستينات، وعملات قديمة تم تداولها في قبل قيام الاتحاد، ومروحة تعمل بالكيروسين (الجاز) تعود إلى الثلاثينات، وزجاجات مشروبات غازية تم صنعها قبل قيام الاتحاد، وكتب على إحداها الإمارات المتصالحة، وماكينة خياطة استخدمت في الخمسينات».

وأشار «أحرص في عملية جمعي على الظفر بالمقتنيات التراثية تحديداً، التي تجسد ماضي الآباء والأجداد، وتصور ممارسات حياتهم المختلفة، وتمنح الأجيال الجديدة فرصة التعرف إليها»، وقال إن «تعلقي بالمقتنيات التراثية نابع من دولتي التي تحتفي بالتراث، وتسخّر كل الجهود في سبيل المحافظة عليه والعمل على نشره بين صفوف الأجيال الجديدة، الأمر المتمثل في توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قدوتي في هذا المجال». وأضاف «تربطني علاقة قوية بالمقتنيات، التراثية منها والتاريخية، ولا أفرق بين قطعةٍ وأخرى، مهما اختلف سعرها، فجميع القطع غالية على قلبي، ولولا ذلك لما سعيت إلى اقتنائها والاحتفاظ بها، لذلك لا يمكن أن أفرط فيها أو أقوم ببيعها، مهما ارتفع سعرها».

وشارك آل علي أخيراً في الدورة التاسعة لأيام الشارقة التراثية، التي اختتمت فعالياتها الأسبوع الماضي، في ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، تحت شعار «من التراث ننهل».

وحول مشاركته ذكر آل علي «حرصت على المشاركة في أيام الشارقة التراثية في جناح سوق الغرب، عن طريق عرض باقة منوعة من المقتنيات التراثية التي تتلاءم وفعاليات الأيام، التي تسلط الضوء على أبرز الجوانب التراثية التقليدية، ومنها تلفزيونات وأجهزة الراديو القديمة المعروفةبـ(ترانزيستور)،(البشتخته)، وأوانٍ قديمة وغيرها». وشهدت مقتنيات آل علي التراثية إقبال زوار الأيام من مختلف الجنسيات، الذين أبدوا إعجابهم وانبهارهم الشديد بتنوع المقتنيات، التي استطاعت المحافظة على جودتها رغم عمرها الزمني الكبير.

تويتر