«مطــر علــى الـرصـيـف».. توثيق حال المثقف الفلسطــيني
جهاز «لاب توب» وكاميرا حديثة وإنترنت سريع، كفيلة لصناعة برنامج مباشر يبث على الشبكة الإلكترونية كأي برنامج تلفزيوني، ويعتبر «مطر على الرصيف»، أول برنامج إلكتروني عربي يبث على الإنترنت بشكل مباشر، ويعنى بتسليط الضوء على المثقف الفلسطيني المقيم في الأراضي المحتلة، بحيث يستطيع الجمهور مشاهدته والمشاركة فيه بشكل حي تفاعلي. ويتميز أيضاً بأنه يمكن بثه من خلال موقع «فيس بوك» و«تويتر». وقال صاحب ومعد الفكرة الشاعر الفلسطيني معن سمارة، لـ«الإمارات اليوم»: «ارتأينا أن نقدم حال المثقف الفلسطيني الى العالم كله، ونوثق حكايته مرئياً». وأضاف «بعد نجاح مشروعي الأول «بسطة كتابة» في الكشف عن مواهب إبداعية فلسطينية شابة على مختلف توجهاتها وأنماط ابداعها، وأمكنة إقامتها داخل فلسطين وخارجها، وبعد المساهمة في تأسيس نوافذ وهذا الحراك الشبابي الحالي صار مهما لي البحث عن تفاصيل أخرى تخدم الثقافة الفلسطينية بشكل حقيقي ومختلف، وبالاستفادة من التقنيات الإلكترونية الاجتماعية الحديثة كافة، التي أصبحت جزءاً من الحراك الاجتماعي العالمي العربي الفلسطيني». وأوضح أنه بعد مشاركته في دورة متقدمة جدا في الإعلام المجتمعي في إسبانيا، وبمساعدة تقنية من بعض الأصدقاء في الاستفادة من تقنيات البث المباشر على الانترنت، أدركت مدى مساهمة صفحتي وصفحات الأصدقاء على الـ«فيس بوك» في نجاح مشروع «بسطة كتابة»، ووصوله إلى أكبر شريحة متخصصة في العالم العربي، لذلك فكرت كيف يمكن أن أستغل هذه التقنية الجديدة في عمل حلم قديم جديد في رأسي. وقال إن «فكرة التوثيق المرئي لكل التجارب الثقافية الفلسطينية على مختلف أنواعها وأصنافها، حيث كنت أفكر وقد تحدثت مع أكثر من جهة لإنتاج أفلام قصيرة عن التجارب الإبداعية الفلسطينية كافة ووضعها على الـ«يوتيوب» لتكون مادة بحثية وتوثيقية لكل ما ينتج فلسطينياً، فقد فقدنا الكثير من مثقفينا مثل أبي خالد البطراوي، وعزت الغزاوي وآخرين، من دون أن يكون هناك أي توثيق مرئي لتجاربهم»، وأضاف «نقلت الفكرة في رأسي من فكرة انتاج أفلام توثيقية قصيرة إلى انتاج برنامج أطول زمنيا يبث كفيلم أو برنامج توثيقي في ذات الوقت الذي يعرف بالتجربة، ويحدث حالة جدل حولها وحول نتاجها من خلال التعليقات الحية أو اللاحقة»، مشيرا إلى أن «البرنامج يبث لمدة نصف ساعة بشكل مباشر على صفحتي على الـ«فيس بوك»، ويمكن للمشاهدين أن يعلقوا بشكل مباشر، وأن يوجهوا أسئلة للضيف بشكل تعليقات، ويقوم الضيف بالإجابة عن هذه الأسئلة إن كانت ملحة وتخدم الحوار، وتظل الحلقة موجودة ويمكن الاطلاع عليها في أي وقت آخر».
حلقة أولى
في الحلقة الأولى استضاف برنامج «مطر على الرصيف»، الكاتب زياد خداج، وتناول موضوع الكتابة والإنسان وفلسطين والتطبيع وعلاقته مع محمود درويش، والكتابة الصحافية والكتابة القصصية. وقرأ خداج نصين قصصيين له. وقد استمر اللقاء نحو 40 دقيقة، أي أنه زاد 10 دقائق على الموعد المتفق عليه. وهناك احصاءات عن هذه الحلقة: 1ـ شاهد الحلقة بشكل مباشر 124 مشاهداً. 2ـ تم توجيه سؤالين مباشرين تمت الإجابة عنهما في وقت البث. 3ـ شاهد الحلقة بالمجمل خلال الأسبوع 764 مشاهداً. 4ـ أعجبت به 354 حالة إعجاب. 5ـ علق عليه 267 شخصاً على مختلف الروابط التي تشارك فيها الأصدقاء. |
ميزات
قال سمارة «يتميز البرنامج في أنه يعطي مجالا لجميع من لديه حساب على الـ«فيس بوك» ان يتفاعل من خلال إرسال الأسئلة التي يريد ان يسألها للضيف، ويبقى موجوداً على موقعه الأصلي، وكذلك على صفحة الـ«فيس بوك» الخاصة بي، ويمكن لأي شخص العودة له ومشاهدته، والتعليق عليه أو اخذ المعلومات منه». مؤكدا أن الأهم من كل هذا أنه لا يتطلب كلفة كبيرة، والجهد فيه في اختيار شخصية الأسبوع في البحث والتنسيق والتنقل من مدينة الى أخرى في فلسطين، وأوضح أن مثل هذا المشروع لا يتطلب أكثر من جهاز كمبيوتر وكاميرا متخصصة، وانترنت سريع. واعتبر أن اهداف البرنامج هي التعريف بالتجارب الإبداعية الفلسطينية المختلفة، وخلق حالة جدل ثقافي وفكري بين هذه التجارب والجمهور والعالم، وتوثيق أنطولوجي لكل التجارب الفلسطينية بشكل مرئي وعصري.
مشكلات
عن المعوقات التي قد تؤثر في استمرار البرنامج، قال سمارة «أنا لا أملك (لاب توب)، الجهاز الذي استخدمه هو ملك لموقع إلكتروني وربما أسلمه آخر الشهر حيث بلغوني بنهاية عملي معهم، وكذلك ليس لدي كاميرا متخصصة في هذا الأمر»، وأضاف «المشروع يحتاج لبحث وتقصي، وهذا يحتاج للتفرغ، ولكن لأنه مشروع طوعي أحاول أن أخصص له وقتا مناسبا، ولا مكاناً واحداً لعمل البرنامج، قد يكون جميلا تنقله، ولكن لأنه مباشر يحتاج لانترنت سريع ومناسب، وهو قد لا يكون موجودا في كل مكان أجري فيه اللقاء في انحاء فلسطين»، ويحلم سمارة بأن يحصل على بعض الدعم لشراء بعض التقنيات لتطوير الفكرة»، وكذلك لتطوير نطاق البحث للوصول الى إمكان لمقابلة المبدعين الفلسطينيين كافة على مختلف أمكنة وجودهم، ويصبح هذا البرنامج مكتبة مرئية حقيقية لكل نتاج فلسطين الفكري الثقافي»، مؤكدا «أحلم بأن يكون هذا البرنامج بداية الحديث عن تلفزيون فلسطيني الكتروني حقيقي، يحوي العديد من البرامج التي تخدم الثقافة والقضية الفلسطينية، وأن يحمل رسالة فلسطين الحضارية للعالم، وأنا أقوم حاليا بالتنسيق مع بعض الأصدقاء ليصبح هذا الحلم حقيقة».