ناجي العلي: «حنظلة الذي سيستمر من بعد موتي». أرشيفية

حنظلة في الذكرى 63 للنكبة

اختار 10 فنانين تشكيليين فلسطينيين مجموعة من رسوم الكاريكاتير للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، لرسمها على جدران معرض «غاليري المحطة»، بحجم كبير مع الحفاظ على ادق تفاصيلها.

وقال الفنان رأفت اسعد المشارك في رسم اللوحات خلال افتتاح معرض «ناجي العلي في المحطة» أمس «بعد أيام من البحث والتفكير مع مجموعة جذور الشبابية في كيفية اقامة معرض فني لرسومات الفنان الكبير ناجي العلي، قررنا عرضها بهذه الطريقة «رسمها على الحائط»، واتصلنا بخالد العلي المقيم في لندن وطلبنا منه مجموعة من رسوم الكاريكاتير لوالده وتفضل مشكوراً بإرسال 60 لوحة».

وأضاف «قمنا باختيار 16 لوحة لعرضها في «غاليري المحطة» تتناسب مع الأوضاع الحالية التي يمر بها العالم العربي والقضية الفلسطينية، بما أن الفنان ناجي العلي كان يستشرف المستقبل في لوحاته فأنت تشعر انه يرسم هذه اللوحات اليوم وليس قبل اكثر من 20 عاماً».

وقال الشاب احمد نمر عضو مجموعة «جذور الشبابية» «نحن مجموعة من الشباب الفلسطينيين عددنا صغير حتى الآن التقينا على الانترنت من الأردن وفلسطين والسعودية، وقررنا البحث عن شريك لإقامة معرض للوحات ناجي العلي، ونجحنا في اقامة المعرض هنا «غاليري المحطة» بمشاركة مجموعة من الفنانين الذين اختاروا ان يرسموها بدلاً من وضعها في لوحات داخل اطار».

اغتيل العلي صاحب شخصية «حنظلة» التي ابتدعها، وتمثل صبياً في العاشرة من عمره، يداه مقيدتان خلف ظهره، ووجهه الى الحائط، وقال عنها «حنظلة الذي سيستمر من بعد موتي»، برصاص مسدس كاتم للصوت في22 يوليو عام ،1987 في العاصمة البريطانية لندن، وظل في غيبوبة حتى توفي في 29 اغسطس من العام نفسه .

عرف العلي بنقده اللاذع للواقعين الفلسطيني والعربي من خلال رسومه، وهو من مواليد عام 1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع اهله عام 1948 الى مخيم عين الحلوة، مثل مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين رحلوا، او اجبروا على الرحيل، عن منازلهم في عام .1948

وكان العلي يرى لفن الكاريكاتير مهمة في التعبير عن «الكادحين والمقهورين، كل شيء لديهم صعب الحصول عليه، كل شيء قاس يحاصرهم ويقهرهم لكنهم يناضلون من أجل حياتهم ويموتون في ريعان الشباب في قبور بلا أكفان، هم دائماً في موقع دفاع مستمر لكي تستمر بهم الحياة، أنا في الخندق معهم أراقبهم وأحس نبضهم ودماءهم في عروقهم».

يبدأ المعرض بلوحة للعلي تتحدث عن اللاجئين، تظهر فيها صورة رجل يلف رأسه بالوشاح الفلسطيني «الكوفية»، وكتب حوله اسماء العديد من المخيمات الفلسطينية، وفي وسطها عبارات «لا صلح لا تفاوض لا اعتراف» تحمل توقيع لاجئي 1948 بمناسبة إحياء الفلسطينيين بعد أيام الذكرى 63 للنكبة.

وأوضح اسعد انه في ظل حديث الفلسطينيين عن اعتزامهم التوجه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، اختار منظمو المعرض لوحة للعلي تظهر حواراً بين شخص واشخاص اخرين كتب عليها «لاحلق شنبي اذا اعطتكم اسرائيل دولة.. موعودين راح يعطونا خازوق»، وربما كان يستشرف العلي الانقسام الذي شهدته الساحة الفلسطينية والذي يأمل الفلسطينيون طي صفحته بعد توقيع اتفاق المصالحة الشهر الجاري في القاهرة، حين رسم لوحة لأربعة اشخاص كل منهم يرفع اصبعه ويقول «انا الشرعي» وفي الجهة المقابلة يظهر حنظلة وشعار «أنانيون».

وقال الفنان منذر جوابرة المشارك في رسم اللوحات «استغرق العمل في رسم هذه اللوحات أربعة أيام في الليل والنهار، لم ندخل أي تعديل عليها سوى اننا عملنا على تكبيرها ورسمها على الحائط حتى لا يكون هناك حاجز بينها وبين الجمهور».

وتشير لوحة الى ما شهدته مصر من انتفاضة شعبية اطاحت برئيسها، اختار الفنانون وضعها على واجهة كاملة للمحطة، وتبدو فيها امرأة كتب خلفها كلمة فلسطين مرات عدة ولسان حالها يقول «والله اشتقنالك يا مصر» إضافة الى مجموعة أخرى من اللوحات تدعو إلى الإفراج «عن المعتقلين السياسيين في السجون الإسرائيلية والعالم العربي».

وتناولت مجموعة اللوحات في المعرض الذي يستمر اسبوعين جواز السفر الفلسطيني الذي لم يكن قد صدر عندما رسم العلي هذه اللوحات، التي تشير الى ان حامله ممنوع من دخول الدول العربية، والتأشيرة التي توضع عليه هي تأشيرة سجن.

الأكثر مشاركة