إشادة عالمية بتسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً

الصيد بعاداته وتقاليده شكل من أشكال التراث. من المصدر

أشاد الرئيس الفخري للمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، ديتر شرام، بالجهود الكبيرة التي بذلتها الإمارات، وبشكل خاص هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لتسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً حياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي المعنوي للإنسانية، ووجه الشكر باسم المجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية لتهنئة قيادة الإمارات بهذا الإنجاز الاستثنائي.

وأضاف شرام بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية الـ58 للمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية في سان بطرسبرغ بجمهورية روسيا الاتحادية التي اختتمت أمس، إذ حلّت الإمارات «ضيف الشرف الأول» بحضور ما يزيد على 400 عضو وشخصية بارزة في المجتمع العالمي للحفاظ على التراث، أضاف أنه «لا يسَع المجتمع العالمي للصيادين المناصرين للبيئة، الذي ينضوي تحت مظلة المجلس، إلا أن يقدر عالياً الدور الحاسم الذي نهضت به الإمارات لتحقيق هذا النجاح الباهر، كأحد نماذج الحفاظ على التراث الإنساني المشترك بين بلدان العالم».

واستطرد «من خلال اهتمام الإمارات المعروف على مستوى العالم بتراث العرب وقيمهم وهويتهم، حصلت الصقارة على أفضل وأوسع اعتراف عالمي بوصفها تراثاً ثقافياً إنسانياً. وهكذا، تلقى الصيد بجميع أشكاله الأخرى الصديقة للبيئة دفعة كبيرة بفضل القيادة الإماراتية الحكيمة، وإننا، في المجلس، إذ نعرب عن إكبارنا للإمارات ولهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على وجه الخصوص، لَنفتخر بتعاوننا أيضاً مع نادي صقاري الإمارات. وفي إطار عضويتنا التي تشمل 84 بلداً حول العالم، فإننا نروّج بفاعلية للالتزام الذي يدين به المجتمع العالمي للصيد الصديق للبيئة للإمارات على نجاحاتها البارزة، سواء في مجال موروثنا الثقافي أو تقاليدنا السائدة للصيد».

من جهته، أكد مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، أن الصيد جزء من ثقافتنا العربية الأصيلة، وكان واحداً من أوائل دلالات الوعي الجماعي للإنسانية، وارتبط بالإدراك والحس بالجماعة، وهي إشارات جمعت الإنسان وبنت لاحقاً ثقافات وحضارات بأوجه مختلفة.

وقال في كلمته التي ألقاها في اجتماع الجمعية العمومية بالإنابة عنه مستشار التعاون الثقافي الدولي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الدكتور عوض علي صالح، بحضور مدير إدارة الاتصال في الهيئة، ومدير المعرض الدولي للصيد والفروسية، عبدالله القبيسي، «إننا إذا نجتمع اليوم، إنما نخلد عنصراً ثقافياً عاش معنا منذ البداية. والصيد بعاداته وتقاليده شكل من أشكال التراث الذي لا يمكن الاستغناء عنه». وأضاف «حكايتنا في الإمارات مع الصيد طويلة قدم حكاية الاستقرار البشري في تلك البقعة النابضة بالحياة من العالم، ولعل الصقارة تروي جانباً من هذه الحكاية».

وتحدث المزروعي حول الدور القيادي للإمارات في تأسيس قائمة اليونسكو للتراث الثقافي المعنوي للإنسانية، ونجاح جهود تسجيل الصقارة، بناءً على طلب من المجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، موضحا أنه في نوفمبر الماضي أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً حياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بفضل جهود 11 دولة قادتها الإمارات، لإنجاز ملف الصقارة نموذجاً من التراث الدولي الإنساني المشترك بين دول العالم.

وينظر إلى اهتمام الإمارات بالتراث عامة، وتراث الصقارة خصوصا على أنه من الوسائط الفاعلة التي تسهم في مدّ الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين الثقافات الإنسانية المعاصرة، انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذه المجالات.

وأثنت اليونسكو على ملف الصقارة ووصفته بأنه مبني على عمل ميداني ضخم، ودراسة علمية، وتوثيق دقيق، وسيساعد الكثير من الدول مستقبلاً للاستفادة من هذه التجربة الثرية، وقد أوصت اللجنة بأن يتخذ ملف الصقارة مثالاً يحتذى به من قبل الدول.

تويتر