مواهب تمثيلية تبحث عن فرص حقيقية في الدراما المحلية عبر ورشة «الممثل الواعد». من المصدر

«الممثل الواعـــد» دورة تكتشف 8 موهوبين في التمثـــيل

لم يتم الإعلان عن وسائل الإعلام أو المواقع الإلكترونية عن دورة «الممثل الواعد» التي ينفذها الفنان بلال عبدالله حالياً، بتدريب ثماني مواهب شابة تضم أربع فتيات واربعة شباب على أسس التمثيل بشكل عملي في مسرح دبي الأهلي. وسيتم تخريج الدورة في حفل يستضيفه مسرح دبي الشعبي الخميس المقبل، بعدما يكمل كل مشارك نحو 90 ساعة تدريبية خلال شهر كامل.

وقال بلال عبدالله لـ«الإمارات اليوم» حول الدورة «لست أكاديمياً أو محاضراً، لكني ممثل يلمس حاجة المسرح الإماراتي الماسة لتجديد دمائه بمواهب جديدة»، مضيفاً «أقدمت على الخطوة من دون انتظار الصيغ البيروقراطية في المخاطبة والموافقة بين الجهات المختلفة، ومن دون مقابل مادي. وأبدى مجلس إدارة مسرح دبي الأهلي استجابته للفكرة، التي شاركني فيها متطوعاً الكاتب المسرحي طلال محمود، الذي يشاركني القناعة بأن رد الدين إلى خشبة المسرح الإماراتي يجب أن تكون من خلال نقل الخبرات إلى المواهب الشابة التي لم تأخذ فرصتها، رغم أن خشبة المسرح ممهدة لهم، لأنهم الأقدر على التعبير عن القضايا المعاصرة». وأشار بلال إلى أن الورشة المسرحية خصصها للباحثين عن فرصة لتجويد أدواتهم الفنية، إذ شهدت الأيام الأولى منها استبعاد غير الراغبين في المواصلة، مبيناً أن المشاركين الثمانية خصصوا ثلاث ساعات يومياً حباً في التمثيل والحلم بأن يصبحوا يوماً ما فنانين.

أداء مضحك

أكد المشاركون الثمانية في الورشة التدريبية التي تختتم الخميس المقبل أهمية التدريب العملي في صقل موهبة التمثيل، مشيرين إلى أنهم سخروا من أدائهم قبل الدورة، الذي سجله لهم بكاميرا فيديو الفنان طلال محمود، وأدائهم اللاحق مع اقتراب اختتام تلك الدورة.

من جانبه بلال عبدالله، الذي وجد تحدياً في إلزام الشباب بالحضور على مدار شهر كامل دون الاعتراف بمبدأ الإجازة الأسبوعية، عندما تُوفي والده أثناء انعقاد الورشة، قال «دافعي الذاتي كان يمنعني من أن أعطل مسيرة ثمانية موهوبين، وكنت أفكر في المواءمة بين أحزاني وعدم إيقاف الورشة، لكنني اضطررت، لواجب تقبل العزاء، للغياب القسري لمدة ثلاثة أيام فقط».

في المقابل رصدت «الإمارات اليوم» جدية المتدربين الذين أكدوا أن «زمن الفرص السهلة سواء على خشبة المسرح أو خارجها قد انقضى، ولا سبيل لمن أراد استثمار مواهبه سوى دعمها وتنميتها».

المشاركات في المهرجانات المسرحية المحلية الأخيرة، خصوصاً أيام الشارقة المسرحية هي ما دفعت بطل مسرحية «قرموشة» في ذلك المهرجان إلى تخصيص شهر من وقته، مع انه موظف في قسم العلاقات العامة في بلدية دبي، علاوة على كونه فناناً مرتبطاً بعقود للاشتراك في بعض الأعمال الدرامية المخصصة للعرض خلال شهر رمضان. وقال بلال عبدالله «هناك تغييب للممثل الشاب عن خشبة معظم المسارح المحلية، وأهم مهرجان مخصص لطاقات الشباب في الدولة هو مهرجان دبي لمسرح الشباب، نلمس فيه بشكل مباشر هذه الإشكالية، ونجد انتقادات هائلة للأداء التمثيلي، وتوصيات بتخصيص ورش تدريبية لفنون التمثيل خصوصاً، ينفذ بعضها دون أن نلمس تغييراً حقيقياً في واقع الأداء الشبابي».

وعبر ثماني لوحات مسرحية قام بتأليفها الشباب أنفسهم، وعالجها درامياً كل من طلال محمود وبلال عبدالله، يتدرب الممثلون الشباب بحماسة شديدة، يرافقهم أداء موسيقي على العود والجيتار، فزهرة أحمد التي جاءت من عالم عروض الأزياء لتتلمس تطوير قدرات تمثيلية بدأت تفكر مع اقتراب الدورة من نهايتها في أن تقف للمرة الأولى أمام جمهور مسرح، بعد أن نالت استحسان زملائها في اللوحة التمثيلية التي صاغت خيوطها بنفسها، مجسدة دور عجوز أصيبت بالجنون، بعد أن فقدت ابنتها، وهي اللوحة التي ساندها فيها سائر أفراد المجموعة.

مريم المعمري التي قادها طموح التمثيل التلفزيوني إلى الدورة من أجل الوقوف على أدوات الممثل، أصبحت أكثر اقتراباً من التمثيل المسرحي. ورغم أنها لم تتجاوز عامها الـ،23 إلا أنها تلقت إشادة كبيرة من عبدالله بناءً على أدائها دور امرأة مسنة تعاني أزمات دور رعاية المسنين وهجران الأبناء.

الممثلة نصرة المعمري وجه مألوف في بعض الأدوار التلفزيونية والمسرحية، نالت في أدائها استحسان جمهور ايام الشارقة المسرحية في الدورة الأخيرة. وقالت لـ«الإمارات اليوم» بتأثر شديد «أمتلك طاقات تمثيلية لم أتمكن من استثمارها بعد، لأن المخرجين يحصرونني في دور الخادمة فقط، لذلك كنت أبحث عن دورة حقيقية أتسلح بفنونها، قبل أن أجرؤ على رفض نمطية أدواري، وأوجه رسالة للجميع بأنني لست ممثلة الدور النمطي».

اختارت نصرة دوراً شديد الصعوبة ممثلاً في دور فتاة تتعرض لجريمة اغتصاب من أحد أقرب الأقربين، وهو خالها، لكنها كانت شديدة الإقناع في أدائها، مضيفة «هو دور إنساني يكاد يكون مناقضاً لسطحية دوري المعتاد. والقضية رغم أن اللوحة تعالجها في دقائق معدودة، إلا أنها حقيقية، وتدخل في إطار المسكوت عنه اجتماعياً».

الممثلة نور خالد تمتلك ثقة شديدة بقدراتها، من خلال اعتيادها على المسرح المدرسي، الذي توقفت عن المشاركة فيه بسبب بلوغها عامها الـ،19 ما دفعها إلى البحث عن سبل إلى مسارح الفرق المختلفة، مشيرة إلى أنها حظيت بتشجيع ومساندة من أهلها من أجل الاشتراك في الدورة.

واختارت نور قصة درامية فحواها صدمة امرأة بمن تحب، بعد أن اكتشفت خيانته لها مع الخادمة، لكنها تقبلت بصدر رحب اعتراض بلال عبدالله على عدم تناسب المحتوى الدرامي لها بسبب حداثة سنها، مرشحاً لها دور ابنة لقيطة تكتشف حقيقة أن الأسرة التي رعتها ليست أسرتها الحقيقية، في يوم توديعها الدراسة المدرسية واستعدادها للتحول إلى المرحلة الجامعية.

وفي مقابل الفتيات الأربع، هناك شباب أربعة أيضاً قرر كل منهم استثمار الورشة في تطوير أدواته، ولم يمنع صهيب عبدالله عمله في هيئة الطرق والمواصلات بدبي من الالتزام بالدورة. وقال إن مثل هذه الدورات لا تفيده فقط في جانب هوايته للتمثيل، بل تفيده في صقل المهارات الشخصية، ومنها تقديم حفلات مؤسسته بثقة على المسرح. وقدم في لوحته المسرحية دور ملك متغطرس يحكم بديكتاتورية مطلقة.

الممثل عاصم الرياشي يؤدي في لوحته دور شاب تموت زوجته يوم زفافها، وهو الدور الذي أداه ببراعة، بمعاونة سائر أفراد المجموعة. وبحماسة مناظرة، يشارك عقيل طاهر الذي أكد أنه أتى إلى الدورة كي ينافس معلمه فيها بلال عبدالله، لكنه فوجئ بأن هناك تفاصيل كثيرة يجب عليه أن يتعلمها أولا، وهي الفكرة نفسها التي تتعلق باكتشاف الرغبة في التعلم التي أشار إليها الممثل خالد الحمادي، الذي أكد أنه بحث عن الورشة لتعزيز قدراته، خصوصاً أنه كثير التردد على المسارح.

الأكثر مشاركة