أبطال «متجوزين جديد» تأخروا 90 دقيقة عن مؤتمرهــــم الصحافي

فنانـون لا يحـترمون المواعيد

المؤتمر الصحافي لـ «متجوزين جديد» تحوّل إلى أحاديث ثنائية بين أبطاله في ظل انتظار الصحافيين. تصوير: مصطفى قاسمي

أعرب صحافيون عن ضيقهم من تحول تأخر الفنانين عن أحداث مقررة سلفاً، خصوصاً مؤتمرات صحافية، إلى ظاهرة تستنزف الوقت والجهد، مشيرين إلى أن ظاهرة تأخر النجوم، وعدم احترامهم المواعيد، تشمل معظم الفنانين، من ممثلين ومطربين. وفي حين يلوح صحافيون بمقاطعة اللقاءات التي يتجاوز فيه الفنان الحدود الطبيعية للتأخير عن موعد انعقادها، يتبادل ممثلو شركات للعلاقات العامة وفنانون الاتهامات بشأن التأخير.

شركة الإنتاج الإماراتية الجديدة «دانة» التي أسسها سلطان الملا، استهلت إنتاجها بمسلسل مصري بعنوان «متجوزين جديد» تم تصوير جزء من مشاهده في دبي، الأسبوع الماضي، وهو من بطولة الفنانين حسن حسني ومصطفى شعبان وأحمد رزق ودرة. ومع ان الشركة تعلن عن انطلاقتها، الا ان تأخر الممثلين 90 دقيقة عن الموعد المحدد لمؤتمرهم الصحافي في فندق «سوفوتيل» بممشى جميرا في دبي، الأربعاء الماضي، كان «منغصا» للصحافيين وللشركة ايضاً، خصوصاً ان الفنانين لم يعتذروا عن عدم التزامهم بالموعد، وواصلوا احاديث جانبية عندما التأم شملهم في بهو الفندق، وسط ترقب الصحافيين.

مزاجية

أبطال المسلسل المصري «متجوزين جديد»، الذي يمثل باكورة إنتاج شركة «دانة» الإماراتية، تأخروا 90 دقيقة عن الموعد المحدد، اذ ظل الفنان حسن حسني يبحث عن «النيكوتين»، وارتفع ضحك أحمد رزق مع زميله مصطفى شعبان، فيما لم تكن المغربية درة، قد انتهت من «الميك أب» في غرفتها في فندق «سوفيتيل». ظاهرة تأخر نجوم «متجوزين جديد» ومن قبلهم نانسي عجرم وهيفاء وهبي وهاني شاكر ومحمد منير وغيرهم، يحمل مؤشرات عدم تقدير الفنان لقيمة الوقت عمـوماً، ولوقت الآخرين خصوصاً. وترى شركات منظمة أن «مزاجية الفنان» هي من تقف وراء ظاهرة عدم الالتزام بالمواعيد، لكن متابعين وصحافيين يرون أن «الكرة في ملعب الصحافيين».

استهتار الفنانين بالموعد، دفع ممثلي الصحافة المحلية من محررين ومصورين، الى اتخاذ موقف ومغادرة مكان الحدث، وقال مدير الشركة إيهاب حبيب لـ«الإمارات اليوم» إن «بعض الممثلين لم يكن مستعداً، والممثلة لم تكن انتهت من ترتيب زينتها، فضلاً عن أن الحدث كان محاولة للفت الأنظار إلى إطلالة الشركة الجديدة»، التي اشار الى انها تدخل السوق من بوابة «متجوزين جديد»، اضافة الى مسلسلات مصرية أخرى.

ظاهرة التأخر عن المواعيد تلازم كثيرا من النجوم العرب، على وجه الخصوص، سواء كانوا ممثلين او مطربين، حيث تأخر الفنان محمد منير 150 دقيقة كاملة عن لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية نظمه مكتب دبي لترويج الفعاليات. وفيما اشارت الجهة المنظمة الى عدم مسؤوليتها مسبقاً عن ذلك التأخير، حرص منير على تبرئة ساحته بالإشارة إلى أن الموعد الذي حُدد له في يوم وصوله إلى دبي، لم يكن على جدول أعمال الرحلة.

هذه الحادثة التي تتكرر، حسب الزميل في جريدة «الخليج» محمد هجرس، تهدر وقت الصحافيين. وقال ان «فنانين كثرا لا يلتزمون بمواعيدهم، في حين تحرك الصحافيين الغيرة تجاه احترام مهنتهم وقرائهم، من خلال احترام المواعيد»، مؤكدا أهمية اتخاذ موقف واضح في مثل هذه الحالات يتمثل في عدم نشر وقائع الحدث.

وأضاف هجرس أن «بعض الفنانين يعتبر اللقاءات الإعلامية فسحة لالتقاط صور، ولقاء معجبين بهم يدبجون لهم المديح». وانتقد ما جرى في المؤتمر الصحافي الخاص بمسلسل «متجوزين جديد»، مضيفاً ان «شركة الإنتاج الجديدة بدأت بداية غير موفقة بسماحها بارتكاب هذا الخطأ، وعدم التزام الممثلين أنفسهم، في ظل انتظار الصحافيين لقدومهم»، مضيفاً «لم يكن مقبولاً أن يتساءل فنان بقامة حسن حسني، وبصوت مرتفع، عن (النيكوتين)، وأن يتبادل الحديث مع الفنان أحمد رزق، وكل منهما يعلم بأن من يجلسون على مرمى البصر هم صحافيون طال انتظارهم 90 دقيقة». وأضاف هجرس ان «الزملاء المصورين والصحافيين اتخذوا موقفاً بمقاطعة الحدث وعدم النشر، وهو ما حدث بالفعل. لكن بعض المراسلين ادعوا بأنهم يمثلون مجلات تصدر خارج الامارات، وانهم سيقومون بتغطية الحدث».

الزميلة عبادة إبراهيم من جريدة «البيان» اشارت من جانبها إلى أن ظاهرة «تأخر الفنانين» مرشحة للتفاقم في المرحلة المقبلة، في ظل سيادة فكرة مغلوطة مفادها أن «اللقاءات الإعلامية هي مساحة للترفيه والنزهة للمنتمين إلى الأوساط الفنية»، مؤكدة أن «العلاج الوحيد لتلك الظاهرة يتمثل في مقاطعة نشر وقائع أي حدث يشهد عدم احترام المواعيد بشكل صارخ، مثلما حدث في آخر مؤتمرين صحافيين للمطرب محمد منير، ولفريق مسلسل(متجوزين جديد)».

الظاهرة التي لا تختفي أيضاً من مؤتمرات صحافية تنظمها شركات كبرى، مثل «روتانا» التي حدث في آخر مؤتمراتها الصحافية تأخير بلغت مدته 90 دقيقة، عندما جمعت الفنانين حسين الجسمي وأليسا وفايز السعيد وعبدالله الرويشد.

وتتكرر الظاهرة محلياً بأشكال شتى. وقال مدير مكتب مجلة «لها» في الإمارات، الزميل سامح عبدالحميد إن «الكرة في ملعب الصحافيين الغيورين على مهنتهم، وليس لدى الفنانين أو شركات العلاقات العامة».

المخرج يونس قطيفان استبعد من جانبه وجود حلول سريعة لما أسماه «جنون التأخير لدى من يعتقدون أنهم ألمع المشاهير»، مضيفاً «لن يتمكن الصحافيون من علاج ظاهرة التأخير عن المواعيد التي اصبحت بمثابة حق مكتسب للفنانين، إلا إذا تمكنوا بالفعل من اتخاذ موقف بعدم نشر وقائع الحدث».

تويتر