فاز للمرة الثانية بجائزة دبي للصحافة العربية
حجــاج: الكـاريكاتـير معـنى وجــودي
أكد الزميل رسام الكاريكاتير عماد حجاج، أن فوزه هذا العام بجائزة دبي للصحافة العربية له نكهته الخاصة، لأن الجائزة لم تكن عن عمل واحد بل عن مجمل اعماله التي قدمها، التي اختار منها 10 رسوم للمشاركة. وفاز حجاج للمرة الثانية بعد ان نالها عن الفئة نفسها في عام 2006 في رسمه الذي حمل عنوان «الجمل الباكي»، وقال حجاج لـ «الإمارات اليوم» إن «اهمية الكاريكاتير تكمن في أنه جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، وهو يحاكي همومه بطريقة بسيطة يفهما الجميع»، وسلط الضوء على اهمية الانترنت في نشر الرسوم «خصوصاً ان كثيرا من الصحف العربية مازالت تمارس دور الرقيب وترفض وتقبل الرسم بناء على ما هو مسموح به أو ممنوع».
وأضاف صاحب شخصية «أبومحجوب»، الذي يعتبر من اكثر الشخصيات قربا الى الشارع الاردني، أن ابومحجوب لن يكون له دور في الحديث عن الثورات العربية «لأن عمره 40 عاماً، لكن ابنه محجوب الذي يظهر دائماً بعدم مبالاته هو الاكثر قربا من حالة شباب الثورة».
ونفى حجاج اي مشروع لخلق شخصية اماراتية بما انه يرسم في صحيفة «الإمارات اليوم»، «ستكون مبتذلة وغير ملامسة للواقع لأنني لا اعيش هنا ولست متصلاً بالبيئة الإماراتية».
نسيج
قال حجاج إن فن الكاريكاتير «هو فن اتصالي مع الشارع والمجتمع والبيئة، لأنه ينتشر من خلال الصحف والمجلات، فقد منحت نكهة البحث عنه سمة خاصة، وأصبح القارئ يفتح الصحيفة من اليسار كي يعرف ما هو موضوع اليوم الرئيس من خلال رسم الكاريكاتير، لأنه انعكاس لبيئته، وميزته تكمن في انه فن السهل الممتنع». موضحاً أن «السهولة فيه أن جميع طبقات المجتمع تدرك الفكرة منه وتفهمها على اختلافاتها الثقافية والمعرفية، والممتنع فيه يكمن في انه لا احد يعمل مثله، فالرسم الكاريكاتيري لا يقلد، لأن فكرته تكون من عقل الرسام فقط».
مؤكداً «أنا لا أتعامل مع رسومي على اساس انها مهنتي التي اكسب منها، بل هي معنى وجودي في الحياة».
مشيراً الى انه لا يتذكر اول رسم قام به «لأنني فنان تفاعلي في كل لحظة وهذا جزء من شخصيتي، الكاريكاتير يصبح حديث الناس طوال النهار، ويخلق جواً من الحوار المتبادل فيه، ناهيك عن اعطاء الفرصة بأن يشارك بتعليقه على الرسم، والذي بدوره يخلق حواراً من نوع آخر ايضاً عبر بوبات الصحف الالكترونية تحديداً».
حجاج في سطور مواليد رام الله .1967 تلقى علومه الابتدائية في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات - الأردن. حصل في عام 1974 على أول شهادة تقدير للرسم عن مسابقة مدرسية حول موضوع إحراق المسجد الأقصى. في عام 1986 التحق بجامعة اليرموك لدراسة الفيزياء، ثم تحول عام 1988 لدراسة الفنون الجميلة ليحصل في عام 1991 على شهادة البكالوريس في الفنون الجميلة (فن الجرافيك) مع تخصص فرعي في الصحافة والإعلام. نشر أول رسومه الكاريكاتيرية في صفحات مشاركات القراء في صحيفتي (الدستور) و(صوت الشعب) ومنذ عام 1989 عمل رسام كاريكاتير سياسي في جريدة (آخر خبر) الأسبوعية. وفي الفترة ما بين 1990 و1998 عمل في صحف محلية وعربية عدة، هي: (القدس العربي) اللندنية، (الوطن) القطرية، (الدستور) و(العرب اليوم) الأردنيتين. وفي الأسبوعيات المحلية: (الأهالي)، (الرصيف)،أ (البلاد)، (المستقبل)، (شيحان)، (الصحفي). عمل في جريدة الدستور الاردنية من العام 2000 حتى منتصف العام .2004 يعمل الآن في جريدة الغد الأردنية، القدس العربي اللندنية وصحيفة «الإمارات اليوم». |
رقابة
أكد حجاج أن فن الكاريكاتير بكل ما يحمله من متعة وأفكار مختلفة ورسوم قريبة الى القلب والذهن، الا انه مازال يعاني الرقابة، وهذا هو الجزء المحزن من الحكاية، فلدي العديد من الرسوم المغضوب عليها والتي لم تجد مجالاً للتحرر والانتشار، وقال «أصعب شيء على الفنان ان يرد رسمه»، مشيراً الى ان «فضاء الانترنت خفف من هذا الشعور، لكن فضاء الانتنرت افرز رقابة من نوع آخر وهي رقابة الناس التي تكون في بعض الاحيان اقصى من الرقيب المتعارف عليه»، وهذا النوع من الرقابة الاجتماعية التي «لا يمكن مواجهتها ورفع قضية مضادة عليها، لأن غالبيتها موقعة بأسماء متعددة من الممكن انها تتخفى وراء اسماء وهمية لمصلحة اشخاص أو مؤسسات».
مفارقات
في الحديث عن فضاء الانترنت أشار حجاج إلى «أتذكر في بداية الانترنت في اوائل التسعينات، كنت حريصا على الرد على كل رسالة، الا انني وبعد مضي فترة رأيت ان هذه الحال ستأخذ من وقتي في الرسم والتأمل الكثير، وهنا اتحدث عن الفترة ايضا قبل (الفيس بوك)»، وأضاف «اما قديما فكان المعجب يقوم بتسطير ورقته وكتابة الجملة المنمقة والسليمة ووضعها في مغلف وإرسالها عبر البريد، والرد عليه كان عادة في صفحة متخصصة في الصحيفة بجملة واحدة او بسطر لا اكثر»، مؤكداً «اللغة في التخاطب بين الماضي والحاضر اختلفت، في السابق كانت مهذبة اكثر وفيها ود واحترام اكثر، وهذا لا يعني ان لغة اليوم غير حضارية لكنها سريعة جدا وتختصر الكثير من الكلمات الجميلة».
واعتبر حجاج أن الـ«فيس بوك» بوابه لا يمكن السيطرة عليها في تحديد موضوع النقاش»، وقال «عندما ارسم رسما مثلاً عن المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وأنشره على موقعي في (فيس بوك)، اول تعليقين على الرسم سيحددان صبغة النقاش حوله، وللأسف من الممكن أن يذهب الحوار الى مكان آخر، حيث اول تعليق من الممكن ان يكون (الرسم حرام) ليرد عليه آخر (لا لقد قرأت فتوى تقول ان الرسم ليس حراما) هنا يذهب الرسم وموضوعه مع الريح».
وعن تقنيات الرسم قال حجاج «في السابق كنت أرسم بالحبر الصيني ويأخذ الرسم مني نهارا كاملا، وتمتلئ يداي بالحبر وأنتظر إلى أن يجف الرسم لطبعه وإرساله للصجيفة بشكل يدوي كي يتم نشره، لم يعد لدي ريش ولا أقلام في وقت كان اي شخص يريد قلما يقصدني»، وأضاف «في عصر الديجيتال لدي لوح الكتروني ارسم فيه اسكتشات عدة في زمن قياسي وأقوم بإرسال الرسم في ثوانٍ»، مؤكداً «لم يختلف الحس الفني لدي بين اليدوي والديجيتال لأني فنان وأستطيع توجيه احساسي بما يتوافق مع متطلبات العصر بكل شغف وحب وود واتقان».
فنان أردني عربي
فنان أردني يحكي الشارع الاردني ويرسمه ويلونه ويتفاعل مع الجميع، وخارج الأردن انا فنان عربي احكي الواقع العربي والتأثيرات السياسية والاجتماعية فيه، لم يبتكر حجاج شخصية اماراتية تشبه شخصية أبومحجوب كونه يعمل لمصلحة «الإمارات اليوم»، وعن هذا قال «ستكون شخصية غير نابضة وغير حقيقية ومدعية من قبلي لأني غير ملامس البيئة الإماراتية، ولا اعيش التفاصيل والأحداث، وهذه معطيات من الضروري ان تُوجد في عالم فنان الكاريكاتير».
أبومحجوب
عن دور أبومحجوب في الثورات العربية، خصوصاً أن رسومه انتشرت ايضاً في تظاهرات عدة، قال حجاج «ليس لديه اي دور لأن عمره 40 عاماً، لكن ابنه محجوب من الممكن ان ادخله في هذه التفاصيل، لأنه شاب كان متهماً بلامبالاته، وهو عاطل عن العمل وبنطاله (ساحل) عن خصره وهو بكل بساطة اقرب الى شباب الثورة الذين كانوا يتهموا بكل ذلك»، مؤكداً «ومع كل هذا فإنني لا احب تسيس ابومحجوب وابنه، احبهما وهما اجتماعيان فقط».
العصر الذهبي
السبعينات والثمانينات هو العصر الذهبي لفن الكاريكاتير، كما قال محجوب «هو عصر ناجي العلي (ملهمي الاول) وصلاح جاهين»، معللاً «كان رسام الكاريكاتير يجلس مع رئيس التحرير في اجتماعه مع المحررين يتناقشون في المعايير الفنية والالوان ولا يقول له هذا ممنوع او مقبول او هذا مع القانون او ضده»، أما اليوم «فالصحيفة تركز فقط على تحمل القانون للرسم، ولا يوجد اي نوع من التفاعل بين مجلس التحرير والرسام بمناقشته في أي نوع من المعايير الفنية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news