طالبات يرصدن الواقــع بـ «عدسة» المستقبــــل
قد يكون التقاط صورة فوتوغرافية أمراً سهلاً، ولكن ان تحمل هذه الصورة رؤية ومضموناً مختلفين، يتحول التقاط الصورة إلى فن يحتاج إلى تدريب وخبرة ودراسة، هذا الفرق بين العفوية والموهبة التي تستند إلى دراسة، ظهر واضحاً في معرض التصوير الصحافي لطالبات كلية الاتصال وعلوم الإعلام، الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع جامعة زايد، ويستمر حتى 26 مايو الجاري.
كثيرة هي الموضوعات التي تناولتها أعمال الطالبات في المعرض، وكان للبورتريه حضوره اللافت بينها، فعلى الرغم من تعدد الموضوعات والصور؛ لابد أن تستوقف زائر المعرض الوجوه التي تطل من اللوحات بما تحمله من معانٍ وعلامات تعبر عن عمرها، بداية من البراءة والشقاوة التي تتراقص بين عيون الأطفال وملامحهم الندية، ولمعة الطموح التي تبدو في عيون الشباب، بينما تقف وجوه كهلة ترك الزمن عليها بصماته التي كستها طيبة لا تخطئها العين.
جماليات الصورة
من الأعمال البارزة التي تضمنها المعرض أيضاً، أعمال امتدت عبر أكثر من لقطة تتبع حدثاً ما، مثل مجموعة الطالبة عائشة محمد المهيري التي تتبعت فيها مراحل صناعة طائرة صغيرة وإطلاقها لتحلق في الفضاء، والتي تميزت بتوظيف الضوء والظلال بصورة متميزة سواء في الإضاءة الاصطناعية داخل ورشة التصنيع، أو أشعة الشمس وقت الغروب التي اكسبت الصورة أبعاداً جمالية بارزة، وهناك أيضا مجموعة الطالبة إيمان نوفل عبدالكريم التي تبدو فيها كأنها تروي قصة طفل ذهب لحلاقة شعر رأسه، متتبعة حركاته خلال ذلك.
أعمال وطالبات اشتمل المعرض الذي يستمر حتى 26 مايو الجاري، على أكثر من 60 عملاً لـ30 من الطالبات، وهن: عفراء غدير المنصوري، وعلوية أبوبكر شريف، وعليا رمضان الهرمودي، وخولة سالم المهيري، ونوف جمعة، وآمنة عبدالله الزعابي، وأسيل محمد علي، وفاطمة الهاشمي، وفاطمة محسن الفردان، وحنان شكري العطاس، وهدى أحمد، ولطيفة محمد، ومهرة راشد العامري، ومريم علي المهيري، ومريم محمد، ومهرة محمد، ونورة إسماعيل، ووفاء سيف بطي، ومنال راشد حمد، وعبير عبدالواحد، وعائشة محمد المهيري، وعائشة إبراهيم، وحصة علي شرارة، وإيمان نوفل عبدالكريم، وميثا أحمد العامري، ومريم عبدالله عمر، ومريم عادل أحمد، ومياسة سعيد اليماحي، ونادين خليفة سالم، ومريم محمد حسن. |
وجاء معظم الأعمال التي تضمنها المعرض، والتي تبلغ 60 لوحة؛ مباشرة بعيدة عن التجريد، خصوصاً في ما يتصل باللقطات التي سجلت مشاهد لأماكن اثرية أو معالم سياحية بارزة مثل مسجد الشيخ زايد، ولكنها لم تخل من جماليات اعتمدت على زاوية التقاط الصورة أو ما تحمله من تضاد مثل لوحة الطالبة علياء الهرمودي التي جسدت فيها مشهداً للعمارة التركية يجمع بين البيوت التقليدية البسيطة على ضفة نهر، وعلى الضفة المقابلة تقف البنايات الحديثة بقاماتها المرتفعة في تضاد واضح وجميل. الهرمودي أشارت في حديثها لـ«الإمارات اليوم» إلى ان الدورات المتخصصة التي التحقت بها ونظمتها جامعة زايد ومجموعة أبوظبي للفنون، كان لها أثر كبير في تطوير وتنمية موهبتها الفنية، هذا التطور الذي كانت تلمسه بنفسها عقب كل درس، معربةً عن أملها في أن تواصل وجودها على الساحة الفنية، خصوصاً أنها ترسم أيضاً بالقلم الرصاص.
موهبة ودراسة
أما الطالبة أسيل محمد، فعلى الرغم من انها تدرس إدارة مالية، إلا ان الهواية وانجذابها للتصوير الفوتوغـرافي كـانا دافعاً لها للالتحاق بدورات التصوير التي منحتها، بحسب ما أوضحت، قسطاً وافراً من المعرفة بالتصوير الفوتوغرافي فناً له أسس وقواعد تحكم علاقات عناصره الجمالية كأبعاد الصورة ومعانيها وعلاقة الظل بالضوء، وغيرها من العوامل الجمالية الأخرى.
وبين صور الأماكن المختلفة التي التقطتها عدسات الطالبات؛ كان لجامعة زايد نصيب كبير من هذه الصور، من بينها صورة تمثل بانوراما لمكتبة الجامعة، للطالبة فاطمة الفردان، التي أشارت إلى ان اختيارها المكتبة يأتي تعبيراً عن ايمانها بأن القراءة والمعرفة هما الأساس الذي يجب ان يعتمد عليه أي نجاح يمكن ان يسعى الإنسان إلى تحقيقه.
في حين أبرزت الطالبة عفراء غدير المنصوري موقفاً من الحياة في عملها الفني «الطريق إلى المجهول»، كأنها تستشرف مسيرة حياة الطالبات أنفسهن في ما بعد التخرج والانطلاق إلى الحياة، بينما أبرزت الطالبة فاطمة الهاشمي جماليات التراث العربي والفنون التقليدية من خلال أعمالها التي تركزت على تصوير فنون عربية تقليدية متنوعة، وتميزت أعمال الطالبة وفاء سيف بطي بعناوين لافتة ومضمون متميز منها «تفاصيل» و«رؤية» استلهمت فيها أبعاداً فنية عالية في سبيل إنجاز أعمال فوتوغرافية ذات مضمون فني موحٍ، محملة برسائل في الفن والحياة بعين المصور الفوتوغرافي.
تعاون
من جانبها، أشارت مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى الخميس كانو، خلال الافتتاح، إلى الدور الكبير للمعرض في إبراز مهارات التصوير الفوتوغرافي الصحافي لدى الطالبات، وكيفية استفادتهن من سنوات الدراسة الأكاديمية والتطبيق الميداني الذي يسهم في الارتقاء بوعي الطالبات بخصائص المجتمع المحلي وقيم الهوية، والتراث الغني والمتنوع للإمارات».
وتابعت «منذ خريف عام ،2007 نعمل مع كلية الاتصال وعلوم الإعلام في جامعة زايد على رعاية واحتضان المواهب الإماراتية الشابة في مجال التصوير الصحافي والإعلام، ونحن نفتخر بأننا منذ البداية، نقوم بدعم دورات التصوير الصحافي وتعزيزها في الكلية بهدف الارتقاء بوعي الطالبات بأهمية الإعلام المتخصص ودوره في التنمية المجتمعية ونهضة الدولة».
وأضافت «يقع العمل الإعلامي في صلب اهتمامنا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، من خلال عدد كبير من المبادرات والأنشطة المتميزة التي تحفز طلاب وطالبات كليات الإعلام في جامعات الإمارات على التوجه إلى التخصص في الإعلام وفروعه المختلفة، ومنها التصوير الصحافي، خصوصاً برنامج القيادات الإعلامية الشابة في سنته الخامسة».