فيلم فلسطيني عن فيصل الحسيني
يعرض حالياً في المناطق الفلسطينية وفي القدس الفيلم الوثائقي «رجل وطن ومدينة» للمخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي عن حياة السياسي الفلسطيني المقدسي الراحل فيصل الحسيني بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله. وفيصل الحسيني اعتبره كثيرون بطلاً وكان مسؤولاً رفيع المستوى عن مدينة القدس وأحد كبار الساسة الفلسطينيين المعتدلين في المساعي الطويلة نحو تسوية مع اسرائيل. توفي الحسيني قبل 10 أعوام عن 60 عاماً بعد اصابته بأزمة قلبية أثناء زيارة للكويت.
الفيلم الوثائقي الذي أنتجته مؤسسة فيصل الحسيني عرض لأول مرة بقاعة قصر الهمبرا في القدس.
وقال رئيس مؤسسة فيصل الحسيني وابن السياسي الراحل عبدالقادر الحسيني «الناس حقيقة تحس بفراغ ولو بعد 10 سنين على غياب فيصل الحسيني، وتفتقد الرجل ولذلك أتيت الى هنا. نحن سنستمر في نشاطاتنا لإحياء الذكرى واسترجاع رؤية فيصل الحسيني من أجل دولة مستقلة وعاصمتها القدس وحلمه بأن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين».
وكان فيصل الحسيني مرتبطاً بقوة بالمساعي الرامية لاعادة السيطرة على القدس الشرقية الى الفلسطينيين تمهيدا لتصبح عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلاً.
وكان الفلسطينيون يعتبرون الحسيني في واقع الامر رئيسا لبلدية هذا الجزء من القدس حيث كان يترأس «بيت الشرق» المقر السياسي الرئيسي للفلسطينيين والمقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة.
والفيلم الوثائقي هو الاول من نوعه لمخرج فلسطيني.
وقال المشهراوي «ليس سهلا إنجاز فيلم عن فيصل الحسيني لأن حياته حافلة، فهو قائد وسياسي ومفاوض، هو جزء من النظام السياسي الفلسطيني».
وكان فيصل الحسيني ينتمي الى أسرة فلسطينية عريقة في القدس، وكان والده عبدالقادر الحسيني القائد الفلسطيني السابق في الحرب التي اندلعت في أعقاب اعلان قيام اسرائيل. وكان فيصل الحسيني أهم سجين سياسي فلسطيني في اسرائيل، حيث سجن من دون محاكمة عام 1987 قبل الانتفاضة الفلسطينية الاولى مباشرة. واتهم متشددون اسرائيليون الحسيني بالمساعدة في ادارة تلك الانتفاضة من داخل زنزانته. ووضع فيصل الحسيني خلال فترة وجيزة قضاها خارج السجن مسودة اعلان للاستقلال، كان له أثر مهم في اعلان المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة في وقت لاحق من ذلك العام.
وأفرج عن الحسيني في مطلع عام 1989 وأصبح المتحدث الاول باسم الانتفاضة التي استمرت حتى عام ،1994 كما رأس الوفد الفلسطيني الذي مهد الطريق الى انطلاق محادثات سلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في مدريد عام ،1991 ثم تخلى عن دور القيادة بعد الاعتراف بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات شريكاً في المفاوضات عام .1993