فلسطين في اتحاد كتاب الإمارات

استضاف نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في جلسته أول من أمس، القاصة الفلسطينية هدى جولاني. وهي، كما عرفت بها القاصة عائشة عبدالله التي أدارت الجلسة، مقدسية مقيمة في الإمارات، ولها تحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان «ولليل قصص أخرى»، ستصدر قريباً عن دار فضاءات للنشر في الأردن، كما أنها تتابع دراساتها العليا في جامعة الشارقة، وتحضر لتقديم أطروحتها للماجستير بعنوان «القصة القصيرة النسوية في فلسطين ما بين الأعوام 2000 ـ 2010». قرأت جولاني قصتين أولاهما بعنوان «طبق الشهيد»، وفيها تبدو الزوجة مصرة على استحضار صورة زوجها الشهيد، والتعامل معه كما لو أنه مازال إلى جانبها، فهي تحاوره، وتعد له الطعام، بل تصل الغرابة حداً نسمع فيه صوت الزوج وهو يثني على زوجته: «والله تسلم يدك.. الأكل اليوم متقن كما وصيتك»، بل نرى طبق الطعام فارغاً يرقد على حافة شباك مفتوح، في مشهد تضيع فيه الحدود بين الوهم واليقين، ثم بين الغياب والحضور. ولم تخرج القصة الثانية «سر البندورة» عن هذه الأجواء كثيراً، فهي أيضاً توجه عنايتها إلى الإنسان الفلسطيني ومأساته التي لا تنتهي، لكن القصة هذه المرة تنأى بنفسها عن عالم الهلوسات والرؤى الغرائبية، لتكون جزءاً من الواقع بأدق تفاصيله، فالأم تستسلم لرغبة زوجها في الانتقال للحياة داخل المخيم، وهناك تهتم بزراعة قطعة الأرض الصغيرة المحيطة بالمنزل بمختلف أنواع الخضراوات، إلى أن أصبحت الأرض جنة حقيقية، فكل شيء تزرعه كان جميلاً خصباً مرشحاً للنمو والزيادة، لكن هذا الحماس سرعان ما ينطفئ عندما تعرف الأم أن السر وراء فورة الحياة هذه إنما يكمن في المجرور الذي يمر بالأرض، فتصاب بالقرف، وتعلن موت هذا الأمل الذي ملك عليها حياتها.

تويتر