مركز إقليمي للمباني الطينية في مدينة العين
بدأت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتطوير مبادرة لتأسيس مركز إقليمي للمباني الترابية في مدينة العين، ينتظر أن يكون مرفقاً تدريبياً يوفر تطويراً مهنياً معتمداً لكفاءات الخبراء في الإمارات والمنطقة، في مجالات الحفاظ على المباني الطينية الموجودة وإنشاء المباني الترابية الحديثة، كما يقدم المركز قدرات بحثية لتجريب وابتكار المواد الترابية.
ووفقاً لإدارة الترميم في الهيئة، ينطلق هذا التوجه من أن حماية تراث البناء في أبوظبي، لا ترتبط بالترميم المادي للمواقع فحسب، بل أيضاً بالوعي والتعليم والتدريب على التقنيات ومواد البناء السائدة في الماضي، ويُعتبر ذلك مهماً للمباني الطينية بصفة خاصة، حيث غالباً ما تضيع التقنية والتراث المتوارثان من جيل إلى جيل لمصلحة المواد الحديثة، وإن لاستخدام مواد وتقنيات مشابهة وملائمة أهمية قصوى في الحفاظ على التراث من الناحيتين الفنية والعلمية، بينما تعد عملية إحياء تراث البناء جزءاً من حماية أحد التقاليد المحلية الكثيرة في الإمارات، وفضلاً عن ذلك، يُعتبر إحياء تقنيات البناء الترابي وتناقلها والابتكار فيها حلاً لمعالجة القلق المتزايد من الأثر البيئي للإنشاءات.
ونظمت الهيئة أخيراً تشغيلاً تجريبياً لبرنامج المنهج التعليمي في المركز، الذي تم تطويره بشراكة مع خبراء من جامعة باوهاوس في فايمار بألمانيا. وكان هذا البرنامج التجريبي، الذي أقيم في العين، عبارة عن سبعة أيام من المعاينة المسبقة للبرنامج الكامل الممتد على مدى ستة أسابيع، الذي يستهدف المعماريين والمهندسين والآثاريين والمرممين والمقاولين والحرفيين في منتصف مسيرتهم المهنية. وركزت المحاضرات على مواد وتقنيات البناء بالتراب، إلى جانب استراتيجيات الأعمال للمختصين العاملين في هذا المجال، وقد غطى أحد مكونات هذا البرنامج تشخيص وترميم المباني التاريخية.
وقد تعلم المشاركون في البرنامج، الذي حضره موظفون من إدارات مختلفة في الهيئة وطلاب من جامعة الإمارات، عددا من المفاهيم الأساسية عبر خمسة أيام من المحاضرات الصفية، وأتاحت التمارين الميدانية على مدى يومين في بيت ابن هادي الدرمكي في واحة الهيلي للمشاركين التدريب العملي على تمييز مواد البناء ومزجها، وإعداد الطوب اللبن، وإنشاء الجدران ووضع الجص.
وسيسمح هذا البرنامج التجريبي للهيئة بتقييم وتطوير المنهج التعليمي قبل تأسيس المركز الإقليمي للمباني الترابية في العين، الذي يُكرّس نشاطاته في إطار مهمة الهيئة الساعية إلى الارتقاء بتقاليد البناء المستدامة في المنطقة وإحيائها، وتطوير القدرات البحثية في مجال العمارة الصديقة للبيئة بينما تعمل على بناء القدرات المهنية والترويج لثقافة أبوظبي محلياً وإقليمياً وعالمياً.